"اتفاق سلام" ضمن محادثات "ترامب" و"بوتين" بشأن أوكرانيا
عربي ودولي

"اتفاق سلام" ضمن محادثات "ترامب" و"بوتين" بشأن أوكرانيا

صدى نيوز - في محادثته مع زيلينسكي وزعماء أوروبيين، عرض ترامب تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا مستلهمة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، ولكن من دون الانضمام إلى الناتو، بحسب مصادر مُطلعة.

تتضمّن الخطوط العريضة لـ"اتفاق سلام" محتمل في أوكرانيا، تنازلات عن أراض، ومنح ضمانات أمنية لكييف، ولكن من دون وقف إطلاق النار، أو فرض عقوبات على موسكو في المرحلة الحالية.

بعد المحادثات، قال ترامب في منشور عبر منصته "تروث سوشال": "قرّر الجميع أنّ أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروّعة بين روسيا وأوكرانيا، هي الذهاب مباشرة إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار لا يصمد في كثير من الأحيان"، وهو موقف يتناقض مع رغبة أوكرانيا وحلفائها.

يُعدّ هذا انتصارا للرئيس الروسي الذي تواصل قواته التقدم في شرق أوكرانيا.

منذ البداية، يطالب الرئيس الروسي بـ"اتفاق سلام" أكثر شمولا يعالج، بحسب قوله، "الأسباب الجوهرية" للحرب، لاسيما رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأمر الذي تعارضه موسكو معتبرة أنه يشكل تهديدا وجوديا وخطرا على أمنها القومي.

تخشى أوكرانيا أن يُجبرها أي اتفاق محتمل بين ترامب وبوتين في أنكوريج التنازل عن جزء من أراضيها.

وتسيطر القوات الروسية حاليا على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، في أربع مناطق في الجنوب والشرق هي؛ دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.

وفي حين لم يتطرق بوتين ولا ترامب مباشرةً إلى هذه القضية الملحّة خلال مؤتمرهما الصحافي، إلا أن مصدرا مطلعا على المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأميركي، والقادة الأوروبيين عقب القمة، أفاد بأن ترامب يؤيد مقترحا قدمته روسيا، يقضي بسيطرتها بشكل كامل على منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وتجميد القتال على خطّ المواجهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا.

بعد أشهر من بدء الحرب، أعلنت روسيا في أيلول/ سبتمبر 2022، ضمّ المناطق الأربع، رغم أن قواتها لم تكن تسيطر بالكامل على أي منها.

وتسيطر القوات الروسية حاليا على كامل منطقة لوغانسك تقريبا، ومعظم دونيتسك، بما في ذلك عاصمتيهما الإقليميتين.

لكن ذلك ليس هو الحال بالنسبة لزابوريجيا وخيرسون، حيث لا تزال المدن الرئيسية تحت السيطرة الأوكرانية.

ولم يتضح بعد ما سيكون عليه وضع هذه الأراضي بالنسبة لأوكرانيا والمجتمع الدولي، في حين يرفض الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي أي تنازل عن أراض، ويؤكد أنه يتعارض مع دستور بلاده.

تُطالب أوكرانيا، بدعم من الأوروبيين، بهذه الضمانات في حال توقف الأعمال العدائية، لمنع روسيا من مهاجمتها مجددا.

في محادثته مع زيلينسكي وزعماء أوروبيين، عرض ترامب تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا مستلهمة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، ولكن من دون الانضمام إلى الناتو، بحسب مصدرين مُطلعين.

وأشارت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، إلى أنه للشروع في ذلك يتعين تحديد "بند للأمن الجماعي، يسمح لأوكرانيا بالحصول على دعم جميع شركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، ليكونوا مستعدين للتحرّك إذا تعرضت للهجوم مجددا".

وأبدت دول أوروبية تتقدمها فرنسا والمملكة المتحدة، استعدادها للمساهمة في قوة "طمأنة" تنتشر في أوكرانيا، ولكن ليس على خطوط المواجهة.

أكد ترامب أنه سيستقبل زيلينسكي في البيت الأبيض، الإثنين، في لقاء سيشارك فيه كذلك عدد من القادة الأوروبيين.

وكان ترامب قد أكد أنه "إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنحدد موعدا للقاء (ثلاثي) مع الرئيس بوتين"، مشددا على أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب "يعود حقا للرئيس زيلينسكي".

وشكك الأخير، الأحد، برغبة موسكو في عقد قمة ثلاثية، أو تحقيق سلام دائم.

انتهت، الجمعة، نظريا المهلة التي حددها ترامب لروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، تحت طائلة فرض عقوبات "ثانوية"، أي تلك التي تستهدف الدول التي تستورد المنتجات من روسيا، وبخاصة النفط والأسلحة.

لكن الرئيس الأميركي قال عبر قناة "فوكس نيوز"، بعد لقائه نظيره الروسي، إنه "بالنظر إلى سير الأمور اليوم، لا أعتقد أنني سأفكر في ذلك الآن".

في المقابل، أكد القادة الأوروبيون أنهم "سيواصلون تشديد العقوبات والإجراءات الاقتصادية المُحدّدة، للضغط على اقتصاد الحرب الروسي، حتى يتم إحلال سلام عادل ودائم".