
رحيل محمد لخضر: صاحب السعفة الذهبية الوحيدة في تاريخ العرب
صدى نيوز - رحل عن عالمنا مساء أمس الجمعة، في العاصمة الجزائرية، المخرج والمنتج الجزائري الكبير محمد لخضر حمينة، عن عمر ناهز 95 عاماً.
ويُعد الراحل أحد أهم رموز الفن السابع في العالم العربي والقارة الأفريقية، وأول – ولا يزال الوحيد – عربي وأفريقي يفوز بجائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي الدولي.
فيما تقدم رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون بالتعازي في وفاة المخرج المجاهد محمد لخضر حمينة، واصفاً إياه بـ"عملاق السينما العالمية"، وذلك عشية احتفال الإنسانية بالذكرى الخمسين لفوزه بالسعفة الذهبية.
وكتب الرئيس في رسالته: "ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل الفنان الكبير، صاحب السعفة الذهبية، محمد لخضر حمينة، الذي جعل من السينما أداة مقاومة، وكرسها للدفاع عن الشعوب المقهورة، ولتبليغ رسالة الجزائر إلى العالم".
ولد محمد لخضر حمينة في 26 فبراير 1934 بمدينة المسيلة الجزائرية.
بدأ مسيرته الفنية خلال سنوات الثورة الجزائرية، حيث آمن مبكراً بأن السينما يمكن أن تكون سلاحاً موازياً للبندقية.
استثمر طاقته الإبداعية لنقل معاناة الشعب الجزائري تحت نيران الاستعمار الفرنسي.
بعد الاستقلال ساهم في تأسيس السينما الوطنية الجزائرية، وكرّس حياته لإعلاء صوت الجنوب العالمي وقضاياه العادلة من خلال الشاشة الكبيرة.
يبقى فيلم "وقائع سنين الجمر" (Chronique des années de braise)، هو الإنجاز الأبرز في مسيرة محمد لخضر حمينة، ليس فقط لأنه نال السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 1975 – وهي الجائزة الأرفع في عالم السينما – ولكن لأنه أعاد من خلاله كتابة تاريخ الثورة الجزائرية بلغة شاعرية، فنية وإنسانية تخاطب العالم أجمع، بعيداً عن الشعارات والخطابات الجوفاء.
في تلك السنة، وقف حمينة في قصر المهرجانات بكان ليصنع التاريخ، ويصبح أول عربي وأفريقي يُكرم بالسعفة الذهبية، متفوقاً على أسماء عالمية بارزة، في لحظة اعتُبرت تحولاً رمزياً في تاريخ المهرجان، ومنعطفاً فارقاً في مسار السينما القادمة من الجنوب.
لكن خلف هذا المجد، قصة مؤلمة ظلت تؤرق الراحل حتى سنواته الأخيرة. ففي عام 2014، كشف محمد لخضر حمينة في مقابلة تلفزيونية أنه لم يستعد السعفة الذهبية التي نالها، حيث طُلب منه عند عودته إلى الجزائر في عام 1975 أن يودع الجائزة في مكتب الرئيس الراحل هواري بومدين، كي تُعرض للضيوف الرسميين، على أن تُعاد إليه لاحقاً. غير أن الجائزة اختفت ولم تُسترجع، رغم محاولاته العديدة، وقد أخبره مسؤولون في الرئاسة لاحقاً أنهم لم يعثروا عليها في أي من المكاتب.
ورغم هذا الغياب الرمزي، بقيت "السعفة" حاضرة في وجدان الفنان ومحبيه، كوسام لا يحتاج لمعدن كي يلمع، بل لتاريخ نضالي ومشروع ثقافي إنساني.
لم تكن "وقائع سنين الجمر" العمل الوحيد الذي رسخ اسم حمينة في الذاكرة السينمائية العالمية، فقد سبقته أعمال مثل فيلم "رياح الأوراس" (1966) الذي جسد معاناة أم جزائرية تبحث عن ابنها المعتقل لدى سلطات الاحتلال الفرنسي، وحصد عنه جائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان، وجائزة أفضل سيناريو في موسكو، والغزال الذهبي في مهرجان طنجة.
كما أخرج فيلم "العاصفة" (Vent de Sable) الذي دارت أحداثه في ولاية الوادي، ولاقى صدى واسعاً في الأوساط النقدية، لتؤكد أعماله المتتالية على التزامه الواضح بقضايا الشعوب، واستمراره في استخدام السينما كمنبر لمقاومة الظلم، وكشف الاستعمار، وإعلاء صوت الإنسان في وجه الاستعباد.
حضر الراحل مهرجانات عالمية كبرى، ونال عشرات الجوائز، وكان موضع تقدير واسع من مؤسسات ثقافية وسينمائية دولية، لكن مكانته الحقيقية تجلت في جمهوره الذي رأى في أفلامه مرآة لروحه، وصوتاً حقيقياً لما لم يستطع قوله.

محمد رمضان يثير الجدل بتعليقه بعد دفع تعويض 36 مليون جنيه

أول ظهور لأحمد السقا بعد طلاقه من مها الصغير يثير الجدل

توقعات الذكاء الاصطناعي تتفوق على هيئات الأرصاد الجوية التقليدية

صوت وصورة... فيديوهات مولَّدة بالذكاء الاصطناعي من «غوغل» تدهش المستخدمين

مع انتشار شعبيتها... هل الشوكولاتة الداكنة واللوز وجبة خفيفة وصحية؟

أقل مما تظن... دراسة جديدة تحدد كم نحتاج أسبوعياً لممارسة تمارين القوة

لـ«السلطان» عليك حق... دراسة: قلبك يعاني بعد 3 ليالٍ من قلة النوم
