عقب زيادة إنتاج "أوبك+".. ارتفاع أسعار النفط

صدى نيوز - ارتفعت أسعار النفط عقب إعلان تحالف "أوبك+" عن زيادة متواضعة في الإنتاج اعتباراً من أكتوبر المقبل، في خطوة تعكس حذر التحالف وسط توقعات بتخمة في المعروض العالمي.

الاتفاق الجديد يُعد بمثابة تراجع تدريجي عن تخفيضات كانت مقررة حتى نهاية 2026، ويأتي بعد أشهر من عودة سريعة للبراميل المعطّلة، حيث يتجه "أوبك+" للتخلي عن هدف دعم الأسعار لصالح استعادة حصصها السوقية.

التحالف سيضيف 137 ألف برميل يومياً فقط في أكتوبر، مقارنة بزيادات أكبر خلال الشهرين السابقين، وذلك بعد اجتماع دام 11 دقيقة فقط.

قفز سعر خام برنت فوق 66 دولاراً، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) باتجاه 63 دولاراً، ليمحو جزءاً من الخسائر الحادة التي سجلتها الأسواق نهاية الأسبوع الماضي، على خلفية تسريبات حول نية رفع الإنتاج.

رغم هذا الصعود، لا تزال مخاطر الفائض تلوح في الأفق، إذ توقعت وكالة الطاقة الدولية الشهر الماضي تسجيل فائض قياسي في المعروض العالمي خلال 2026، بينما يرى "غولدمان ساكس" أن هذه التخمة قد تدفع بأسعار برنت نحو مستويات في أوائل الخمسينيات.

رفع الإنتاج مشروط

أكد تحالف "أوبك+" في بيانه أن إعادة الكمية المتبقية البالغة 1.66 مليون برميل من التخفيضات ستعتمد على "ظروف السوق المتغيرة"، مشيراً إلى إمكانية التراجع عن الزيادات المستقبلية إذا اقتضت الحاجة.

الأسواق استوعبت الخبر سريعاً، إذ أشار كريس ويستون، رئيس الأبحاث في "بيبرستون" في ملبورن، إلى أن "غياب ضغوط بيع عند الافتتاح يُظهر أن السوق كانت قد استبقت القرار". كما أوضح أن مستوى 65 دولاراً لبرنت يشكّل دعماً فنياً مهماً.

تشير بعض التحليلات إلى أن رفع الحصص لا يعني بالضرورة زيادة الصادرات، في ظل وجود دول مثل كازاخستان تواجه ضغوطاً لتعويض تجاوزات سابقة في الإنتاج، فيما تفتقر دول أخرى للطاقة الفائضة.

وقالت فاندانا هاري، مؤسسة "فاندا إنسايتس"، إن "الزيادة المحدودة لشهر أكتوبر تجعل من عمليات البيع الأخيرة تبدو مبالغاً بها"، مشيرة إلى أن السوق قد تشهد بعض الشراء في الجلسات المقبلة.

كما تتوجه الأنظار إلى نتائج زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن في نوفمبر، للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في ظل سعي الإدارة الأميركية إلى كبح جماح التضخم وخفض أسعار الوقود.