مراسلة صحيفة أمريكية تفضح السعودية وقرصنتها لمباريات المونديال
عربي ودولي

مراسلة صحيفة أمريكية تفضح السعودية وقرصنتها لمباريات المونديال


رام الله - صدى نيوز - استغربت مارغريتا ستانساتي، مراسلة صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية زعم السعودية أنها تحارب القرصنة، ونفي سعود القحطاني وهو من أقرب مستشاري ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الاتهامات الموجهة للرياض بالقرصنة على بث مباريات كأس العالم لكرة القدم التي تملك شبكة (بي إن سبورتس)، ومقرها قطر، حقوق البث الإقليمية لها.

وأكدت الصحافية في تغريدة على حسابها على “تويتر” أن “السعودية تقول أنها تحارب القرصنةـ، غير أن قناة “بي آوت كيو” المتهمة بقرصنة مباريات كأس العالم، كان تبث المباريات في مناسبة برعاية حكومية، على شاشة كبيرة في شارع الرياض الرئيسي”.


وأرفقت الصحافية تعليقها برابط لتقرير موقع “بلومبيرغ” الأمريكي عن النفي السعودي.

اللافت أن معلقين سعوديين تفاعلوا مع تعليق الصحافية الأمريكية، وكتب خالد المطيري: “عزيزتي مارغريتا، كمواطن سعودي أؤكد لك أنك لن تجدي مكان أكثر نفاقا وتناقضاً من السعودية”.


القحطاني ينفي ويؤكد!

وقد نفت السعودية اتهامات بالقرصنة على بث مباريات كأس العالم لكرة القدم التي تملك شبكة (بي إن سبورتس)، ومقرها قطر، حقوق البث الإقليمية لها.

ووصف سعود القحطاني وهو مستشار كبير لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتهامات القرصنة بأنها “باطلة” و”دون سند قانوني”.

وفي الأسبوع الماضي، اتهم الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قناة (بي أوت كيو) التلفزيونية، التي تتاح أجهزة قرصنة خاصة بها للبيع في السعودية على نطاق واسع، ببث مباراة افتتاح كأس العالم بشكل غير قانوني.

وقال الفيفا إنه “يبحث كل الخيارات لوقف التعدي على حقوقه بما يشمل ما يتعلق باتخاذ إجراءات ضد منظمات شرعية يعتقد أنها تدعم مثل تلك الأنشطة غير المشروعة”.

وشبكة (بي إن سبورتس) العالمية محجوبة في السعودية بموجب مقاطعة فرضتها المملكة على قطر قبل نحو عام. وقطعت الرياض وحلفاء عرب لها العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر في يونيو حزيران 2017 متهمين الدوحة بدعم الإرهاب. وتنفي الدوحة الاتهامات فيما لا تزال العلاقات تتسم بالعداء الصريح.

وتصريحات القحطاني موجهة لقطر وليست ردا على اتهامات الفيفا، لكنه قال إن الجهات الدولية الرياضية هي التي يجب أن تحل الأمر.

وقال في تصريحات أرسلها لرويترز في وقت متأخر من مساء أول أمس الخميس “هذه الاتهامات لا تعدو أن تكون سوى محاولة قطرية جديدة لتحوير قضية مقاطعتها تجاه الرياضة”. وأضاف “فشلت السلطات القطرية في تقديم دليل واحد يثبت اتهاماتهم المتكررة بعلاقة السعودية بأي صورة كانت بها”.

وعلى موقعها الإلكتروني تقول (بي إن سبورتس)، التي تعد ضمن كبرى الشبكات في مجال بث المنافسات الرياضية العالمية، إنها تعمل في 33 دولة. وبجانب دول في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تملك الشبكة أيضا حقوق البث لمباريات كأس العالم في روسيا هذا العام وفي عام 2022 عندما تستضيف قطر البطولة العالمية.

وقال القحطاني إن السعودية لا تتسامح مع أي انتهاك لحقوق الملكية الفكرية.

