مواجهات تيغراي بشمال أثيوبيا.. آلاف النازحين ومذابح وحشية
أهم الأخبار

مواجهات تيغراي بشمال أثيوبيا.. آلاف النازحين ومذابح وحشية

صدى نيوز: تستمر منذ أكثر من أسبوع الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية الاثيوبية ومقاتلي إقليم تيغراي، متسببة بنزوح آلاف من المواطنين من الإقليم إلى السودان واتهامات متبادلة بين طرفي النزاع بارتكاب مجازر ضد المدنيين.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام، أمر بشن حملة عسكرية "لإنقاذ البلاد" بعدما اتهم جبهة تحرير شعب تيغراي وهي أكبر حركة سياسية في الإقليم بمهاجمة القوات الفيدرالية في المنطقة، بينما اتهم رئيس الإقليم حكومة آبي أحمد منذ أسابيع بمحاولة "غزو الإقليم".
النزوح

وكشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الجمعة، أن الاشتباكات في إقليم تيغراي بأثيوبيا دفعت أكثر من 14500 شخص إلى الفرار إلى السودان المجاور منذ أوائل تشرين ثانٍ/ نوفمبر.

محذرة من أن سرعة مغادرة اللاجئين لمناطق سكناهم "تضغط بشدة على القدرات الراهنة لتقديم مساعدات"، مؤكدة أن بين اللاجئين آلاف الأطفال وصفهم بأنهم "منهكون ومذعورون" والكثير منهم "لا يحمل سوى القليل من الأمتعة ما يشير إلى أنهم هرعوا إلى هناك".

وأكدت المفوضية أن "أحوال المعيشة وظروف العمل داخل تيغراي أصبحت أكثر صعوبة بسبب انقطاع الكهرباء والنقص الشديد في إمدادات الغذاء والوقود، وأدى انقطاع الاتصالات إلى نقص المعلومات".

مجازر

اتهم رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد قوات موالية للجبهة بارتكاب مجزرة ضد مدنيين شمالي الإقليم الذي يشهد صراعاً منذ الأسبوع الماضي.

وقال أبي أحمد إن القوات الفيدرالية الإثيوبية قد "حررت" الجزء الجنوبي من إقليم تيغراي في "انتصار للمدنيين الأبرياء الذين تعرضوا لمذبحة وحشية في منطقة ماي-كادرا".

وأضاف في بيان منفصل إنه قد "تم العثور على جثث لعناصر من الجيش أُطلق عليهم الرصاص بينما كانت أيديهم وأرجلهم مقيّدة". إلا أن المسؤولين في إقليم تيغراي ينكرون الاتهامات الموجهة إليهم في هذا الخصوص.

بدورها، قالت منظمة العفو الدولية إن "العشرات وربما المئات" من المدنيين قتلوا في "مذبحة" وقعت في إطار الصراع في تيغراي، وأنها ستكون أولى عمليات القتل للمدنيين على نطاق واسع في النزاع، في حال ما تأكدت تلك التقارير.

ولفتت إلى أن الحصول على معلومات صعب مع تعطل خطوط الهاتف والإنترنت.

الخلفية

أصدر رئيس الوزراء أبي أحمد أوامره للقوات الحكومية بالاشتباك مع القوات الموالية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني بعدما قال إن معسكرات تابعة للجيش تعرضت للهجوم.

وكانت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي أقوى عضو في الائتلاف الحاكم في إثيوبيا لسنوات عديدة، لكن أبي عمل على كبح نفوذها بعد وصوله إلى السلطة عام 2018، فيما رفضت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الانضمام إلى حزب موحد.

ويقول زعماء تيغراي إنهم استُهدفوا ظلماً من خلال عمليات التطهير ومزاعم الفساد، التي يوجهها أحد لهم ويصفهم بـ "هاربون من العدالة" ويعارضون تحركاته لإصلاح طريقة إدارة إثيوبيا.

يذكر أن إقليم تيغراي هو أحد أقاليم إثيوبيا العشرة، والذي يمثل سكانه حوالي 6% من مجموع سكان البلاد، الذين يتجاوز عددهم 100 مليون نسمة يتوزعون بين حوالي 80 مجموعة إثنية، الا أن المخاوف تزداد من أن الحملة العسكرية في الإقليم تتصاعد المخاوف من تعميق الانقسامات العرقية والسياسية في البلاد، وتقويض الإصلاحات.