تقديرات إسرائيلية: واشنطن تحسم مصير قوة غزة الدولية خلال أسابيع

صدى نيوز: تقدّر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن الإدارة الأميركية ستستغرق ما بين أسابيع إلى أشهر قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن إنشاء قوة متعددة الجنسيات، يُنظر إليها كشرط أساسي لانطلاق المرحلة الثانية من خطة الرئيس دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة.

في هذه الأثناء، يجري خبراء قانونيون من الأمم المتحدة مشاورات مع القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) حول صلاحيات القوة، بينما تعمل فرق التخطيط في كريات غات على تجهيز البنية الميدانية لاستقبالها. ويشارك ممثلون عن 21 دولة في اجتماعات يومية داخل مقر التنسيق الأميركي، حيث تُناقش تفاصيل دقيقة تتعلق باسم القوة، الجهة المانحة للتفويض، طبيعة تسليحها، مناطق انتشارها، وآليات منع أي اشتباك غير مقصود مع الجيش الإسرائيلي.

كما تبحث الفرق في توزيع المهام الميدانية، بما في ذلك التعامل مع الأنفاق المتبقية داخل القطاع وجمع السلاح من الفصائل المسلحة، سواء عبر التفاهم أو بالقوة. ويبرز اتجاه عام نحو جعل القاعدة الرئيسة للقوة داخل غزة نفسها، انسجامًا مع إصرار الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، رغم المخاوف التي تبديها بعض الدول المشاركة، خاصة الإسلامية منها، بشأن سلامة جنودها.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" أوضحت أن هذه النقاشات تستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2803، الذي يُعتبر خطوة نحو "حكم جديد في غزة من دون حماس". ورغم غياب ممثلي السلطة الفلسطينية وتركيا وقطر عن الاجتماعات، فإن دور أنقرة والدوحة حاضر بقوة في النقاشات، باعتبارهما مصدرًا رئيسيًا للتمويل وإعادة الإعمار.

التقرير أشار أيضا إلى أن ضباط الاستخبارات الإسرائيلية يقدمون يوميا عروضا للوفود الأجنبية حول أساليب عمل حماس، هيكلية فصائلها، وأنماط هجماتها، بهدف إعداد القوة الدولية لمواجهة أي احتكاك محتمل. وتُجرى تدريبات لعناصر القوة في قواعد بالأردن ومصر، وربما بمشاركة عناصر فلسطينية يجري إعدادهم لمهام مشابهة.

وفي موازاة ذلك، تُناقش ملفات أخرى مثل إدارة المساعدات الإنسانية، ضبط إدخال المواد ذات الاستخدام المزدوج، وإعادة تشكيل منظومة التعليم والخطاب الديني في غزة، بما يتماشى مع التصور الأميركي ـ الإسرائيلي لإعادة صياغة الواقع داخل القطاع.

وفي الخلاصة، أشار التقرير إلى أن الرأي الغالب في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية هو أن مستقبل غزة سيتجه، في كل الأحوال، نحو "حكم فلسطيني محلي" يخضع لـ"رقابة وتدخل ومساعدة دولية مؤقتة"، مع الإقرار بأن هذا "المؤقت" قد يتحوّل في مرحلة لاحقة إلى واقع دائم.