
وأخيرا اعترف العرب أن إسرائيل لا تستهدف الفلسطينيين فقط
منذ بداية المشروع الصهيوني وقبل قيام دولة إسرائيل رفع الفلسطينيون شعار إنهم وبمقاومتهم ومشاغلتهم للاحتلال يشكلون خط الدفاع الأول عن الأمة العربية وأن الحركة الصهيونية لا تستهدف الفلسطينيين فقط بل مشروعها أبعد من ذلك ،حيث كان هذا الشعار جزءا من مخاطباتهم للحكومات العربية منذ الثورة الفلسطينية الكبرى عام ١٩٣٦ ثم مع انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة منتصف الستينيات، دون أن يُدرك العرب المغزى العميق لهذا الشعار والمقولة وبُعد النظر فيها، بل بعض العرب فسروا هذه المقولة وكأنها محاولة لتوريط الدول العربية في صراع لا يعنيهم أو محاولة لكسب عطفهم واموالهم ،حتى إن بعض الانظمة والحركات السياسة ناصبوا الثورة الفلسطينية العداء ، وحتى بعد قيام سلطة فلسطينية تحاول تعزيز صمود الشعب على أرضه ونكون نواة دولة ولو على جزء من أرض فلسطين حاصروها ماليا.
الأهداف التوسعية لإسرائيل والتي تتجاوز حدودها المعترف بها دوليا كانت واضحة من خلال هدم تحجيد إسرائيل لحدودها حتى الآن وفي عدوانها في حرب 1967 حيث استكملت احتلال كل فلسطين وأضافت لها سيناء المصرية والجولان السورية ثم اجتياحها جنوب لبنان وما زالت متواجدة في أجزاء منه وأخيرا استباحتها لأجزاء كبيرة من سوريا في ظل صمت عربي.
والآن وبعد التصريحات الواضحة لنتنياهو وقادة اليمين عن عزمهم على قيام اسرائيل الكبرى التوراتية وهو ما تتحدث عنه وكالات الانباء والمحللون السياسيون، وحتى في خطابات أكثر من زعيم عربي في القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة بما فيهم الرئيس المصري وأمير الكويت وتحذيرهم من مخطط نتنياهو للتوسع لإقامة دولة إسرائيل الكبرى التي ستضم أجزاء من عدة دول عربية، ندرك أن الفلسطينيين كانوا على حق.
لو كانت هذه التخوفات التي عبر عنها القادة والزعماء حقيقية وليس مجرد هروب من القضية المركزية فلسطين وما يجري في غزة، مثلها مثل عملية استهدف قادة حماس في الدوحة وتغطيتها على أحداث غزة، فعلى الزعماء العرب أن يدركوا، واعتقد أن عندهم مراكز أبحاث ومفكرون يدركون هذه الحقيقية، وهي أن ما سيعطل مشروع إسرائيل الكبرى التوراتي الذي يدعيه نتنياهو وعرض خارطته أمام أنظار العالم ،وما سيحمي الدول العربية المشمولة بخطة وخرائط نتنياهو وحتى غيرها ليس الجيوش العربية منفردة كانت أو مجتمعة ولا تحالفهم مع واشنطن ولا المنتظم الدولي المفكك والضعيف ،بل الشعب الفلسطيني بصموده وبقائه على أرضه، فهذا الصمود والبقاء هو خط الدفاع الأول الذي سيفشل المخططات التوسعية لإسرائيل، وهو أرقى أشكال المقاومة .
لو اقتصرت مخرجات قمة الدوحة، بدلا من البيان الختامي الهزيل الذي صدر أمس، على تحقيق هدف واحد وهو وقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ومنع تهجير الفلسطينيين وخصوصا من قطاع غزة واتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه، لكان هذا مؤشرا جادا على حدوث تحول حقيقي في السياسة العربية حتى وإن جاء متأخرا.

835 مليون دولار بلا رصيد: الشيكات المرتجعة تكشف أزمة السيولة في فلسطين

الأمن والرمز الديني والمال كخرائط نفوذ إسرائيلية ناعمة في سورية ما بعد الأسد

قمة الدوحة… فرصة نهوض أم إمعان عجز

روبيو في زيارته لإسرائيل يقول للعرب: لا فيكم ولا في قممكم؟!

البرلمان الأوروبي منصة منحازة و جلسته تُعري ازدواجية المعايير

حماية الاطفال وخصوصا ذوي الاعاقة واجب انساني وقانوني

قرارات القمة في قطر
