هل يمكن لواشنطن والغرب الاستغناء عن الإسلام السياسي؟
دائماً يجب التوقف عند تصريحات وقرارات الرئيس ترامب ونقرأ ما بين السطور والأهداف الحقيقية لها غير ما يتم فهمه بالقراءة السريعة للتصريح أو القرار.
لا يعني هذا إن ترامب يصرح بعفوية وارتجالية، صحيح أنه يبدو متهوراً واستعراضياً وقد تبدو تصريحاته دون خلفيات سياسية، وهذا كلام غير دقيق، وحتى لو كانت طريقة التعبير عن مواقفه مختلفة عن غيره من الرؤساء، فهو رئيس في دولة مؤسسات عميقة والرئيس حتى وإن حاول ترك بصمته الخاصة فهو في النهاية لا يخرج عن المصالح الاستراتيجية العليا للدولة ومصالح اسرائيل جزء منها.
وفي هذا السياق يأتي توجهه نحو تصنيف ثلاثة فروع لجماعة الإخوان: مصر والأردن ولبنان، كجماعات إرهابية.
تحدث كثيرون محاولين تفسير وفهم هذه الانتقائية ولماذا تجاهل أن مركز جماعة الإخوان توجد في بريطانيا وألمانيا وأن كثيراً من قياداتها يتنقلون ما بين قطر وتركيا وكذلك أموالهم واستثماراتهم في هاتين البلدين؟ وإن كنت أتفق مع غالبية هذه التحليلات إلا أنني أضيف لها ملاحظة وهي أن ترامب سبق وأن صنف جماعة النصرة وقائدها الجولاني كجماعة إرهابية ثم تعاون معهم على استباحة سوريا وإسقاط نظام الأسد وأصبح الجولاني أو الشرع من المقربين لترامب بينما إسرائيل وتركيا تعربدان في البلاد وتحتلان أجزاء منها.
فهل يهيئ ترامب لدور سياسي قادم لهذه الفروع للإخوان في بلدانهم؟ أو أنه يتدرج في مواقفه ليصل في النهاية لوصف كل الإخوان وجماعات الإسلام السياسي السنية بالإرهاب ؟وهل يمكن لواشنطن والغرب عموماً التخلي عن الإخوان وجماعات الإسلام السياسي وهم إحدى أدواتهم لمواجهة ايران الشيعية ونشر الفوضى والفتنة الطائفية والمذهبية خلال ما يسمى الربيع العربي؟ وهل من مصلحة واشنطن والغرب القضاء على جماعات الإسلام السياسي وهي التي ألحقت بالدول العربية والإسلامية خراباً ودمار يفوق ما ألحقه الاستعمار وكل أساطيله وجيوشه؟ ولماذا تم استثناء حركة حماس التي ألحقت بإسرائيل الحليف الاستراتيجي لواشنطن خسائر بشرية ومادية لم يحدثها أي فرع آخر للإخوان؟
ستُظهر الأيام حقيقة موقف واشنطن من جماعة الإخوان ولكن ترامب حتى الآن حقق لإسرائيل خدمة كبيرة وهي إبعاد الأنظار والاهتمام الدولي عن إرهاب دولة الكيان الصهيوني والمتابعات القانونية الدولية لنتنياهو وقادة جيشه كمجرمي حرب وما يتعرض له قطاع غزة من موت ودمار وتجويع سكانه أيضاً ما يجري في الضفة الفلسطينية من استيطان وعربدة المستوطنين الخ، وتوجيه الأنظار نحو (إرهاب) جماعات محددة من الاخوان المسلمين.
إعادة تشكيل القوة الإسرائيلية: الجيش في قلب صراع داخلي داخل الليكود
القضية الفلسطينية... بين مخاطر الوصاية وفرص الوحدة الوطنية
قمة العشرين: جنوب أفريقيا تدفع أولويات المهمَّشين إلى الطاولة.
عدالةٌ عمياء أمام فلسطين… مُبصِرة أمام أمريكا وإسرائيل
لماذا لم يتم إعلان قطاع غزة كمنطقة منكوبة؟
غزة والمستقبل الوطني… كيف ينقذ الفلسطينيون مصيرهم المهدد؟
الطبقة الوسطى الفلسطينية… العمود الفقري الذي يتآكل بصمت