وأضاف أنها “تحترم مسألة حماية الحقوق الفكرية وتلتزم بالاتفاقيات الدولية في هذا الخصوص”.

وتابع قائلا “الجهات المختصة مستمرة في ذلك ولا تتوقف، وهذا من منطلق حرص الحكومة السعودية على تطبيق كافة الأنظمة المتعلقة بحماية الملكية الفكرية وحقوق البث الإعلامية”.

وقال “موقف السعودية في محاربة القرصنة موقف جدّي وستواصل المملكة فعاليتها ونشاطها”.

وفي موقف مناقض أضاف أن الجهات المختصة في السعودية صادرت في الآونة الأخيرة نحو 12 ألف جهاز للقرصنة من الأسواق.

وكانت “بي ان سبورتس″ قالت في نهاية أيار/مايو الماضي ان الحقوق الحصرية التي تمتلكها لنقل الفاعليات الرياضية، بما فيها الدوريات الاوروبية الكبرى في كرة القدم وكأس العالم المقبلة في روسيا، تتعرض للقرصنة من موزعين انطلاقا من السعودية المجاورة.

وتشير “بي ان” الى ان مجموعة قنوات تحت مسمى “بي آوت كيو” تقوم منذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي بإعادة بث محتواها عبر قمر “عرب سات”، لافتة الى ان هذا البث المقرصن بلغ المغرب والاردن وسوريا، ومن المحتمل ان يصل الى دول أخرى في آسيا وجنوب اوروبا.

وتأسس “عرب سات” في العام 1976 على أيدي الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، بحسب موقعه على الانترنت، واتخذ من الرياض مقرا، لكن ملكيته لا تعود الى السعودية وحدها بل الى دول الجامعة العربية بحصص مختلفة، أكبرها للسعودية والكويت وليبيا وقطر.

وقالت المستشارة القانونية العامة لمجموعة “بي ان” صوفي جوردان “طلبنا من الفيفا اتخاذ إجراء قانوني مباشر ضد عرب سات والاشارات التي في حوزتنا تظهر انه (الفيفا) يدعم ذلك”.

من جهتها نفت وزارة الإعلام السعودية وجود ما يعرف بقناة (بي أوت كيو)، على اراضي المملكة مشيرة الى ان المملكة تكافح أنشطة (بي أوت كيو) في البلاد دون هوادة.

وزارة الإعلام السعودية على خطى القحطاني

وقالت وزارة الإعلام السعودية في بيان لها مساء الجمعة إنها اطلعت على الاتهامات غير المسؤولة التي وردت في بيان صحفي صادر عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فيما يخص ما يعرف بـ (بي أوت كيو)، بعد ادعاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بغير حق أن (بي أوت كيو) “يتخذ من السعودية مقرًا له”، وعليه، فإن وزارة الإعلام السعودية ترفض هذا الادعاء غير الصحيح جملًة وتفصيًلا.

وزعمت الوزارة أن أجهزة الاستقبال الخاصة بـ (بي أوت كيو) متاحة في عدد من الدول، بما في ذلك قطر وشرقي أوروبا، كما أن هذا البيان غير المسؤول الصادر عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، يتنافى مع ما يحدث في المملكة، التي كافحت وما تزال تكافح من خلال وزارة التجارة والاستثمار، جميع أنشطة (بي أوت كيو) في البلاد دون هوادة.

وقال بيان ان وزارة الإعلام أحيطت علًما بأن (بي إن سبورت)، وهي شركة تابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية، هي مصدر هذا الادعاء الكاذب الذي أصدره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

تجدر الإشارة إلى أن السعودية حظرت بث قناة الجزيرة على أراضيها منذ شهر حزيران/يونيو من العام 2017. كما حظرت المملكة بث قنوات (بي إن سبورت) على أراضيها أيضًا.

والعلاقات بين قطر من جهة، ولسعودية والامارات والبحرين ومصر من جهة ثانية، مقطوعة منذ الخامس من حزيران/يونيو 2017.