حافظ البرغوثي يكتب: وهل سليماني يساوي غزة المجد والشهادة 
مقالات

حافظ البرغوثي يكتب: وهل سليماني يساوي غزة المجد والشهادة 

اولا اسرائيل لم تشارك في اغتيال سليماني بل الرئيس ترامب الذي اعترف علنا بذلك بعد تراجع نتنياهو عن المشاركة وابلغه الايرانيون انهم سيردون بقصف قاعدة اميركية في العراق ردا على الاغتيال دون ايقاع اصابات وهذا ما حدث. فالادعاء بان طوفان الاقصى جاء ردا على اغتياله كلام سخيف للاستهلاك الداخلي الايراني  لأن الاستعداد لطوفان الاقصى يجري منذ قرابة 8 سنوات / ونفي حماس صحيح   امام جبال من الركام واللحم البشري لضحايا المجازر المستمرة في غزة والضفة .ومن استعد وخطط لم يكن بباله لا سليماني ولا غيره. لكن احب ان اشير ان واشنطن تهدد ايران منذ سنة 78 ولم تطلق عليها طلقة واحدة  بل عندما ضربت ايران سفينة اماراتية ارسل ترامب حاملة طائرات لكنها لم تفعل شيئا بل قبضت ثمن تحركها من المتوسط الى بحر العرب مقدما.

فالاستراتيجية الاميركية قائمة على   اربعة ارجل منذ الخمسينات  وهي  اثيوبيا في الجنوب وتركيا في الشمال وايران في الشرق واسرائيل في قلب العالم العربي.فهذا الرباعي ما زال يحاصر العالم العربي ،تركيا تحتل ارضا سورية وايران تحتل العراق وسوريا ولبنان، وتركيا وايران استحوذتا على مياه دجلة والفرات فيما بدأت اثيوبيا في السيطرة على مياه  النيل ربما باستثمارات عربية مثلما بنى الاتراك سد اتاتورك الكبير لحجب مياه النهرين عن سوريا والعراق باستثمارات عربية، ومثلما يجري خنق قناة السويس بالحوثيين  في باب المندب. ايران كما قال بايدن بعد انتخابه ضرورية في الاستراتيجية الاميركية  وما زالت لانها  توكل مهماتها في المنطقة  الى وكلاء عرب سنة وشيعة وملحدين بالعروبة. والعروبة الآن لا احد يهتف لها لأن النظام العربي المتحد ضد امته يكره العرب والعروبة وربما النبي العربي. فلا تلومن الاحزاب ان ارتدت عن عروبتها وباتت اوراقا في يد الأعجمي  مثلما النظام العربي العوبة في يد الافرنجي.

صُدم ابو عمار ذات سنة عندما سمع  الخميني يقول له نريد الوصول الى البحر فرد ابوعمار ولكنكم على بحر الخليج وبحر العرب فقال الخميني  نريد البحر المتوسط، وغادر ابو عمار طهران دون رجعة. وصُدم برلماني مصري عندما سمع نظيره الايراني عند زيارته طهران يقول هناك دولتان تاريخيا في المنطقة مصر وايران وبينهما بدو رحل لماذا لا نتفق بيننا 
عليهم! ويبدو  ان اميركا توظف الرباعي حسب حاجتها وحاجاته ضد العالم العربي فهناك قرار غربي منذ بداية القرن الماضي بعدم السماح بتوحد العرب او اكتساب المعرفة، وادواته هذا الرباعي  وكل ربع في الرباعي يستخدم وكلاء عرب لخدمته فالصراع بين اسرائيل وايران هو على اقتسام مناطق النفوذ في المنطقة العربية ويبدو ان القسمة هي التسليم لايران بالعراق وسوريا ولبنان وبعض الخليج والباقي منطقة نفوذ اميركية اسرائيلية. بقي ان نسأل ما هو الرد الايراني علة مقتل قائد الحرس الثوري في سوريا قبل ايام. هل ننتظر طوفان المهدي المنتظر في لبنان! لا اظن فلن تضحي ايران بمنطقة تابعة لها كلبنان مثلما ضحى العرب البائدة والسائدة والباردة والخامدة بغزة واهلها.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.