إبداع أبو مرزوق

الكاتب: حافظ البرغوثي 

آخر ابداعات موسى ابو مرزوق انه يعرض على الاحتلال حماية مستوطنات الغلاف مقابل عدم نزع سلاح حماس وبرر ذلك بأنه في حالة نزع سلاح حماس القوة المسيطرة على غزة فقد تظهر جماعات اخرى تهاجم الغلاف يعني حضرته باله مشغول على المستوطنات وحمايتها ويقترح تهدئة مثل السابقة ذات الخمسة وثلاثين مليون دولار شهريا من قطر التي رعاها كوشنر ونتنياهو لوقف مسيرات العودة البائسة. ففي صفقة التهدئة العمادية كان هدف نتنياهو التفرغ للجبهة الشمالية وايران من حيث الاستعداد والجوسسة والرصد وإعداد الكمين المحكم لحماس في هجوم اكتوبر الذي كان يراقبه ويعلم به مسبقا ، اما حاليا فلا ضرورة بعد ان وقعت الفاس في الراس وباتت غزة وارضها بعد انسانها قيد الافتراس . غزة كانت محررة بعد الانسحاب الأحادي من قبل الاحتلال ثم سيطرت عليها حماس واخذت تناوش بهدف اثبات الوجود والاعتراف بها كقوة أمر واقع . وقد خاضت معارك دون سبب اولها اختطاف شاليط الذي كلف غزة قرابة 1500 شهيد عدا الجرحى سنة 2008وفي عدوان 2012 اسفر عن 180 شهيدا ثم عدوان 2014 وكان الاعنف حيث استشهد 2300 عدا الجرحى والدمار وفي عدوان 2021 استشهد اكثر من 200 وفي مسيرات العودة استشهد 400 طفل وشاب على السياج كلها معارك زائدة عن الحاجة وخسائر الاحتلال كانت قليلة .وفي هجوم اكتوبر اختلف الوضع ونحن نعيشه ولا نعلم الى اين سينتهي فاصحاب العقارات الأميركيون والانجليز الملاعين الذي باعهم نتنياهو منذ سنتين اي اول الحرب امتيازات غاز غزة ينتظرون لحظة موافقة مجلس الامن على خطة ترامب للانتداب للانقضاض تحت مسمى دولي وما زالوا ياملون في استعمار غزة برا وبحرا وبلا بشر . اما السادة في حماس فقد وسطوا قطر وتركيا لكي يبقوا في حكم غزة وسافر رئيس وزراء قطر الى واشنطن لهذا الغرض وسافر اردوغان ايضا للهدف نفسه فبعد خراب مالطة ما زال بعض قادة حماس يكابر ويظن نفسه انه سيبقى سيدا ولو بالتوافق مع الاحتلال خادما وحارسا وهذا يذكرنا بابي عبد الله الصغير الذي سلم غرناطة وهرب الى فاس واتخذ لنفسه مجلسا يؤمه الفارون من الاندلس وصار يتصرف وكأنه ما زال اميرهم فنبذوه فهو من اوقعهم شر وقعة . فالقضية الفلسطينية تهتكت منذ سيطرة حماس وبعد ان كانت قضيتنا متماسكة صارت مشتتة فالإنقسام مصلحة اسرائيلية منذ بدايته وموله القطريون تحت اعين الاحتلال لأنه يمنع الحديث عن دولة فلسطينية. لم يبق لهم الا ان يعرضوا انفسهم كحراس للاحتلال مستعدين لحماية امنه وقمع من تسول له نفسه المس به وهذا لعمري اقبح الايمان . فماذا ابقيتم للجماعات المسلحة التي ارتبطت بالاحتلال حاليا في غزة وماذا ابقيتم للعملاء الذين زعمتم انهم كذلك واعدمتموهم بحجة العمالة وهم في الاغلب معارضون لكم!لماذا لم يقل ابو مرزق مثلا ان من دمر غزة عليه التعويض ملياريا ومن قتل وارتكب فظائع يجب ان يعاقب وان الجرائم لا تسقط بالتقادم لا السابقة والا اللاحقة ولماذا نتحبب لدول الناتو التي ساهمت في الإبادة ولماذا لا يقول نحن جزء من كل وقد فشلنا بل فشلت كل الفصائل وعليها ان تخلي مكانها لغيرها مما يرسله القدر وان الأمة بات أمة لايران واميركا لا حول لها ولا قوة. دعوا الصراع يأخذ مداه كما يعلن الاحتلال ويطمح للتوسع شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ودعوا الخنجر الاحتلالي يغرز في الجسد العربي طالما لا حراك فيه كما يريد ،فلسنا نحن فقط مرصودين لنكون قتلى تآمر وصمت.