جدعون ليفي يكشف الوجه المظلم لمشروع "المدينة الإنسانية" في غزة
أهم الأخبار

جدعون ليفي يكشف الوجه المظلم لمشروع "المدينة الإنسانية" في غزة

صدى نيوز - كتب الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي أن مردخاي أنيليفيتش، (زعيم منظمة النضال اليهودية خلال انتفاضة غيتو وارسو)، لو كان حياً اليوم، لشعر بالخزي والعار حتى الموت من جديد عند سماعه بمشروع وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، المدعوم تماماً من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لبناء ما يسمى "مدينة إنسانية" في جنوب قطاع غزة.

وفي مقاله بصحيفة "هآرتس"، اعتبر ليفي أن أنيليفيتش لن يتصور أن هناك من يجرؤ على طرح مثل هذه الخطة التي وصفها بـ"الشيطانية"، خاصة وأن صاحبها هو يسرائيل كاتس، ابن مائير ومالخا (نيرة) كاتس، الناجيين من الهولوكوست، واللذين فقدا معظم أفراد أسرتهما في معسكرات الإبادة النازية. فماذا كانا سيقولان له الآن؟

وأشار ليفي إلى أن أنيليفيتش، لو استوعب التراخي والتجاهل في الداخل الإسرائيلي تجاه هذه الخطة، وكذلك الصمت العالمي النسبي بما في ذلك أوروبا وألمانيا، لمات هذه المرة من شدة الحزن.

وقد انتقد الكاتب بشدة فكرة إنشاء "غيتو" من قبل إسرائيل، وتساءل باستغراب عن كيفية تقديم الخطة وكأنها مشروعة. وتخيل سيناريو أكثر فظاعة بأن يتم اقتراح إنشاء معسكر إبادة لمن لا يجتازون الفحص الأمني عند مدخل الغيتو.

وأضاف ليفي أن إسرائيل تقتل سكان غزة بشكل جماعي على أي حال، وتهكم قائلاً: لم لا يتم تبسيط العملية حفاظاً على حياة الجنود؟ وربما يقترح أحدهم إقامة محرقة مصغرة في خان يونس، ويكون دخولها "اختيارياً" كما هو الحال في غيتو رفح و"المدينة الإنسانية"، بينما يكون الخروج منها إجبارياً كما اقترح الوزير.

وأكد أن الإبادة الجماعية لا تحدث فجأة، بل تمر بمراحل متتالية تبدأ بنزع الإنسانية، كما حدث لليهود في ألمانيا وللفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، ثم تأتي مرحلة الشيطنة، يليها الخوف والترويج للفكرة بأن "لا أحد بريء في غزة" وأن "أحداث 7 أكتوبر تمثل تهديداً وجودياً قد يتكرر"، وصولاً إلى مرحلة التهجير والدعوات للقتل الجماعي.

وأوضح ليفي أنه تجنب طوال سنوات المقارنة بين إسرائيل والنازية، باعتبار أن إسرائيل دولة أخلاقية وليست نازية، لكنه الآن يرى أن ما يحدث في غزة صادم للغاية. وأضاف: إن لم تكن الخطة ممهّدة للإبادة الجماعية، فهي بمثابة ناقوس خطر يجب أن يُقرع فوراً.

وفي ختام مقاله، أشار إلى أن إسرائيل فقدت الحق الأخلاقي في استخدام مصطلح "إنسانية"، فهي حولت غزة إلى مقبرة جماعية وأرض خراب. ومن لا يرى سوى معاناة الرهائن الإسرائيليين ويتغاضى عن قتل الجيش الإسرائيلي لفلسطينيين كل بضع ساعات، مماثل لعدد الرهائن، فإنه فقد صلته بالإنسانية.