طائرة خاصة تُقلع سراً من الدوحة إلى تل أبيب..هل تستغل قطر القضية الفلسطينية ؟
أهم الأخبار

طائرة خاصة تُقلع سراً من الدوحة إلى تل أبيب..هل تستغل قطر القضية الفلسطينية ؟


رام الله - صدى نيوز -  رصد موقع (أنتل سكاي) المتخصص بحركة الملاحة الجوية، طائرة "خاصة" انطلقت من العاصمة القطرية الدوحة، يوم الأربعاء الساعة 3:39 عصراً، متجهة في رحلتها إلى "تل أبيب".

وفي الوقت الذي لم يحدد موقع الملاحة طبيعة الرحلة وأهدافها، إلّا تكتم وسائل الإعلام القطرية والإسرائيلية عنها، يجعلها تتخذ الصفة الأمنية، كون الطائرة خاصة. كما أنها جاءت متزامنة، وبعد يوم واحد من نشر موقع "مفزاك لايف" العبري، خبراً يقول ان المبعوث القطري السفير محمد العمادي تلقى، يوم الأربعاء، رسالة رسمية من دولة الاحتلال بعدم الحضور إلى قطاع غزة في الأيام المقبلة لتوزيع الأموال التي تتبرع بها قطر الى قطاع غزة.
الأموال القطرية الممنوحة لقطاع غزة، نالت رضى نتنياهو، حيث قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  يوم 11 مارس الفائت، إن إدخال الأموال القطرية إلى غزة هو جزء من استراتيجية أوسع نطاقا جاء بهدف الإبقاء على الانقسام بين حركتي فتح وحماس.

حيث يعتبر السفير القطري إلى غزة، محمد العمادي، المنسّق وحلقة الوصل القوية بين حكومة غزة ودولة الاحتلال، باعتباره وسيطاً ومفاوضاً، على الرغم من الإشادات الكثيرة من قبل مسؤولين إسرائيليين بدوره في القطاع، في الوقت الذي يُطلق عليه فلسطينيون غزة لقب "المندوب السامي" نظرًا لتحكمه سياسياً وأمنياً، بأمور القطاع من خلال الأموال القطرية، التي يتم إدخالها إلى غزة بـ"حشد امريكي" من أجل إتمام "الصفقة"، بحسب ما عبر العمّادي شخصياً، في لقاء مع صحفي إسرائيلي يوم في 8 يوليو/تموز العام الماضي:


فالحشد الأمريكي لم يكن اقتصادياً ومالياً فحسب، إنما كان سياسياً من قبل، حيث صرح الأمير الحالي تميم خلال مقابلة (سبتمبر 2014) مع المذيعة كريستيان أمانبور على شبكة “سي إن إن” الأميركية، قائلًا إن والده (حمد) قال لقياديي حماس آنذاك إن الأميركيين طلبوا أن تشاركوا في الانتخابات المقبلة، وكان ردهم أننا “سنشارك، ولكن هل تعتقد أن المجتمع الدولي سيقبل بنا؟ فقال والدي: أجل، لأن الأميركيين تمنوا علي أن أطلب منكم المشاركة.. وشاركوا”.

تعتبر العلاقات القطرية-الإسرائيلية هي الأقدم بين دولتين عربيتين، لم يوقعا اتفاقية سلام، ابتدأت تلك العلاقات في فبراير/شباط 1996، عندما دعا أمير قطر حمد بن خليفة رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه شمعون بيريس إلى افتتاح مكتب إسرائيلي للتجارة في الدوحة.

مع اندلاع انتفاضة الأقصى، أغلق المكتب، قبل أن يعود إلى العمل مع الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005، قبل أن يعود للإغلاق مرة أخرى خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2009.

في 2010، عرضت قطر مرتين على إسرائيل استعادة العلاقات، والسماح بعودة تل أبيب إلى الدوحة، شرط أن تسمح الأولى للثانية بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، بما فيها المتعلقة بالبنى التحتية.

