كيف فاز ممداني؟ 5 عوامل قلبت السباق في نيويورك
أهم الأخبار

كيف فاز ممداني؟ 5 عوامل قلبت السباق في نيويورك

صدى نيوز: في مشهد سياسي لم يكن متوقعا قبل أشهر، قلب زهران ممداني الطاولة على خصومه، متجاوزا استطلاعات الرأي التي وضعته في ذيل القائمة، ليصنع التاريخ كأول مسلم يتولى قيادة مدينة نيويورك. لم يكن فوزه مجرد مفاجأة انتخابية، بل تجسيدًا لتحول عميق في أولويات الناخبين داخل الحزب الديمقراطي، حيث تصدرت قضايا المعيشة والعدالة الاجتماعية المشهد، متفوقة على الخبرة التقليدية والشخصيات السياسية الراسخة. فكيف استطاع هذا السياسي التقدمي أن يحقق ما بدا مستحيلاً؟

صحيفة ذا هيل الأميركية حددت 5 أسباب قالت إنها هي أهم ما أدى لهذه النتيجة:

 

أولا: قضية القدرة على تحمل تكاليف المعيشة كانت الأهم

بينما ركز كومو على قضايا الأمن والجريمة، جعل ممداني من مسألة القدرة على تحمل سكان نيويورك النفقات محور حملته، مستخدما شعارات مثل "مدينة يمكننا تحمّل تكاليفها" و"إسكان ميسور للجميع".

 

ثانيا: رسالة واضحة ومتسقة

تميزت حملة ممداني باتساق رسالتها منذ البداية، أي الدفاع عن الطبقة العاملة وجعل الحياة أسهل.

فبخلاف حملات ديمقراطية سابقة، لم يبد غامضا بشأن أهدافه أو مواقفه، حتى أن بعض أنصار الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب السابقين دعموا حملة هذه الاشتراكي الديمقراطي بسبب وضوح طرحه.

 

ثالثا: الخبرة لم تكن مهمة

حاول كومو تقديم نفسه كخبير إداري متمرس، وهاجم ممداني لافتقاره إلى الخبرة التنفيذية.

لكن ممداني استخدم ذلك لصالحه، مصورا نفسه كوجه جديد يرفض النظام السياسي القديم، في خطاب يشبه حملة ترامب عام 2016 من حيث رفض المؤسسة السياسية القائمة.

 

رابعا: انتشار واسع وغير تقليدي

حرص ممداني على الظهور في كل مكان، من المؤتمرات الصحفية إلى وسائل التواصل الاجتماعي وحتى الحفلات الليلية.

عقد ممداني فعالية خاصة بـ"المؤثرين" جذبت أكثر من 31 ألف بث مباشر، وظهر فجأة في أحد النوادي الليلية في بروكلين حيث ألقى خطابا في الحضور، كما بث إعلاناته حتى على قناة فوكس نيوز المحافظة، في خطوة غير معتادة لمرشح تقدمي.

 

خامسا: استغلال طاقة اليسار وحشد القواعد

استندت حملته إلى الطاقة المتجددة داخل الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي، بمساندة من النقابات والمتطوعين والمتبرعين الصغار، ومع أن محللين أشاروا إلى أن نموذج ممداني "يناسب نيويورك تحديدا"، فإنهم وصفوا حملته بأنها واحدة من أنجح الحملات التقدمية الحديثة.

ونقلت الصحيفة عمن وصفته بأنه أحد الإستراتيجيين الديمقراطيين قوله معلقا على طريقة ممداني في حشد التأييد له: "سواء أحببتموه أم كرهتموه، فلن تستطيعوا الابتعاد عنه"، وأضاف: "عندما نقول إننا بحاجة إلى إعادة صياغة قواعد اللعبة، علينا اتباع هذا النوع من القواعد، وليس ما اعتمدناه في السنوات الماضية".

ويرى المراقبون أن فوز ممداني لم يكن مجرد انتصار شخصي، بل إشارة إلى تحول داخل السياسة التقدمية في أميركا، حيث أصبحت قضايا مثل السكن الميسور وتكاليف المعيشة تتقدم على الخبرة السياسية التقليدية والشخصيات القديمة مثل أندرو كومو.