الفاشر تحت النار: قوات الدعم السريع تسيطر وسط مجازر ونزوح جماعي في دارفور
أهم الأخبار

الفاشر تحت النار: قوات الدعم السريع تسيطر وسط مجازر ونزوح جماعي في دارفور

صدى نيوز - في تطور مأساوي جديد للصراع الدائر في السودان، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، أكبر مدن إقليم دارفور، بعد معارك عنيفة استمرت لأشهر. هذه المدينة، التي كانت آخر معاقل الجيش السوداني في الإقليم، سقطت بعد أن استولت القوات على مقر الفرقة السادسة مشاة، ما يمثل تحولًا استراتيجيًا في ميزان القوى غرب البلاد. قوات الدعم السريع وصفت هذا التقدم بأنه "محطة مفصلية في تحرير السودان"، مؤكدة أنها لن تتوقف حتى "تطهير كامل تراب الوطن"، في إشارة إلى نيتها مواصلة العمليات العسكرية في مناطق أخرى.

لكن السيطرة على المدينة جاءت بثمن إنساني فادح. فقد أفاد حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أن مدينة الفاشر "أبيدت بأطفالها وشيوخها"، مشيرًا إلى أن القوات المهاجمة ارتكبت مجازر مروعة بحق المدنيين في المدينة والقرى المجاورة. هذه التصريحات جاءت في وقت تتزايد فيه التقارير عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، من بينها تصفيات ميدانية داخل المستشفى السعودي بجامعة الفاشر، بحسب ما أفادت به تنسيقية لجان المقاومة في المدينة، التي اتهمت قوات الدعم السريع بقتل المصابين داخل المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل.

الوضع الإنساني في الفاشر بات كارثيًا، حيث أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح أكثر من 33 ألف شخص خلال ثلاثة أيام فقط، بينهم أكثر من 7 آلاف نازح في يوم واحد، نتيجة تصاعد الهجمات. المدينة تعاني من انهيار شبه كامل في الخدمات الصحية والإنسانية، وسط استمرار الاشتباكات بين قوات الدعم السريع ومجموعات مسلحة متحالفة مع الجيش السوداني. تقارير إعلامية أشارت إلى استخدام الطائرات في استهداف المدنيين، ما فاقم من حجم الكارثة الإنسانية.

في ظل هذه التطورات، توالت الإدانات الدولية والعربية، حيث عبرت دول مثل السعودية، قطر، مصر، الأردن، ومنظمات مثل منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ورابطة العالم الإسلامي، عن قلقها البالغ إزاء ما يحدث في الفاشر، داعية إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال. من جانبه، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، انسحاب الجيش من المدينة لتجنيبها مزيدًا من "التدمير والقتل الممنهج"، في خطوة اعتبرها البعض اعترافًا بصعوبة المواجهة العسكرية في ظل الظروف الحالية.