باحث تركي: البلاد على مشارف أزمة سياسية واقتصادية خطيرة
عربي ودولي

باحث تركي: البلاد على مشارف أزمة سياسية واقتصادية خطيرة

رام الله - صدى نيوز - اعتبر الصحافي التركي المختص بشؤون الشرق الأوسط، جنكيز تشاندار، أن فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو مجدداً برئاسة بلدية اسطنبول ذو "أهمية كبيرة"، معتبراً أن الانتخابات التي طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعادتها "قد تحوّلت لاستفتاءِ شعبي على حكمه".


واعتبر الصحافي المعارض البارز الّذي عمل في وقتٍ سابق كمستشار لعدد من المسؤولين والرؤساء الأتراك مثل تورغوت أوزال وسليمان دميريل في مقابلة مع العربية.نت أن "تركيا على مشارف أزمة سياسية واقتصادية خطيرة، حيث فقد أردوغان دعم الشعب، وحزبه يتجه نحو انشقاقات داخلية"، مؤكداً أن "أردوغان انفصل بشكلٍ كبير عن الواقع ورغم التحالف الّذي يقوده مع الحركة القومية، لكن بقاؤه في الحكم حتى مطلع الانتخابات المقبلة في العام 2023 بات صعباً للغاية".

وقال "إذا أصر أردوغان على شراء صواريخ الدفاع الجوي الروسية S-400 وعلى ما يبدو أنه سيفعل ذلك، فستكون العقوبات الأميركية سارية المفعول وسلبية للغاية على الاقتصاد الذي يعاني في الأصل من أزمة تضخم لا يمكن إيقافها إلى جانب زيادة ديون أجنبية مع غياب أي استثمار أجنبي مباشر . هذه الأمور كلها يمكن أن تؤدي إلى انتخابات مبكرة لعام 2020 أو قد تنجرف تركيا نحو الفوضى".

موضوع يهمك ? قرّر رئيس البرلمان التونسي، محمد الناصر، تشكيل لجنة تحقيق فيما تم ترويجه عن شبهة محاولة انقلاب على السلطة، عقب تعرض...تونس.. البرلمان يحقّق في "محاولة انقلاب" المغرب العربي
هزيمة أردوغان في اسطنبول
وفي ما يتعلق بتداعيات نتائج انتخابات إسطنبول قال إن "أردوغان هُزم بشدّة في هذه الانتخابات" التي شهدتها اسطنبول يوم 23 حزيران/يونيو الماضي.

وأضاف تشاندار الأكاديمي الّذي يعمل كباحث في معهد استوكهولم الجامعي للدراسات التركية أن "في الانتخابات الأولى كان فارق الأصوات نحو 13 ألف صوت بين المرشحَين لصالح مرشح المعارضة. بينما في جولة إعادتها، فقد وصل هذا الفارق إلى 800 ألف صوت تقريباً لصالح مرشح المعارضة أيضاً. هذا يعني أن الشعب التركي يرفض حكم أردوغان والقوانين التي يصدرها بمفرده من خلال نظامه الرئاسي المناهض للديمقراطية".


كما شدد على أن "اسطنبول التي يقطنها أكثر من 15 مليون شخص هي صورة مصغّرة عن تركيا ومن الملاحظ من انتخاباتها التي صوّت فيها 85% من السكان، أن هذه المدينة الأكثر أهمية في البلاد تقول إن أردوغان لم يعد مطلوباً".

وتابع "بعد هذه الهزيمة قد يلتزم أردوغان بعرشه، لكن التاريخ سيكتب أن حقبته بدأت تنتهي في صيف العام 2019، أنها بداية النهاية بعدما أثبت الشعبان التركي والكردي معاً أنه لا يزال هناك أمل كبير لاستعادة الديمقراطية. لكن لا أمل في مستقبل أردوغان. فهو لا يستطيع إعادة مكانته. لقد هُزم ولن يتمكن من الفوز مرة أخرى".

إلى ذلك انتقد تشاندار حرية التعبير في بلاده نافياً وجودها في ظل حكم الرئيس أردوغان، مطالباً في الوقت عينه الحكومة بالإفراج عن آلاف المعتقلين.

وعلق في هذا الصدد قائلاً "غادرت تركيا منذ ثلاث سنوات. ومنذ ذلك الحين سُجن العديد من الأصدقاء والزملاء ظلماً. كما أن أردوغان رفع دعوى قضائية ضدي إلى جانب آخرين بتهمة إهانته، وكانت عقوبتي هي السجن لمدة 6 سنوات، لكن المحكمة أسقطت عني هذه التهمة بعد محاولة الانقلاب في تموز/يوليو 2016".

وأوضح "لم أكن أستطيع التعبير عن نفسي بحرية في تركيا. كنتُ سأعتقل لو بقيت هناك مثلما حدث مع العديد من زملائي. وقد فقدتُ فيها فرصة الكتابة والظهور على القنوات التلفزيونية كمحلل. لقد تم إغلاق كل الطرق أمامي للعمل بالطريقة التي كنت أرغب بها".

وتابع "كان البقاء في تركيا خانقاً بالنسبة لي، ولعب هذا الأمر دوراً كبيراً في إقامتي خارج البلاد. في تركيا أردوغان لا توجد حرية تعبّير ولا يمكن لأحد أن يتمتع بحرية التعبير عن رأيه في بلدٍ تخضع فيه 95% من وسائل الإعلام لسيطرة الحكومة، فيما تحاول تطبيق الرقابة على الجزء القليل المتبقي منها".

وأضاف "رغم هذا كله يوجد الكثير من الصحفيين والمفكرين الشجعان الذين لم ينحنوا للضغوطات. إنهم يتحدون الحكم الاستبدادي لأردوغان، وبفضلهم لا تزال الديمقراطية تتنفس، فهي لم تمت كما أثبتت نتيجة انتخابات اسطنبول".

ويطالب الصحافي التركي المخضرم كُمعارض لحكم أردوغان بـ "الديمقراطية، وحرية التعبير، والحل غير العسكري، وحل القضية الكردية بشكلٍ سلمي وتسوية أوضاع الأكراد من خلال التفاوض معهم إلى جانب الإفراج عن الآلاف من المعتقلين".

كما أوضح في مقابلته قائلاً "يجب أن يكون في مقدمة هؤلاء المفرج عنهم الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش ورفاقه وعثمان كافالا الناشط المعروف في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في تركيا. وكذلك الصحافيون".