اليمن والكويت بين الكلمة الصادقة والفعل الثوري.. ولا عزاء للمتخاذلين
مقالات

اليمن والكويت بين الكلمة الصادقة والفعل الثوري.. ولا عزاء للمتخاذلين

في خضم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وبين ضجيج البيانات الرسمية والخطابات الباهتة، تبرز دولتان عربيتان كأنموذجين نادرين للصدق السياسي والفعل الشعبي اليمن والكويت في زمن تحوّل فيه التضامن إلى “هاشتاغ” والمواقف إلى مجاملات لا تزال هاتان الدولتان تسطّران الموقف كما يجب أن يكون قولاً وفعلاً ، نبضاً وغضباً ، وصدقاً لا يُهادن.

اليمن… حين تهتف الملايين وتقاتل الكلمة بالسلاح

من صنعاء إلى صعدة ومن تعز إلى الحديدة يخرج اليمنيون كل يوم جمعة بالملايين في مسيرات غاضبة تردد هتافاً موحّداً لفلسطين في مشهد لا يمكن أن يُقرأ إلا باعتباره تجديداً لعهد الوفاء لعهد الامة الحية لعهد المقاومة للظلم رغم الحصار ورغم الجراح الداخلية ، لم تكتفِ اليمن فقط بقول  “لبيك يا قدس” بل رفعت السلاح في وجه الهيمنة و حرب الابادة ودعمت بكل الوسائل الممكنة حق الشعب الفلسطيني في الحياة والتحرر و قدمت الشهداء و تحملت القصف و التدمير من كل قوى الطغيان في العالم .

فالكلمة في اليمن ليست شعاراً بل هي مقدّمة فعل وعندما قال اليمن “لن نترك فلسطين وحدها” أرسل رسائله بكل وضوح لمن يفهم لغة الفعل لا المجاملات.

الكويت… منبر الأحرار ومهد الثورة

وفي الضفة الأخرى من الخليج تقف الكويت ثابتة كعادتها منبراً عربياً  نزيهاً لم تخن فيه الذاكرة ولا المبادئ كلمات مندوبيها في الأمم المتحدة ونوابها في البرلمان باتت ترعب دعاة التطبيع وتفضح المتخاذلين ، فالكويت لم تغيّر موقفها يوماً بل ظلّت منبراً للقضية منذ أن كانت حاضنة للثوار والقادة الفلسطينيين ومن أرضها انطلقت شرارة الوعي العربي التحرري.
من هناك خرج ياسر عرفات وهناك تأسست نواة حركة فتح وهناك كان الوجدان العربي ينبض بصدق ولا يزال.

الشعب قبل الحاكم… والغضب الشعبي لا يهدأ

على المستوى الشعبي لا يمكن تجاوز حجم التضامن الكويتي مع فلسطين فعاليات لا تتوقف، ومسيرات، وحملات دعم، ووعي شعبي يثبت أن الكويت ليست مجرد دولة ذات موقف رسمي داعم بل مجتمع مقاوم بفطرته الحاكم و الشعب لغة واحدة ضد الظلم و الاحتلال  ، اليمن أيضاً رغم ما تمرّ به حافظ على زخمه الشعبي الداعم لفلسطين فلا يكاد يخلو يوم من تظاهرة أو خطاب أو مبادرة ترفع اسم فلسطين عالياً .

في ظل هذا المشهد من يلتزم الصمت أو يبرّر العدوان أو يختبئ خلف الحياد لا يستحق الاحترام ، من لا ينحاز للضحية من لا ينصر اخاه و قبلته الاولى هو جزء من الجريمة ، ومن لا يقف اليوم مع غزة التي احرقت باطفالها و نسائها سيُسقطه التاريخ مهما علا صوته أو لمع اسمه.

اليمن و الكويت رغم المسافات والاختلافات يجتمعان اليوم على جبهة واحدة: جبهة الشرف والكرامة والدفاع عن القضية الأولى للأمة هما ليسا فقط من قال بل من فعل، ولا يزال ، و في زمن كثر فيه الضجيج و بيع الوهم وقلّ فيه الفعل تبقى اليمن و الكويت هما من يصنعان المعنى ويرسمان طريق الشرف….ولا عزاء للمتخاذلين.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.