وأعلنت إسرائيل، في ذلك الوقت، عن تقديرها لدور قطر، واعترفت "بمكانتها" في منطقة الشرق الأوسط.

خلال حرب عام 2014، اعتمد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بشكل كبير، على قطر وتركيا، من أجل استغلال علاقاتهما بحماس بهدف دفعها إلى إيقاف القتال.

كما لقطت كاميرات الصحفيين محمد العمّادي وهو يوشوش القيادي في حركة حماس، خليل الحية، قائلاً "نبي هدوء" على الحدود، مما يدلل على مدى قوة نفوذ السياسة القطرية على حكومة القطاع، وتحكمها بأمور القطاع من أجل تنفيذ تفهمات الدوحة مع تل أبيب.

ويضاف إلى كل تلك العلاقات، دور الإعلام القطري للتطبيع مع قادة دولة الاحتلال، وكانت قناة الجزيرة هي السبّاقة، عندما إدخلت إلى كل بيت عربي، الخطاب الإسرائيلي باستضافتها لمتحدثين عن دولة الاحتلال، مثل أفيخاي أدرعي وإيدي كوهين ومردخاي كيدار...

وفي المقابل، نرى أن قطر جاهرت بالتطبيع الرياضي مع "إسرائيل" منذ أغسطس/آب 1999، عندما أُقيمت بطولة كأس العالم لكرة اليد في قطر، بمشاركة المنتخب الإسرائيلي، مما شكل أول ظهور لفريق إسرائيلي على أرض عربية.  وصولاً إلى مارس 2018، عندما شارك فريق إسرائيلي لكرة اليد ببطولة العالم لكرة الطائرة التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة، حيث حل المنتخب الإسرائيلي في المرتبة الثالثة، ونشرت الصحافة العبرية صورًا تذكارية لفريق كرة اليد الإسرائيلي إلى جانب مسؤولين رياضيين قطريين.

وبحسب ما صرّح به مسؤول البعثة الإسرائيلية لتلفزيون “مكان” الإسرائيلي، فإن المشجعين القطريين رددوا هتافات مؤيدة للمنتخب الإسرائيلي في مباراته أمام بولندا.

القضية الفلسطينية ورقة رابحة

معتمدة على قوتها المالية والإعلامية، تتخذ الدوحة من القضية الفلسطينية، ورقة رابحة لتوسيع نفوذها لدى واشنطن على حساب القضية الفلسطينية، وهو ما اعترف به الكاتب القطري في صحيفة "الشرق" القطرية، عدنان أبو هليل، في لقاء له مع موقع "المونيتور" بشكل مباشر وصريح بأن “قطر تحاول الإمساك بخيوط القضية الفلسطينية”.

وأضاف الكاتب القطري للموقع قائلاً:

“صحيح أنّ هناك بعدًا إنسانيًّا في مشاريعها الاقتصاديّة في غزّة، لكنّ المصالح السياسيّة ليست بعيدة، مثل زيادة نفوذ قطر داخل الساحة الفلسطينية، وتوسيع علاقاتها مع دول المنطقة، كما يغلب على الأداء القطريّ البراغماتيّة والانفتاح على كل الأطراف، من دون وضع “فيتو” على أيّ طرف، بما فيها إسرائيل التي تريد الإبقاء على خطّ رجعة للتواصل مع حماس”.

وكشف التقرير عن اللقاءت القطرية-الإسرائيلية التي تتم سرًا في جزيرة قبرص: لقاء جرى في شهر يونيو/حزيران الماضي بين وزير الجيش الإسرائيلي أفغدور ليبرمان ووزير خارجية قطر محمد آل ثاني. تبعه لقاء ثان عقده ليبرمان مع السفير القطري إلى الأراضي الفلسطينية محمد العمادي.

وتناولت اللقاءات دفعًا لالتهدئة بين حماس و"إسرائيل"، مقابل معونات اقتصادية تقدمها قطر لسلطة غزة.