واشنطن بوست: قضية إبستين تتضخم وتتحول إلى كرة نار سياسية
صدى نيوز - تصاعدت المواجهة السياسية حول قضية جيفري إبستين من جديد بعد أن دعا الرئيس دونالد ترامب السلطات الفدرالية إلى التحقيق في صلات الممول الراحل بشخصيات ديمقراطية بارزة، فيما بدا ردا تصعيديا على الضغوط التي يتعرض لها.
وقد اهتمت صحيفة واشنطن بوست بالملف في افتتاحيتها التي اعتبرت أن مطالبة ترامب بالتحقيق مع الديمقراطيين ممارسة سياسية خاطئة، وفي مقال حول دفعة الوثائق الجديدة التي أفرجت عنها لجنة الرقابة في مجلس النواب، وما كشفته من استمرار علاقات إبستين مع قادة عالميين وأباطرة أعمال وسياسيين لسنوات طويلة بعد اعترافه عام 2008 بتهم تتعلق بالاستغلال الجنسي.
وجاء طلب ترامب التحقيق مع الديمقراطيين عقب نشرهم رسائل بريد إلكتروني من تركة إبستين تتضمن إشارات إلى الرئيس -حسب الصحيفة- وهذا ما أثار ضجة إعلامية رغم غياب معلومات حاسمة، في حين استغل الجمهوريون الموقف بنشر رسائل إضافية تزيد من غموض القضية.
وتحولت القضية -كما تقول افتتاحية الصحيفة- إلى كرة نار سياسية يتبادلها الطرفان، خصوصا بعد أن وعدت شخصيات في إدارة ترامب بكشف "قائمة إبستين"، قبل أن يتبين أن هذه الوعود بلا أساس، مما تسبب في إحراج الإدارة وأعاد التركيز على العلاقة القديمة بين ترامب والممول المدان المتوفي.
داخل دوامة الجدل مجددا
ورغم نفي ترامب علمه بأي مخالفات ارتكبها إبستين، فقد وجد نفسه مجددا داخل دوامة الجدل، ليعود مع تصاعد الضغوط، إلى وصف الملف بأنه "مطاردة ساحرات"، قبل أن يأمر بإعادة فتح القضية، في خطوة تشير إلى سعيه لنقل النظر من الاتهامات المحيطة به نحو خصومه السياسيين، حتى لو أعاد ذلك إحياء موضوع كان قد حاول إغلاقه سابقا، كما تقول الصحيفة.
ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه وزارة العدل ارتباكا واضحا في إدارة الملف، خصوصا بعد إخفاق النائبة العامة بام بوندي في تقديم أي وثائق ذات قيمة خلال ما سمي بملفات إبستين.
ورغم الجاذبية الإعلامية لقضية إبستين نظرا لتشعب علاقاته الاجتماعية مع الأغنياء والنافذين، لم تسفر التحقيقات الممتدة لسنوات عن توجيه أي تهمة لأي شخص آخر سوى شريكته غيسلين ماكسويل، كما تقول الصحيفة.
وخلصت افتتاحية الصحيفة إلى أن نهاية هذه الجولة تبدو بعيدة مع إعادة ترامب فتح الجدل وتوجيهه ضربات سياسية جديدة، خصوصا في ظل سوابق الرئيس في إقالة مدعين لم يستجيبوا لرغباته السياسية، مما يجعل المشهد مفتوحا على مزيد من التوتر بدل أي إغلاق سياسي مرتقب.
اتصالات واسعة
وعادت الصحيفة -في مقال منفصل- إلى الدفعة الجديدة من وثائق إبستين التي كشفت عنها لجنة الرقابة في مجلس النواب، وقالت إنها تسلط الضوء على اتصالات واسعة وممتدة بين الممول الراحل وعدد كبير من الشخصيات السياسية والاقتصادية والإعلامية من مختلف الاتجاهات، رغم إدانته عام 2008 في قضايا تتعلق بالاستغلال الجنسي.
