الخارجون من التاريخ 
مقالات

الخارجون من التاريخ 

منذ أكثر من 15 سنة حتى الآن استمعت لكثير من الخطب للرئيس أبو مازن في جلسات مغلقة واخرى علنية كان يتساءل فيها لماذا تعادينا اميركا؟ فهي عدونا الرئيس  كان يقول، فهي من فكرت قبل غيرها في اقامة مستوطنات في فلسطين في اواسط القرن التاسع عشر حيث اشترت مباني في القدس لتوطين يهود فيها لكن اليهود الاميركيين لم يعجبهم ذلك فأقتصر الإستيطان على طائفة دينية مسيحية اميركية وسرعان ما انتهى المشروع  وظل منه فندق  المستعمرة الاميركية اي الاميركان كولوني  الحالي في نهاية شارع صلاح الدين مع الشيخ جراح، ولاحقا لعب الاميركيون دورا في صياغة وعد بلفور اللعين  واكملت عداءها بلعب دور حاسم في قرار التقسيم والاعتراف بالكيان  بشراء اصوات بعض  الدول بالمال.

ثم تولى الاميركيون بعد بريطانيا وفرنسا والمانيا تسمين الكيان الجديد وتسليحه الى ان جاء جون كينيدي وعارض سياسة بن غوريون الرامية الى امتلاك سلاح نووي ما اغضب الاخير وجعله يتصرف فيما بقي لغزا مكتوما حتى الآن في الارشيف الاميركي وهو اغتيال كينيدي ولم يفرج عنه ترامب اكراما لإسرائيل. ولاحقا توغل اللوبي الصهيوني في الحياة الاميركية وصار الآمر الناهي لكن جيمي كارتر افلت منه وتجدد الاخطبوط  الصهيوني في عهد من خلفوه من رؤساء وتم الايقاع بكلينتون بواسطة  مونيكا لوينسكي بعد اسابيع من تهديد نتنياهو له باشعال النار في البيت الابيض ولا داعي لذكر فظائع جورج بوش الاب والابن لصالح اسرائيل ولا داعي لسرد عنصرية اوباما ضد العرب وسياسته المعادية التي اسست وتبنت الجماعات المتطرفة باسم الاسلام لذبح المجتمعات العربية في العراق وسوريا وليبيا وتونس واليمن وحظي الإحتلال في اواخر عهده على اسلحة وبرنامج مساعدات هو الاكبر في تاريخه. 

وعندما تولى ترامب الرئاسة لاحقا واصل الانشغال في المنطقة ونسي مؤخرته الداخلية التي تعاني الكساد  لخدمة اسرائيل فدائما تجد ان اولوية اي رئيس اميركي هي خدمة اسرائيل، وقام ترامب خريج شركات النصب والاحتيال وبيوت الفحش والمنكر بسن قوانين لا يجرؤ الكنيست الإسرائيلي على اقرارها  من وقف تعيين اي موظف لا يعلن الولاء لاسرائيل وغيرها ثم صفقة القرن ثم السلام الشيطاني الذي يتجاهل الكيانية الفلسطينية وهناك مشاريع اخرى في الكونغرس تجعل اي انتقاد لاسرائيل جريمة كونية.

وفي عهد ترامب في رئاسته الاولى تم توقيف صياد القاصرات الملياردير الصهيوني ابستين ثم تم التحقيق معه على ضوء قضايا سابقة ولاحقة ثم قيل انه انتحر او انتحروه في عهد ترامب رضي الشيطان عنه. ولعل ملفات ابستين السرية التي تنشر فضائحه الخسيسة حقنت ترامب بجرعات جنونية من الحقد على الشعب الفلسطيني وصار ديدنه ملاحقة اي منتقد للابادة في غزة والولاء الاعمى للوبي الصهيوني فصار العوبة في يد نتنياهو يحركه باصبع قدمه بفضل ما خفي في ملفات ابستين فلا احد كان يتوقع ان يقول ترامب انه يريد من قادة حماس في تركيا ان يذهبوا الى الدوحة ويبحثوا اقتراحه للصفقة كفرصة اخيرة ويسمي القادة بالاسم وعندما توجهوا الى الدوحة شكوا في الامر ولم يجتمعوا في المكان المعتاد بل اجلوا الاجتماع فهم تذكروا ما فعله مع ايران حيث اعطاها مهلة اخيرة بشأن ملفها النووي في يوم احد لحسم موقفها ووصفه بالفرصة الاخيرة فقصفها قبل الموعد المحدد للاجتماع في مسقط عمان بيومين فنتنياهو وترامب ليسا مهتمين بالاسرة والصفقة قط مثلما كشف احد عملاء الاحتلال انه تلقى معلومات من اناس في غزة يريدون الانتقام من حماس عن اماكن تواجد اسرى الاحتلال لكن السلطات الاسرائيلية لم تهتم بأمر. 

هنا يظهر ترامب بأنه مخادع  يتحول الى مخبر جاسوس  يغش من يفاوضه ويطعنه في الظهر   وينفذ اوامر نتنياهو، وحتى الفيديو على اليوتيوب الذي ظهر فيه  الاذاعي القتيل كيرك ويتهم فيه نتنياهو بتسهيل هجوم اكتوبر اختفى عن اليوتيوب وربما اختفى ما قاله هذا الناشط عن ان ملفات ابستين ظهر فيها اسم ترامب وان ابستين كان يعمل للموساد. كيف يكون الوضع العالمي برئيس هلامي مخاطي من هذه الفصيلة النادرة التي يعجز علم الكائنات عن تحديدها. وكيف يتمارض سيده نتنياهو في كل جلسة تحقيق عن ملفات فساده ويناوله مساعده وريقات عاجلة تقتضي خروجه  لتمديد واضاعة التحقيق. 

هؤلاء القتلة خرجوا مسبقا من التاريخ قبل خروجهم من الحياة فالتاريخ لا يرحم ولا الضحايا تنسى.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.