ماذا يحدث للأرض وما عليها إذا توقفت فجأة عن الدوران؟
منوعات

ماذا يحدث للأرض وما عليها إذا توقفت فجأة عن الدوران؟

صدى نيوز - تدور الأرض بشكل ثابت وتستغرق 23 ساعة و56 دقيقة و4.09 ثانية للدوران الكامل حول محورها، وتكون سرعة الدوران أعظمية عند خط الاستواء حيث تبلغ 1770 كم/ساعة في حين تنعدم تقريبا عند القطبين. ولكن هل فكرت يوما فيما يمكن أن يحدث في حال توقفت الأرض عن الدوران فجأة؟

في تقرير نشر على موقع "لايف ساينس" (Live Science) بتاريخ 24 يوليو/تموز الجاري وصف جيمس زيمبلمان -كبير الجيولوجيين الفخري في متحف سميثسونيان الوطني للطيران والفضاء في واشنطن العاصمة- فكرة توقف الأرض عن الدوران وبشكل مفاجئ بأنها "مجرد تجربة فكرية".

وأضاف زيمبلمان "لا توجد قوة طبيعية من شأنها أن تمنع الأرض من الدوران؛ وهذا جزء من سبب وجود الكوكب. لطالما كانت الأرض في حالة دوران منذ نشأتها، وهو أمر مثير للإعجاب".

الأجسام تدور حول نفسها بسبب قانون حفظ زخم الحركة الدورانية أو ما يسمى بالزخم الزاوي (بيكساباي)

لماذا تدور الأرض حول نفسها؟

تدور الأجسام حول نفسها بسبب قانون حفظ زخم الحركة الدورانية أو ما يسمى بالزخم الزاوي.

فمن المعلوم أن قوة الجاذبية تؤثر على كتلة الأرض بشكل متساو من جميع الاتجاهات، الأمر الذي يكسب الأرض شكلها المستدير وينشأ بهذا عزم القصور الذاتي الذي يتسبب بدوران الأرض حول نفسها.

وهكذا يمكن القول إن الأرض تدور حول محورها منذ نشأتها. كما أن دوران الأرض حول نفسها يتأثر بقوة الجذب الناتجة عن القمر التي تتسبب بتباطؤ السرعة الدورانية للأرض بما يعادل 1 ميلليمتر/ ثانية سنويا.

تمزيق سطح الأرض

يرى زيمبلمان أن التوقف المفاجئ للأرض لا يعني انعدام زخم الحركة الدورانية أو ما يسمى بالزخم الزاوي لها عند خط الاستواء، حيث سيستمر هذا الزخم الزاوي المنقول للهواء والماء وحتى الصخور على طول خط الاستواء في التحرك بهذه السرعة البالغة 1770 كم/ساعة.

وتؤدي هذه الحركة إلى تمزيق سطح الأرض إلى شظايا تتطاير -بدورها- إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي ومن ثم تنتثر إلى الفضاء الخارجي. إلا أننا لن نفقد كل شيء إذا توقفت الأرض عن الدوران.

التوقف المفاجئ عن الدوران من شأنه أن يؤدي إلى تبخر معظم المياه على سطح الأرض (شترستوك)

إعادة التجميع والالتحام من جديد

ويرى زيمبلمان أن القطع التي انفصلت عن السطح سوف تستعيد بعضا من قدرتها الدورانية مع استمرار دوران الأرض والبقايا الممزقة في مسارها حول الشمس. وفي النهاية، سوف تسحب هالة الشظايا تلك من جديد بفعل قوة الجاذبية الأرضية، ومن ثم تلتصق هذه الشظايا المنصهرة من جديد في عملية تسمى الالتحام.

ووفقا لزيمبلمان، فإن التوقف المفاجئ عن الدوران من شأنه أن يؤدي إلى تبخر معظم المياه على سطح كوكب الأرض. وعلى الرغم من أن معظم المياه المتبخرة ستفقد، فإنه من الممكن لبعضها أن يدمج في معادن صلبة جديدة مثل الزبرجد الزيتوني.

وأخيرا، لن يتم تجميع كافة الشظايا المتطايرة في عملية الالتحام حيث سيصطدم جزء منها بالقمر وذلك بفعل جاذبية القمر، مما سيسفر عن عدد لا يحصى من الحفر على سطحه.