قناة عبرية ترصد تآكل الضغط بيد الوسطاء للتوصل لصفقة بغزة
تقارير مميزة

قناة عبرية ترصد تآكل الضغط بيد الوسطاء للتوصل لصفقة بغزة

ترجمة صدى نيوز - رصد تقرير نشر في قناة 12 العبرية، مساء الإثنين، ما قال عنها تآكل الضغط الذي كان يملكه الوسطاء في ملف المفاوضات بشكل خاص على حماس للتوصل إلى صفقة بشأن قطاع غزة.

وبحسب القناة العبرية، كما ترجمت صدى نيوز، فإن حماس لم تغير من مواقفها ولا زالت تتمسك بنفس المطالب وليست مستعدة للتنازل عن ضمانات وقف الحرب، مشيرةً إلى أن الحركة تصر على مواقفها وترفض بشكل قاطع أي نقاش حول نزع سلاحها، فيما يحاول الوسطاء كسر الجمود، لكن لا تزال هناك فجوات جوهرية على الأرض. كما تقول.

وقالت القناة: يبدو أن الروافع التي يستخدمها الوسطاء تفقد تأثيرها.

وساطة قطر

وأشارت القناة إلى أن قطر تواصل لعب دور دبلوماسي محوري، كوسيط بين حماس وإسرائيل، لكنها عمليًا ليست طرفًا يمارس الضغط، بل هي في الأساس وسيط ينقل الرسائل، معتبرةً أن هذا اختلاف جوهري يتعلق بدورها، مبينةً أن الدوحة لا توجه أي إنذار نهائي لحماس، ولا تهدد بقطع المساعدات الإنسانية، ولا تضع حدودًا واضحة لسلوكها.

وبينت أن من أهم الروافع التي تآكلت الوجود الدائم لقيادة حماس في الدوحة، مشيرةً إلى أنه في الماضي، كان مجرد استضافة القطريين لكبار قادة الحركة هناك يُعد رافعة، لكنه اليوم لم يعد رادعًا.

وأضافت: تدرك حماس أن قطر لا تنوي طرد القيادة إلى الخارج أو خلق أزمة معها، حتى لو استمرت في ترسيخ مطالبها من أجل التوصل إلى صفقة أسرى، وحتى لو جعلت جهود الوساطة في بعض الأحيان صعبة.

وتابعت: رغم التقارب بين قطر وقيادة حماس في الخارج، إلا أن تأثير الدوحة على الجناح العسكري في قطاع غزة محدود للغاية، فالقرارات الاستراتيجية تتخذ اليوم داخل غزة، وليس في الدوحة، ويقود قيادة حماس هناك عز الدين الحداد ورائد سعد. بحسب ترجمة صدى نيوز.

التأثير الإعلامي

وتشير القناة إلى قناة الجزيرة القطرية ونفوذها الواسع في العالم العربي، مبينةً أنه خلال الحرب منحت حماس منصةً شبه مفتوحة، مشيرةً إلى أنها تنقل مواقف الحركة دون أي محاولة لتحديها، وتنشر "وثائق حصرية" تخدم مصالحها، وتقدم مطالبها على أنها مبررة.

وتقول القناة العبرية: إن الجزيرة بدلًا من استخدامها كوسيلة ضغط، أصبحت ذراعًا إعلاميًا تُعزز خطاب حماس.

إعادة الإعمار

ولفتت القناة، إلى أن قطر كانت المصدر الرئيسي لتمويل حماس بغزة لسنوات، من خلال تحويل مئات الملايين من الدولارات، والتي تم تحويل الكثير منها لتكثيف "الإرهاب" - وفق وصفها - إلى جانب مشاريع البنية التحتية، والكهرباء، والمساعدات، والمشاريع الإنسانية.

وتقول القناة: إن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستوافق قطر أيضًا على تمويل إعادة إعمار غزة "في اليوم التالي".

وتضيف: إذا اختارت قطر تحمل الجزء الأكبر من تمويل إعادة الإعمار، فقد يُنظر إليها على أنها تعزز حماس بالفعل، حتى لو لم تحول الأموال مباشرةً إلى الحركة.

وتابعت: من المفهوم بالفعل في الغرب ودول أخرى في المنطقة أن إعادة الإعمار دون آلية إشراف محايدة ستترك حماس في موقع قوة، لذا من المرجح أن تتوخى الدوحة مزيدًا من الحذر.

