المطلوب من سوريا عدم الإصغاء لنصائح بوتين؟!
مقالات

المطلوب من سوريا عدم الإصغاء لنصائح بوتين؟!

لا احد يستطيع أن يزاود على ألرئيس السوري بشار الاسد أو يقدم له النصائح والإرشادات عما يجب أن يفعل وما يجب ان لا يفعل.
فهذا القائد محنك وشجاع ويتحلى بحصافة سياسية تمكنه من التعامل بذكاء مع القوى، والمستجدات الاقليمية والدولية، من دون ان يتخلى عن ثوابت الموقف السوري ومصالح كل اطراف محور المقاومة.
ولكن وعلى نفس المستوى فإن من حق كل مواطن عربي وقف إلى جانب الدولة السورية وساندها خلال الحرب الكونية التي إستهدفتها منذ العام ٢٠١١ ان يبدي بمحبه قلقه من وجود تأثير روسي على الموقف السوري يدفع به ليس للقطيعة مع مؤسسات العمل العربي المهترئة مثل الجامعة العربية بل وللعودة إليها ، ولتطبيع العلاقات مع دول عربية شاركت في سفك الدم السوري ،وتشارك حاليا في ذبح الشعب اليمني من الوريد إلى الوريد وفي التآمر على القضية الفلسطينية، مثل الإمارات العربية المتحدة.
وهذا الموقف ينسجم مع مصالح روسيا ومع وجهة نظر روسية ترى في جميع دول وكيانات المنطقة بما فيها إسرائيل والسعودية والامارات وسوريا وايران وغيرها شركاء استراتيجيين، لانها تبيعهم السلاح وترتبط بعلاقات تجارية معهم ،رغم انهم ليسوا كلهم كذلك بالنسبة لسوريا.
ومن نافلة القول ان هذا التوجه لا يخدم لا مصالح سورية ولا مصالح بقية اطراف محور المقاومة. فمصلحة الدولة السورية ومصلحة محور المقاومة تقتضي محاصرة وعزل تلك الدول وليس إستئناف العلاقات الدبلوماسية معها او إجراء مكالمات هاتفية مع قادتها.
ولكي اوضح اكثر فإن هناك في المنطقة محوران يتعمق الفرز بينهما الأول هو محور المقاومة ويضم بالاضافة إلى سوريا ايران والمقاومات اللبنانية والفلسطينية والعراقية وحركة انصار الله في اليمن ومحور آخر يضم امريكا وإسرائيل والغرب ونظم الرجعية العربية.
وبما ان سوريا هي احد الأركان الاساسية لمحور المقاومة فإنه مطلوب منها لا أن تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات التي لعبت دوراً رئيسياً في المؤامرة على سوريا وفي محاربة حركة انصار الله في اليمن وتروج للسلام الابراهيمي مع إسرائيل و لما يسمى بالديانة الإبراهيمية بل ان تكون راس حربة لمحور المقاومة في عزلها وإضعاف تاثيرها في المنطقة.
بكلمات اخرى فإن الآمال كانت ولا زالت معقودة على سوريا،لكي تقود عملية فرز تؤدي إلى عزل دول ودويلات النظام الرسمي العربي المتورطة في التآمر على سوريا وعلى القضية الفلسطينية وعلى قضايا الشعوب العربية وليس إلقاء طوق النجاة لها.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.