وتظهر الرسائل التي تتراوح بين التفاهة ومحاولات تحريك عجلات النفوذ -حسب وصف الصحيفة- مدى قدرة إبستين على الاحتفاظ بنفوذه داخل دوائر السلطة، واستمرار تواصله مع مسؤولين كبار حتى اعتقاله عام 2019.
وتصدرت علاقة إبستين المتقطعة مع ترامب اهتمام الرأي العام، لكن الوثائق تكشف شبكة علاقات أوسع بكثير، تشمل شخصيات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إضافة إلى قادة عالميين، ورجال أعمال، وكتاب، وصحفيين.
وتشمل القائمة ستيف بانون، الذي تبادل مع إبستين رسائل متكررة في 2018 و2019، شملت عروضا لاستخدام طائرات خاصة ونصائح سياسية حول أوروبا، كما تظهر رسائل شخصية ومهنية مع لاري سامرز، وزير الخزانة السابق ورئيس جامعة هارفارد السابق، الذي بدا أنه استمر في طلب النصيحة من إبستين حتى الأيام التي سبقت اعتقاله.
وتتضمن الوثائق مراسلات بين إبستين ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، ورجل الأعمال توم بريتزكر، والصحفي مايكل وولف الذي اعتمد على إبستين كمصدر لمعلومات حول إدارة ترامب، كما تظهر أن إبستين كان يقدم معلومات لعضو الكونغرس ستيسي بلاسكت خلال جلسة استجواب مايكل كوهين عام 2019، مما يلقي الضوء على تأثيره داخل المؤسسات التشريعية، حسب واشنطن بوست.
نفوذ يعمل في الظل
وتبرز الرسائل كذلك مراسلات متعلقة بكاثرين رويميلر، محامية البيت الأبيض السابقة في عهد الرئيس باراك أوباما، التي ناقشت مع إبستين احتمالات توليها منصبا رفيعا في وزارة العدل، إضافة إلى تبادل رسائل ذات طابع شخصي ومهني.
وتظهر الوثائق أيضا تواصلا بين إبستين والكاتب ديباك شوبرا حول شؤون شخصية وقضايا مرتبطة بترامب، كما يرتبط إبستين برجل الأعمال وممول ترامب البارز توم براك، الذي تظهر الرسائل أنه كان على اتصال مستمر به، وهو الآن سفير الولايات المتحدة لدى تركيا ومبعوث ترامب الخاص لسوريا.
ورغم انتشار الأسماء اللامعة في الوثائق، اعتبرت متحدثة باسم البيت الأبيض أن هذه المراسلات "لا تثبت شيئا"، مؤكدة أن الديمقراطيين يستخدمونها لصرف الأنظار.
لكن الوثائق في مجملها تعكس مدى اختراق إبستين لدوائر الحكم والأعمال والإعلام -حسب الصحيفة- وهي تظهر أن لديه شبكة علاقات بقيت نشطة حتى اللحظات التي سبقت سقوطه، كما تقدم صورة أعمق عن كيفية استغلاله للروابط لبناء نفوذ ظل يعمل في الظل حتى النهاية.
المصدر: الواشنطن بوست
جمال زحالقة رئيسا للجنة المتابعة العليا
إعلام عبري: إسرائيل تخشى ضغوطًا أمريكية للانسحاب من جبل الشيخ بسوريا
الرئيس عباس يوجه الحكومة بإرسال وفد لليونسكو للتشاور حول مناهج التعليم
الرئاسة تناشد العالم بالضغط على إسرائيل للإسراع في إدخال البيوت الجاهزة والخيام لقطاع غزة
رئيس الشاباك الجديد يقترح الأصفاد الالكترونية لاعتقال المستوطنين بالضفة الغربية
تقرير: حكومة الاحتلال توظف إرهاب المستعمرين في خدمة مخططات التهجير
الأونروا: الأمطار تزيد صعوبة أوضاع غزة والعائلات تلجأ إلى أي مكان متاح










