بوتين: الأوهام الجيوسياسية التي عفا عنها الزمن قوضت الثقة في العملات العالمية
عربي ودولي

بوتين: الأوهام الجيوسياسية التي عفا عنها الزمن قوضت الثقة في العملات العالمية

صدى نيوز-قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إن الأوهام الجيوسياسية التي عفا عنها الزمن قوضت الثقة في العملات العالمية ودول "المليار الذهبي" لا زالت تعتبر كل الدول الأخرى "مستعمرات" من الدرجة الثانية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها بوتين خلال مشاركته في الجلسة العامة لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الخامس والعشرين SPIEF 2022، مضيفاً:قلت في دافوس منذ عام ونصف أن العالم أحادي القطب قد انتهى، لكن هناك محاولات مضنية لمحاولة استعادته، وأن الثقة في العملات العالمية تقوضت كرمى الطموح والأوهام الجيوسياسية التي عفا عليها الزمن، العالم لم يعد كما كان من قبل، والأوهام الجيوسياسية التي عفا عنها الزمن قوضت الثقة في العملات العالمية.

وأوضح بوتين، أن أمريكا بعد أن أعلنت النصر في الحرب الباردة، أعلنت أن مصالحها مقدسة، والآن تسير اللعبة في اتجاه واحد، وفي ظل هذه الظروف يكون العالم غير مستقر، ودول "المليار الذهبي" لا زالت تعتبر كل الدول الأخرى "مستعمرات" من الدرجة الثانية، ونحن شعب قوي وسنتعامل مع أي مشكلة، وهذا يتضح من تاريخ بلادنا الممتد على مدى ألف عام.

ونوه إلى أن هدف العقوبات كانت إسقاط الاقتصاد الروسي، ولم ينجحوا لأن قطاع الاقتصاد الروسي عمل بكفاءة، والشعب الروسي كرس وحدة الصف، لقد اعتقدوا أن الدولار سيصبح 200 روبل، واليوم اتضحت الحملة الدعائية.

ولفت بويين إلى أن العقوبات يمكن فرضها على أي دولة بما في ذلك الدول الأوروبية وأي من الشركات الأوروبية، وأمريكا اعتبرت نفسها رسول الرب على الأرض عند إعلانها الانتصار في الحرب الباردة والتوقعات المتشائمة الاقتصاد الروسي في مطلع الربيع لم تتحقق، بما في ذلك بلوغ الدولار 200 روبل.

وأضاف، يمكننا تخفيض سعر الفائدة الأساسية إلى 7%، وأمريكا اعتبرت نفسها رسول الرب على الأرض عند إعلانها الانتصار في الحرب الباردة، والاتحاد الأوروبي فقد سيادته بالكامل، ونمو التضخم في بعض دول منطقة اليورو تجاوز الآن مستوى 20%.

وقال بوتين:الاتحاد الأوروبي يخضع للإملاءات الخارجية، والعمليات الديمقراطية في أوروبا تشبه السيرك، والعالم وصل إلى هذا الوضع نتيجة للأنشطة التي قامت بها الدول الصناعية السبع الكبرى على مستوى الاقتصاد والسياسة، وفي الفترة الأخيرة أستمع إلى "تضخم بوتين" وحينما أرى ذلك، أتساءل: لمن يكتبون هذا الهراء، منوهاً إلى جوهر المشكلة في السياسات الاقتصادية الغربية في الفترة الأخيرة، ولا علاقة لعمليتنا الخاصة في دونباس بما وصل إليه الوضع في أوروبا.

وبين أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت المورد الأساسي للكثير من السلع الغذائية، وكانت نموذجا لكثير من الدول، وأصبحت الولايات المتحدة الآن مستوردا أكثر منها مصدرا، مشيراً إلى أن  خسائر الاتحاد الأوروبي المباشرة من فرض العقوبات ضد روسيا بلغت إلى الآن 400 مليار دولار، ولا علاقة للعملية العسكرية الخاصة بارتفاع أسعار الغاز في أوروبا.

وتابع: أن اختفاء الأسمدة يعني انخفاض إنتاج السلع الغذائية، وهو ما ينذر بالجوع حول العالم، وهي مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية، قائلاً:في السنوات القادمة سيطلق العالم عملية تحويل الاحتياطيات من العملات التي فقدت قيمتها إلى قيم مادية حقيقية، والميزانية الروسية في 2022 ستسجل فائضا بقيمة 3 تريليونات روبل(51.7 مليار دولار)، والمعروض النقدي نما في الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين بنسبة 38% وفي الاتحاد الأوروبي بنسبة20%، وفرض الأمريكيون حصارا على الأسمدة، تبعهم في ذلك الأوروبيون. ثم أدرك الأمريكيون أن الحصار ضار، فرفعوه، أما الأوروبيون فبسبب البيروقراطية لم يرفعوه بعد.

وقال بوتين: يتحدثون عن منع السفن من موانئ البحر الأسود، وهناك 5-6 مليون طن حبوب، و7 مليون طن من الذرة لا تغير من أي شيء بالنظر إلى إنتاج 800 مليون طن، والعالم الراهن يمر بتغيرات جذرية، وقرار العملية العسكرية الروسية الخاصة كان صعبا، لكنه كان حتميا، والغرب كان يسيطر عسكريا على أوكرانيا، ويضخ الأسلحة هناك، ولا زال يفعل ذلك، مضيفاً سنؤمن نقل الحبوب من الموانئ ولكن على الجانب الاوكراني تأمين الموانئ مما زرعوه من ألغام بحرية.

واعتبر بوتين أن الغرب كان دائما سخيا في رفع درجة العدائية ضد روسيا، وخلق جو مسموم من "الروسوفوبيا"، والعقوبات الغربية كانت مصممة على أن الاقتصاد الروسي هش وتابع وغير مستقل، والتغير في الاقتصاد الروسي، وقدرته على مواجهة العقوبات هو ما صنعناه معا خلال السنوات الماضية، والعقوبات تفتح أمامنا فرصا كبيرة، ودافعا للمضي قدما فيما يخص الاستقلال التكنولوجي، وروسيا لن تسلك سلوك الانعزال عن العالم وكل من يريد العمل مع روسيا يعاني من تهديدات بعضها مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية.

ونوه إلى أن روسيا ستتعامل مع من يريد التعامل معها من القادة القادرين على التمييز ما بين مصالح أوطانهم والإملاءات الخارجية، ونفتح ممرات جديدة منها السكك الحديد وموانئ في البحر الأسود وبحر قزوين، ومن المرجح أن يصبح القمح الأوكراني المصدر أداة للدفع لقاء الأسلحة المقدمة لأوكرانيا، ومن المتوقع تغير السلطة في أوروبا. نتوقع تفاقم مشكلات العدالة الاجتماعية وانقسام المجتمع بسبب أخطاء الاقتصاد.

وذكر بوتين، بأن الوضع الراهن في أوروبا سيؤدي إلى تصاعد الراديكالية، وفي المستقبل إلى تغيير النخب الحاكمة، والولايات المتحدة تحولت من مصدر كبير للمواد الغذائية إلى مستورد، ورسالتي إلى رؤساء المؤسسات والشركات الكبرى أن النجاح والاحترام والثقة الحقيقة إنما يحدث حينما يرتبط ذلك كله بمستقبل الوطن، والولايات المتحدة تقوم بطباعة النقود لشراء السلع الغذائية حول العالم.