في فلسطين: خصام بين نقابتين يدفع ثمنه المرضى
تقارير مميزة

في فلسطين: خصام بين نقابتين يدفع ثمنه المرضى

خاص صدى نيوز - لليوم الثاني على التوالي يستمر إضراب الأطباء، وإغلاق غرف الطوارئ والمستشفيات الحكومية أمام المرضى، وسط تأكيد من وزيرة الصحة الفلسطينية د.مي كيلة أنه لم يتم التوصل لأي حلول حتى الآن. 

وسط هذا الخلاف، الذي نشب بين نقابة الأطباء الفلسطينيين ونقابة الطب المخبري، يقف المريض الفلسطيني أمام مشافٍ حكومية مغلقة، ينتظر علاجه، ولا علاقة له بأي نزاعات. 

بداية القصة باختصار تعود لعلاج الموظفة في وزارة الصحة سالي البيطار، التي أصيبت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي وهي في طريقها إلى عملها في جنين بـ17 آب الجاري، وتم نقلها لمشفى جنين الحكومي، وخلال علاجها تم استئصال جزء من الكلية، ثم رأى الأطباء أنه يجب استئصال الجزء المتبقي من كليتها بعد حدوث نزيف وخطر على حياتها، وهذا ما انتقدته نقابة الطب المخبري واعتبرت أنه خطأ طبي، وطالبت بتحقيق نزيه وعادل، حتى أظهرت لجنة تحقيق خرجت من وزارة الصحة الفلسطينية نتيجة مفادها أن لا خطأ طبي ولا تقصير ولا إهمال في علاج البيطار.

الملف لم ينته هنا، بل طالب الأطباء برد اعتبارهم ومحاسبة من هم فوق القانون، وفق منشورات نقابة الأطباء عبر صفحتها على موقع فيس بوك تابعتها صدى نيوز تقول: "نفس الأطباء طويل ولن نتراجع إلا بتحقيق مطالبنا واستعادة كرامتنا و محاسبة من هم فوق القانون".

ونشرت النقابة اليوم: "لليوم الثاني على التوالي يستمر إغلاق غرف الطوارئ و المستشفيات الحكومية دون أدنى تحرك من الحكومة لرفع الظلم الذي حصل على الأطباء و محاسبة من شهروا بالأطباء و نزاهتهم".

ووسط هذا الخلاف المتصاعد، أكدت وزيرة الصحة مي كيلة في تصريحات تابعتها صدى نيوز أن لم التوصل إلى حلول حتى الآن لوقف إضراب الأطباء.

وقالت: "حتى ساعات الأمس كنا باجتماع مع نقابة الأطباء في المجلس الثوري لحركة فتح، بعد دعوة قدمها الثوري". 

وأضافت:"أدخلنا كافة الوسطاء لإيقاف الأطباء عن الإضراب، كون ذلك يمس بالمواطن، وليس لوزارة الصحة علاقة في هذا الإضراب". 

وبينت أن "النقابات في خلاف مع بعضها وأدعوهم للتوقف لأن الضرر يعود على المواطن". 

وأكملت وزيرة الصحة: "أطالب نقابة الاطباء بالتراجع عن قرارهم وإعطاء المرضى حقهم في العلاج، وأن يتوجهوا للقضاء لأن القضاء هو الحل الوحيد، في مثل هذه القضايا". 

وتابعت: "نحن حاولنا كل جهدنا أن ننأى بأنفسنا بين نقابة فنيي المختبر ونقابة الأطباء، لكن يظهر أن هناك أمور أكثر مما نتخيلها". 

وقالت كما تابعت صدى نيوز:" القضية تعود لملف الجريحة سالي البيطار، التي تم الاعتداء عليها من الاحتلال ودخلت رصاصة طالت جزءاً من صدرها وبطنها، وتم إدخالها لمشفى جنين وعمل الأطباء كل جهودهم، واستأصلوا جزءاً من كليتها، على اعتقاد الأطباء بأن نصف الكلية ستكون جيدة وتعمل، ولكن حصل نزيف حسب تقرير لجنة التحقيق، وهذا النزيف عطل هذه الكلية، وتم اسئتصال ما تبقى من الكلية، والطب المخبري اعتبر أن هذا خطأ طبي ومن هنا بدأ الخلاف".

وتابعت: "نقابة الأطباء لها احترامها ونقابة فنيي المختبر لها احترامها كذلك، ويجب أن يتوصلوا لنوع من المصالحة الفنية والمهنية حتى نستطيع أن نستكمل عملنا  كأطباء وقطاع صحي لأن الذي يحصل لا يَصح أن يُستكمل به لأنه مضر للقطاع الصحي وللمواطن". 

وقالت: "أدعوهم للحوار من إجل إنهاء هذه المعضلة لأنها تؤثر على كل الوطن".