إسرائيل تروج لروايتها بـ"فيلم مؤثر".. فهل وجدت رداً فلسطينياً؟
تقارير مميزة

إسرائيل تروج لروايتها بـ"فيلم مؤثر".. فهل وجدت رداً فلسطينياً؟

خاص صدى نيوز - رغم أحداث 7 أكتوبر التي عاشتها إسرائيل، لم تتوقع أن ينقلب المشهد ضدها، وأن يخرج آلاف المتظاهرين في دول العالم أبرزها أمريكا وبريطانيا وفرنسا، يصرخون بالحرية لفلسطين وينددون بإجرام إسرائيل المتواصل في قطاع غزة. 

صوّرت إسرائيل نفسها أنها الضحية بعد هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في مستوطنات غلاف غزة، والذي كسر فعلا أمام العالم صورة إسرائيل القوية بمخابراتها وعسكرها، والذي جاء بعد 16 عاماً من حصار خانق وظالم على أهالي قطاع غزة، و75 عاماً من نكبة الشعب الفلسطيني، والشهداء والجرحى وتدمير المنازل وبناء المستوطنات، ضاربة إسرائيل بعرض الحائط كل الاتفاقيات والقرارات الدولية التي اتخذت لصالح فلسطين، كالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة. 

ومنذ 7 أكتوبر، شن الاحتلال الإسرائيلي حرباً عنيفة جداً ضد قطاع غزة للقضاء على المقاومة هناك، وفقاً لقولهم، ولكن كل ما تظهره الصور أمام العالم حتى الآن، آلاف الضحايا من المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء، ما أثار غضب شعوب العالم التي خرجت للشوارع تصرخ ضد إسرائيل. 

وحتى تكسب إسرائيل تعاطف شعوب العالم، وليس الحكومات فقط، أنتجت ما قالت إنه "فيلم يظهر أهوال هجوم 7 أكتوبر"، مدته 45 دقيقة، استخدمت فيه مقتطفات من كاميرات وهواتف مسلحي حماس، الذين قتلوا أو أسروا، وصور التقطها المسعفون والمستوطنون، وعرضته بداية على أعضاء الكنيست الإسرائيليين وبدأت تروج لعرضه على مستوى العالم. 

وقبل أيام خرج مجموعة من أعضاء الكنيست الإسرائيلي وهم يبكون، من هول ما شاهدوه حسب قولهم، بعد عرض الفيلم عليهم في قاعة الكنيست. وقالت إسرائيل إنها تتحضر لدعوة أعضاء كنيست سابقين لرؤية المشاهد، عدا عن أنها تجهز مشاهد أخرى للهجوم ذاته.

والأمر بالنسبة لإسرائيل لا يقتصر فقط على المستوى الداخلي الإسرائيلي، بل نشرت هذه المشاهد أمس في البرلمان الفرنسي، وشاهد حوالي 100 عضو في البرلمان الفرنسي شريط الفيديو الذي يظهر ما جرى في مستوطنات الغلاف بهجوم 7 أكتوبر.

ووفقاً لوسائل إعلام عبرية علق قال أحد المشاهدين الفرنسيين على الفيلم بقوله: "لقد كان الأمر صعباً للغاية، لكنه ضروري، لن يتمكن أي من الذين شاهدوه من النوم بسلام في المستقبل القريب".

وطالت المحاولات الإسرائيلية أيضا البرلمان البلجيكي، لكنه رفض طلب السفارة الإسرائيلية عرض الفيلم مع الصور الصعبة، وأرجع ذلك بسبب "خلاف" لم يتم الحديث عن تفاصيله. 

وفي أمريكا كذلك، من المقرر أن تُعرض المشاهد قريباً على عشرات من أعضاء الكونغرس الأمريكي، وستبقى الجهود الإسرائيلية مستمرة بدول أخرى وبرلمانات جديدة لترويج هذا الفيلم بأكبر قدر ممكن. 

وفي سياق استمرار الحراك الدبلوماسي الإسرائيلي، عقد وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين وعائلات الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة، إحاطة لسفراء 70 دولة لدى مؤسسات الأمم المتحدة في جنيف.

متابعون وخبراء فلسطينيون وعرب، تساءلوا كما تابعت صدى نيوز فيما إذا كانت فلسطين قد أنتجت فيلماً موازياً لتلك المشاهد؟ فآلاف الشهداء والجرحى والانفجارات والجثث بالشوارع، والأطفال تحت الأنقاض، وغيرها الكثير من المشاهد التي فاقت أي مأساة بالعالم أجمع، ستكون رداً قوياً على الرواية الإسرائيلية، وفق تأكديهم.

ويلقي نشطاء المسؤولية في إعداد هذا الرد على وزارة الإعلام الفلسطينية ووزارة الخارجية وسفاراتها، والتي قالوا إنها لم تنتج ولو فيلماً موحداً يظهر هذه الوحشية الإسرائيلية ضد أهالي قطاع غزة، في وقت يمارس فيه الإعلام الغربي شتى صور التضليل الإعلامي لعكس الصورة وتزوريها ونقل إسرائيل على أنها الضحية.

الخارجية الفلسطينية: لعبنا دوراً مهماً في قلب الرأي العام العالمي

وفيما يتعلق بالحراك الدبلوماسي الفلسطيني، فقد قالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيانات صدرت عنها إنها  وسفارات وبعثات دولة فلسطين وبالشراكة التامة مع مجالس السفراء العرب وبعثات جامعة الدول العربية ومع الجاليات الفلسطينية والعربية والجاليات الصديقة والمتضامنين ولجان الصداقة والمنظمات الحقوقية والإنسانية المختلفة يعملون على فضح انتهاكات وجرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني عامة وفي قطاع غزة بشكل خاص.

وأضافت الخارجية الفلسطينية أنها استطاعت أن تلعب دوراً مهما في قلب الرأي العام العالمي لصالح الرواية الفلسطينية وتفنيد مرتكزات رواية الاحتلال وأهدافه من هذه الحرب، عبر مسيرات ومظاهرات حاشدة تشهدها عديد العواصم في الدول المؤثرة لصالح الرواية الفلسطينية، في ضغط شعبي ملحوظ على مراكز صنع القرار للتحرك العاجل لإدانة استهداف المدنيين الفلسطينيين ووقف هذه الحرب المجنونة على الفلسطينيين.

وأكدت الوزارة أن سفارات وبعثات دولة فلسطين بسفرائها وكادرها تعمل على مدار الساعة لحشد أوسع جبهة دولية وشعبية تطالب بوقف العدوان فورا، سواء على مستوى الأمم المتحدة ومنظماتها وجميع مكوناتها ومجالسها المتخصصة وفي مقدمتها مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان.