أوكرانيا تنفي انسحابا جماعيا من باخموت.. وروسيا تستخدم قنابل شديدة التدمير لأول مرة
عربي ودولي

أوكرانيا تنفي انسحابا جماعيا من باخموت.. وروسيا تستخدم قنابل شديدة التدمير لأول مرة

صدى نيوز - نفت أوكرانيا وجود أي انسحاب جماعي لقواتها من مدينة باخموت، واتهمت روسيا باستخدام قنابل من طراز "أب إيه بي 1500 بي" ذات القدرة التدميرية الكبيرة للمرة الأولى منذ بداية الحرب.

وأعلن المتحدث باسم المجموعة الشرقية للقوات الأوكرانية سيرغي شيريفاتي إن قوات بلاده تواصل السيطرة على مدينة باخموت بمنطقة دونيتسك، نافيا وجود أي انسحاب جماعي للقوات من هناك.

وأضاف شيريفاتي في تصريحات لوسائل إعلام أميركية أن القتال في باخموت يدور بشكل أساسي في الضواحي، وأن قوات أوكرانيا ودائرة حدودها وحرسها الوطني يسيطرون على المدينة، مشددا على أن القوات الأوكرانية تجري تناوبا مخططا له على المواقع في باخموت، وفق تعبيره.

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية "خسائر الروس (في باخموت) تصل إلى 500 قتيل وجريح يوميا"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد.

كما أعلنت قيادة هيئة الأركان في الجيش الأوكراني أن قواتها تصدت لنحو 130 هجوما روسيا في 5 اتجاهات، أبرزها باخموت وليمان وأفدييفكا وشاختار وكوبيانسك، وأضافت أن القوات الروسية قصفت خلال الساعات الـ24 الماضية مناطق خيرسون وميكولايف جنوبا.

وقال يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة "فاغنر" في فيديو نشره مكتبه الإعلامي على تطبيق تليغرام يوم الجمعة الماضي إن "وحدات فاغنر حاصرت باخموت عمليا، ولم يعد هناك سوى طريق واحد" للخروج من المدينة.

ودعا بريغوجين الرئيس الأوكراني -الذي تعهد بالدفاع عن باخموت "لأطول فترة ممكنة"- إلى إعطاء أمر لقواته بالانسحاب من المدينة.

وتكتسي باخموت في مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس (شرقي أوكرانيا) أهمية إستراتيجية محدودة، لكنها اكتسبت أهمية رمزية كبيرة بسبب طول مدة وضراوة المعارك حولها، حيث إن أجزاء كبيرة منها دمرت بفعل القصف.

وتحاول القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة تطويق باخموت، ونجحت في قطع العديد من الطرق المؤدية إلى المدينة الحيوية لتزويد القوات الأوكرانية بالإمدادات.

وبالنسبة للأوكرانيين تعد المدينة -وهي عقدة مواصلات إستراتيجية تبعد 65 كيلومترا شمال مدينة دونيتسك (المركز الإداري للمقاطعة) ونحو 600 كيلومتر عن العاصمة كييف- حصنا للدفاع عن باقي مدن منطقة المقاطعة.

غارات وقصف أوكراني

وفي سياق المعارك أيضا، أفادت هيئة الأركان في الجيش الأوكراني بأن قواتها نفذت 21 غارة على مناطق تتمركز فيها القوات الروسية ومعداتها العسكرية، إضافة إلى مستودع ذخيرة، مؤكدة إسقاط 4 طائرات استطلاع واستهداف 3 أنظمة مضادة للطائرات.

من جهتها، أعلنت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا مقتل مدنييْن وإصابة 4 في قصف أوكراني على مناطق متفرقة في المقاطعة.

وأضافت السلطات أن قصفا مدفعيا وصاروخيا أوكرانيا استهدف مدينة غورلوفكا وطال أحياء في غربي وشمالي دونيتسك، مضيفة أن القصف أدى أيضا إلى تدمير عدد من المنازل السكنية ومنشآت البنية التحتية.

وفي خيرسون، أعلنت الإدارة العسكرية بالمقاطعة مقتل شخص وإصابة 3 في هجوم روسي على أحياء سكنية، وأفادت بأن القوات الروسية شنت 78 هجوما على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو.

واتهمت هيئة الأركان الأوكرانية القوات الروسية باستخدام المدنيين في منطقة نوفا كاخوفكا على الضفة اليسرى من نهر دنيبرو كدروع بشرية عبر وضع الدفاعات الجوية في الأحياء السكنية.

وفي زاباروجيا أكدت الإدارة العسكرية أن صاروخا بعيد المدى أصاب مدينة أدييفكا جنوب غربي زاباروجيا.

قنابل "أب إيه بي 1500 بي"

ونقلت وكالة "أنا نيوز" الروسية عن مصادر أوكرانية قولها إن الطائرات الروسية استخدمت لأول مرة قنابل من طراز "أب إيه بي 1500 بي" (upAB1500B) ذات القدرة التدميرية الكبيرة، ونشرت قوات دونيتسك الموالية لروسيا صورا يعتقد أنها للحظة استخدام هذه القنبلة في أفدييفكا.

وأكد موقع "برافدا" الروسي استخدام تلك القنابل التي تزن 1500 كيلوغرام خلال استهداف طائرات روسية مواقع أوكرانية محصنة في مدينة أفدييفكا غربي دونيتسك قبل يومين.

وظهرت تلك القنابل لأول مرة في سلاح الجو الروسي عام 2019، وهي مخصصة لتدمير الأهداف المحصنة على مسافة تصل إلى 40 كيلومترا وتلقى من ارتفاع لا يقل عن 14 كيلومترا.

وبالتزامن مع التطورات الميدانية، عقد وزير الدفاع الروسي اجتماعا مع قادة لوحدات القوات الروسية المتمركزة في منطقة ما تسميها موسكو العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وزير الدفاع سيرغي شويغو استمع إلى تقارير من القادة بشأن آخر الأوضاع، وأولى اهتماما خاصا لتهيئة الظروف اللازمة للنشر الآمن للجنود، وتنظيم الدعم الشامل للقوات، وعمل الوحدات الطبية ووحدات الدعم الخلفية.

دعم حتى النصر

من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا حتى تحقيق النصر، وقال إنها وفرت التدريب اللازم لطيارين أوكرانيين من أجل مساعدتهم في الدفاع عن بلادهم.

وأضاف كليفرلي -في تصريحات على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي- أن بريطانيا زودت أوكرانيا بصواريخ مضادة للدبابات ومجموعة من دبابات القتال الرئيسية، مؤكدا أن بلاده ستواصل دعم الأوكرانيين وتتواصل بشكل مستمر مع النظراء في أوكرانيا للوقوف على احتياجاتهم.