وواصلت: في مثل هذا السيناريو، قد تجر قطر إلى وضع يصورها فيه أي تدخل مالي على أنها مضللة سياسيًا، بل وربما يعرضها لانتقادات لاذعة من أطراف دولية.

وأشارت إلى أن قطر لا تعلن عن نواياها حتى الآن، وهذا أيضًا يعكس ضعف نفوذها كوسيط رئيسي، عاجزة أو غير راغبة في إملاء الشروط السياسية أو تشكيل "اليوم التالي".

مصر

وتشير القناة العبرية، إلى أن جهاز المخابرات العامة المصري، لعب دورًا محوريًا كوسيط مع حماس على مر السنين، مشيرةً إلى أن القاهرة استضافت محادثات منتظمة وتحافظ على قناة اتصال مفتوحة مع حماس، وكذلك إسرائيل.

وقالت القناة وفق ترجمة صدى نيوز، مع ذلك، يبدو أنه عجز مؤخرًا هو الآخر عن إقناع حماس بالتنازل، ولم تقبل المقترحات المطروحة على الطاولة قبولًا كاملًا.

وأشار إلى أن كبار المسؤولين المصريين يجتمعون مع مسؤولي حماس، لكن الخلافات لا تزال قائمة، وفي الواقع لا توجد نتائج.

معبر رفح

وبحسب القناة، فإن مصر، كانت تمتلك ورقة ضغط مهمة تتمثل في السيطرة على معبر رفح، بوابة قطاع غزة إلى الحياة المدنية.

وأشارت إلى أنه في الماضي، استخدمت التهديدات بإغلاق المعبر أو تقليص التعاون كوسيلة ضغط على حماس من قبل المخابرات المصرية.

وقالت: لكن اليوم، في ظل واقع الحرب والانهيار المدني، حيث تسيطر قوات الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا، اعتادت حماس العمل في ظل ظروف من العزلة، حيث يقيم العديد من كبار مسؤوليها في الخارج، ولم يعد الشعب بغزة نفسه يشكل ورقة ضغط داخلية فعالة.

وأضافت: بعبارة أخرى، قدرة مصر على "خنق" حماس محدودة وغير فعالة حاليًا.

النفوذ الإقليمي

وبحسب القناة، فإن مصر تقدم نفسها على أنها تعمل على تحقيق الاستقرار الإقليمي، وتنسق مع الأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتحاول الحفاظ على دورها باعتبارها "دولة راشدة مسؤولة".

ووفقًا للقناة، فإنه مع ذلك، فهي تتجنب المواجهة المباشرة مع حماس أو طرح مطالب نهائية.

وتقول: تحرص صر على عدم المساس بالإجماع العربي أو اعتبارها تعمل فقط لخدمة المصالح الإسرائيلية، لذلك، حتى عندما توجه القاهرة رسائل حازمة، فإنها تحرص على الحفاظ على التوازن، مما يقلل من قدرتها على ممارسة ضغط حقيقي.

إدارة ترمب

خلاف قطر ومصر، اللتين لا تملكان سوى فرصة العرض والإقناع والضغط الناعم، تعد الولايات المتحدة الوسيط الوحيد الذي يملك نفوذًا استراتيجيًا حقيقيًا. فهي تؤثر مباشرةً على إسرائيل، كما أنها قادرة على الضغط على قطر وتنسيق التحركات الإقليمية. كما تقول القناة، بحسب ترجمة صدى نيوز.

وتقول القناة: حتى فيما يتعلق بحماس، يسيطر الأميركيون والوسيط الأميركي الفلسطيني بشارة بحبح على مجريات الأمور من خلال مساعدة بعض الأطراف.

وبحسب القناة، فإن حماس تدرك أيضًا أن أي خطة لا تدعمها واشنطن أو تقبلها لن تتحقق.

وختمت القناة تقريرها بالقول: بعبارة أخرى، قد تكون قطر ومصر تفتحان الأبواب وتستضيفان المفاوضات، لكن الولايات المتحدة تمسك بالمفتاح، وقد لا يحدث أي تقدم حقيقي إلا عندما يستخدم ترمب الأوراق المطروحة أمامه.