البرازيل “تنهار” تحت وطأة كورونا وسلالاته الجديدة
عربي ودولي

البرازيل “تنهار” تحت وطأة كورونا وسلالاته الجديدة

صدى نيوز - قالت صحيفة The Daily Mail البريطانية، في تقرير لها، أمس الجمعة، إن دولة البرازيل تنهار تحت وطأة كوفيد-19، خاصة مع ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا المُستجَد التي تمزِّق الدولة اللاتينية.

حيث أشارت الصحيفة إلى أن السكَّان المحليين ينتظرون بدموعٍ وحرقة، يائسِين، من أجل الحصول على إمدادات الأكسجين لإبقاء ذويهم المرضى على قيد الحياة، فيما يواجه الأطباء مهمةً صعبة تتمثَّل في تحديد مَن يساعدونه على التنفُّس، الأمر الذي جعل مدينة ماناوس في الأمازون تتحوَّل إلى "غرفة اختناق".

ارتفعت الإصابات إلى مستوياتٍ قياسية في البرازيل، حيث يُخشَى أن يصبح الفيروس المُتغيِّر الجديد هو السلالة المهيمنة في ولاية أمازوناس، ووصفها أحد الخبراء بأنها "من المُحتَمَل للغاية" أن تكون أكثر عدوى من النوع السابق.

الثالثة عالمياً من حيث الإصابات والثانية في عدد الوفيات
كانت البرازيل قد أعلنت عن تسجيل أكثر من 8 ملايين و270 ألف إصابة بكورونا، لتحتل المركز الثالث عالمياً من حيث الإصابات بعد الولايات المتحدة والهند، والمركز الثاني عالمياً بعد أمريكا من ناحية الوفيات، حيث سجلت أكثر من 206 آلاف حالة وفاة حتى الآن.

يشار إلى أنه كُشِفَ عن النسخة المتغيِّرة الجديدة من الفيروس في بلدانٍ بعيدةٍ، مثل اليابان، ما أثار قلق الوزراء البريطانيين حتى دفعتهم إلى حظر السفر من جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، بعد تسبُّب سلالة جديدة أخرى في زيادةٍ كبيرةٍ بالحالات في بريطانيا.

كما تقول الصحيفة البريطانية، إن مدينة ماناوس عاصمة ولاية الأمازون في المنطقة الشمالية من البرازيل، والتي أصبحت مقابرها الجماعية رمزاً للموجة الأولى للجائحة بالبرازيل، تؤوي المقابر مرةً أخرى عدداً قياسياً من المرضى، حيث تسبَّبَت السلالة الجديدة في "انهيارٍ كاملٍ" لنظام الرعاية الصحية.

70% من سكَّان ماناوس أصيبوا بالعدوى
كان الفيروس منتشراً للغاية بالفعل خلال الموجة الأولى إلى درجة أن إحدى الدراسات أشارت إلى أن أكثر من 70% من سكَّان ماناوس أصيبوا بالعدوى، مِمَّا أثار مخاوف من أن السلالة الجديدة قد تهرَّبَت من أيِّ مناعة مكتسبة من عدوى سابقة.

وفيما طُرِدَ بعض المرضى من غير المُصابين بكوفيد-19 من أسرَّتهم بالمستشفيات؛ لإفساح المجال لمن هم في أمسِّ الحاجة إلى هذه الأسرَّة، نُقِلَ مئات المرضى جواً إلى ولاياتٍ أخرى.

إزاء ذلك، وصف الأطباء والأقارب مشاهد "الكابوس" للعاملين بالرعاية الطبية وهم يذرفون الدموع. وإلى جانب ما يقرب من 500 شخص ينتظرون بالأسرَّة في ماناوس، يُترَك بعض المُصابين المُسنِّين ليقضوا أجلهم في المنزل.

وزير الصحة يقرّ بانهيارٌ نظام الرعاية الصحية في ماناوس
وزير الصحة البرازيلي، إدواردو بازويلو، قال مع تفاقم أزمة الأكسجين، إن طائرةً مليئةً بالإمدادات الطبية وصلت الجمعة 15 يناير/كانون الثاني 2021، تليها أربع طائرات أخرى، لكن لم يتَّضِح ما إذا كان ذلك سيكون كافياً لسدِّ العجز.

وزير الصحة أقرّ بتردي الأوضاع، قائلاً: "نعم، هناك انهيارٌ بنظام الرعاية الصحية في ماناوس. عدد الأسرَّة ينمو بشكلٍ كبير، لكن لدينا 480 شخصاً ينتظرون الآن".

لكنه أضاف: "بدأنا في نقل المرضى الذين يعانون خطورةً أقل، من أجل تقليل التأثير".

من جهته، أوضح جيسيم أوريانا، من معهد فيوكروز أمازونيا للتحقيقات العلمية، أن المدينة "نفد منها الأكسجين، وأصبحت بعض المراكز الصحية نوعاً من غرف الاختناق".

بينما قام أفراد الجيش بتسليم 400 أسطوانة أكسجين إلى أمازوناس في غضون خمسة أيام، قال مُزوِّد الأكسجين في ماناوس، وايت مارتينز، إنه يفكِّر في تحويل بعض إمداداته من فنزويلا المجاورة.

إذ ينتظر المرضى بقلقٍ في المستشفيات وصول الأكسجين في الوقت المناسب لإنقاذ المرضى، ولكن الأوان يفوت بالنسبة لآخرين. وفي أثناء أسوأ أيام الأزمة بأوروبا، كان على الأطباء تحديد المرضى الذين يتعيَّن علاجهم، كما تقول صحيفة The Daily Mail البريطانية.