وسط المطبات التي تمر بها بوينغ.. ستيفاني بوب تتولى دفة القيادة
مال وأعمال

وسط المطبات التي تمر بها بوينغ.. ستيفاني بوب تتولى دفة القيادة

اقتصاد صدى - في ظل الأزمات المتتالية التي تمر بها بوينغ، خاصة بوينغ للطائرات التجارية، قررت الشركة الاعتماد على ستيفاني بوب لتولي زمام القيادة، لتصبح الرئيسة التنفيذية لشركة بوينغ للطائرات التجارية بعد اعتزام رئيسها التنفيذي ديف كالهون ترك منصبه واستقالة ستان ديل من الشركة.

واتُخذ هذا القرار وسط تحديات تواجهها الشركة منذ بداية العام نتيجة مشكلات تقنية، بدأت بهبوط اضطراري لطائرة بوينغ 737 ماكس 9 التابعة لشركة ألاسكا إيرلاينز بعد انفصال سدّادة مخرج الطوارئ في الطائرة أثناء تحليقها في الخامس من يناير كانون الثاني، واكتشاف صدع في نافذة قمرة القيادة لطائرة بوينغ 737-800 في الثالث عشر من الشهر ذاته، ونشوب حريق في محرك لطائرة بوينغ 747-8 في التاسع عشر من الشهر نفسه، وفقدان طائرة بوينغ 757 تابعة لشركة دلتا إيرلاينز عجلة أثناء محاولة الإقلاع، بعد يوم واحد من الحادث الأخير.

ولم تقتصر الحوادث على شهر يناير كانون الثاني فحسب، بل وصلت لشهر مارس آذار، مع هبوط اضطراري لطائرة بوينغ 737-800 بسبب أبخرة في المقصورة في السادس من الشهر، وسقوط إطار من طائرة من طراز بوينغ 777-200 بعد إقلاعها في اليوم التالي، وفقدان طائرة من طراز «787-9 دريملاينر» السيطرة نتيجة خلل فني وهبوطها بسرعة كبيرة في الحادي عشر من الشهر نفسه.

تأتي بوب من خلفية تعليمية في إدارة الأعمال، فهي حائزة درجة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة ولاية جنوب غرب ميسوري وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ليندنوود، وانضمت بوب إلى شركة بوينغ في عام 1994 وعملت فيها لمدة 29 عاماً لتترقى في المناصب وتتولى مناصب رفيعة المستوى في جميع الشركات الرئيسية الثلاثة للشركة.

كما عملت مديراً مالياً لشركة بوينغ غلوبال سيرفيسز من يناير كانون الثاني 2017 إلى ديسمبر كانون الأول 2020، ثم مديراً مالياً لأعمال الطائرات التجارية من ديسمبر كانون الأول 2020 إلى مارس آذار 2022.

وفي أبريل نيسان 2022، أصبحت أول امرأة تحتل منصب رئيسة تنفيذية لشركة بوينغ غلوبال سيرفيسز.

أصبحت بوب الرئيسة التنفيذية لشركة بوينغ غلوبال سيرفيسز في أبريل نيسان 2022 وهي الشركة الوحيدة لبوينغ التي سجلت ربحاً ثابتاً في عام 2023 في وقت كانت صناعة الطائرات التجارية للشركة تعاني من مشكلات سلسلة التوريد، بينما واجهت أعمالها الدفاعية تجاوزات في التكاليف، وتقدم الشركة خدمات مثل الهندسة والصيانة والتعديلات والتحديثات، إضافة إلى قطع الغيار لعملاء بوينغ التجاريين والدفاعيين.

النساء في المناصب التنفيذية

لطالما كان قطاع الطيران قطاعاً يهيمن عليه الوجود الذكوري، ويجري تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج لمعالجة الفجوة بين الجنسين وتعزيز التنوع والشمول في سوق العمل، وفي هذا الإطار أطلق الاتحاد الدولي للنقل الجوي مبادرة «25 في 2025»، والتي تهدف إلى زيادة تمثيل الإناث بنسبة 25 في المئة في الأدوار الإدارية العليا بحلول عام 2025، لتحقيق مستوى أفضل من التوازن بين الجنسين ضمن قطاع النقل الجوي بحلول عام 2025.

وتظهر بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي في تقرير السنوي لعام 2023 أن عدد المديرات التنفيذيات بين شركات الطيران الأعضاء في اتحاد النقل الجوي الدولي بلغ 28 من أصل نحو 320 شركة طيران.

إضافة إلى ستيفاني بوب، نسلط الضوء على بعض النساء المؤثرات اللاتي وصلن إلى مناصب تنفيذية كبيرة في مجال الطيران

تعتبر جوانا جيراغتي أول امرأة تقود شركة طيران أميركية كبرى، حيث تم الإعلان في يناير كانون الأول عن تعيينها رئيسة تنفيذية لشركة «جيت بلو» بدءاً من 12 فبراير شباط، وأمضت جيراغتي ما يقرب من 20 عاماً في «جيت بلو»، وشغلت منصب الرئيس والمدير التنفيذي للعمليات منذ عام 2018، وقبل ذلك شغلت مناصب عدة آخرها نائب الرئيس التنفيذي للشركة.

كما شغلت جيراغتي أيضاً مناصب نائب الرئيس التنفيذي والرئيس التنفيذي لشؤون الأفراد، بالإضافة إلى نائب الرئيس والمستشار العام المساعد ومدير شؤون التقاضي والشؤون التنظيمية.

بدأت ماكولو رحلتها منذ مغادرتها وطنها في رواندا في عام 1993 لدراسة الجغرافيا والعلوم البيئية في كندا، وبعد مسيرة عمل طويلة في مجال تطوير البرمجيات والعمل في البنك الدولي، أصبحت الآن تقود «رواندا إير» إلى آفاق جديدة، حيث تعزز التنوع وتعزز دور المرأة في الصناعة.

أما آن ريغيل، فهي الرئيسة التنفيذية لشركة الطيران الفرنسية «الخطوط الجوية الفرنسية»، وتُعتبر قامة بارزة في عالم الطيران.

انطلقت ريغيل في مسيرتها المهنية مضيفة جوية في عام 1991، لتتبوأ بعدها مناصب قيادية في عمليات المطار وخدمة العملاء، وبفضل جهودها حققت «الخطوط الجوية الفرنسية» تقدماً ملحوظاً في جودة الخدمة وزيادة تمثيل النساء في المناصب التقنية.

وتأتي مارجان رينتل، الرئيسة التنفيذية لشركة الطيران الملكية الهولندية «كيه إل إم»، بتجربة واسعة في عالم الطيران، حيث عملت في مطار أمستردام سخيبول الرئيسي قبل أن تعود لتقود الشركة، وتُعتبر رينتل من أبرز المؤثرات في تعزيز تمثيل النساء في القيادة، إذ تولي اهتماماً خاصاً بوجود مرشحات في قوائم الترشيح للوظائف الإدارية.

أما ميتسوكو توتوري، فهي رئيسة شركة الطيران اليابانية «جابان إيرلاينز»، وتعتبر قيادية نادرة للغاية في اليابان، بدأت توتوري مسيرتها المهنية مضيفة جوية في عام 1985، وصعدت في التسلسل الوظيفي حتى تولت منصب الرئيسة، تسعى توتوري لتشجيع المزيد من النساء على تحقيق النجاح في مجال الطيران، وتُعتبر رمزاً للتغيير والتنوع في الصناعة.