نهب تحت السلاح.. اتهامات واسعة لجنود الاحتلال بالسرقة في طولكرم وجنين
تقارير مميزة

نهب تحت السلاح.. اتهامات واسعة لجنود الاحتلال بالسرقة في طولكرم وجنين

تقرير صدى نيوز: منذ ما يزيد عن 5 أشهر، يعيش أهالي طولكرم وجنين ومخيماتهما في قلب موجة عنف إسرائيلية غير مسبوقة تشهد حرق وهدم منازل ودمار واسع بالبنى التحتية والممتلكات لا يوصف، لكن هذا العدوان يحمل أيضاً سلوكاً خطيراً وهو السرقة العلنية على يد عناصر الجيش الإسرائيلي، وفق شهادات متعددة.

من عمليات دهم إلى نهب منظم

لم تعد مداهمات الاحتلال الليلية أو حصار القرى مثل بلعا ودير الغصون وعتيل وزيتا في طولكرم، بالإضافة لعدة أحياء داخل محافظتي جنين وطولكرم على أطرافهما، مجرد إجراءات أمنية كما تدعي السلطات الإسرائيلية، بل تحولت وفق شهود عيان إلى حملات تخريب وسرقة. 

الأهالي يتحدثون عن تكسير أبواب، حرق ممتلكات، وتعمد إخفاء الكاميرات قبل اقتحام المنازل، وفي بعض الحالات، تُستخدم المنازل كنقاط عسكرية للجيش الإسرائيلي لمدة شهر أو أكثر، ثم يُحرق المنزل بالكامل قبيل إخلائه.

في مخيمي طولكرم ونور شمس، رصدت صدى نيوز روايات متكررة عن قيام جنود الاحتلال بسرقة أموال ومصوغات ذهبية من داخل المنازل، بل يروي بعض السكان أن الضباط أنفسهم يطلبون من الأهالي تسليم الذهب "حتى لا يُسرق"، ليقوموا بسرقته أمام أعينهم بعد جمعه، وهو ما أكده محافظ طولكرم عبد الله كميل في بيان صحفي صدر عنه أمس الثلاثاء عن وجود سرقات للأموال والمقتنيات الثمينة من المنازل خلال عمليات الاقتحام.

الخوف يبدد الثقة في المنازل والبنوك

النتيجة المباشرة لهذه الوقائع كانت فقدان الناس ثقتهم بأمان منازلهم، البعض باع ذهبه في الأسواق خوفاً من نهبه، وآخرون لجأوا إلى شراء ذهب رخيص أو "ذهب روسي" ووضعه في أماكن ظاهرة ليقدّموه للجنود المقتحمين بدلاً من الذهب الحقيقي، حسب إفادات وصلت لصدى نيوز.

الشكوى لم تقتصر على الأهالي، بل وصلت إلى الجهات الرسمية الفلسطينية، بمن فيها المحافظة والأجهزة الأمنية، ورغم أن مسؤولين فلسطينيين تحدثوا مع الجانب الإسرائيلي بشأن هذه السرقات، إلا أن شيئاً لم يتغير على الأرض، حسب ما تؤكده مصادر مطلعة لصدى نيوز.

أزمة السيولة تفاقم معاناة التجار

ومع استمرار هذا الوضع، أصبح التجار يخشون على أموالهم، وتزداد المشكلة تعقيداً بفعل الأزمة المصرفية الناتجة عن رفض إسرائيل استقبال فائض الشيكل من البنوك الفلسطينية، وهي ما تعرف بـ"أزمة تكدس الشيكل"، ما أدى إلى فرض سقف إيداع لا يتجاوز 5 آلاف شيكل.

وبات كل صاحب مال في حيرة، هل يضع أمواله في بنك يكاد يختنق بالسيولة، أم يحتفظ بها في منزله وهو يعلم أن اقتحاما واحدا قد يبدد كل ما يملك؟

عدوان بلا ذريعة

اللافت أن كل هذه الانتهاكات تجري في مناطق لا تشهد أي نشاط مسلح حالياً، فطولكرم وجنين، تخلو من السلاح بعد عدوان لم يترك شيئاً منذ 5 أشهر متواصلة، وقرى كعتيل ودير الغصون وبلعا تعرف بالقرى الهادئة وأغلب سكانها يعملون في الزراعة، ومع ذلك الاقتحامات اليومية والاعتداءات لم تتوقف، وسط صمت رسمي إسرائيلي وتفاقم معاناة المدنيين الفلسطينيين في تحول الجيش الإسرائيلي إلى "عصابة مسلحة تتحرك بغطاء دولة" كما يتحدث الفلسطينيون.

محافظ طولكرم يؤكد السرقات

أكد محافظ طولكرم عبد الله كميل، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جرائم يومية بحق الفلسطينيين في محافظة طولكرم، تتمثل في سرقة الأموال والمقتنيات الثمينة من المنازل خلال عمليات الاقتحام، إلى جانب ممارسات مهينة بحق المواطنين أثناء الاعتقال والتوقيف.

وأكد كميل في بيان صحفي صدر عنه، أن هذه الانتهاكات لم تعد تقتصر على التدمير والتخريب وهدم المنازل، بل باتت تشمل سرقات منظمة وإذلالاً متعمداً، في خرق فاضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهداف مباشر لكرامة الإنسان الفلسطيني وصموده، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.

ودعا كميل المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، والتدخل العاجل لوقف هذه الجرائم ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته.