هل يستطيع الاحتلال القضاء على الأنفاق؟
أهم الأخبار

هل يستطيع الاحتلال القضاء على الأنفاق؟


رام الله - صدى نيوز - زعم الاحتلال الإسرائيلي، أن لديه القدرة على تدمير الأنفاق الفلسطينية خلال تسعة أشهر.

الانفاق تشكل هاجساً كبيراً لدى الاحتلال الإسرائيلي، ولكن هل يستطيع الاحتلال فعلاً القضاء على هذه الانفاق في ظل تطور قدرات المقاومة الفلسطينية؟

أكد الدكتور حسام الدجني المحلل السياسي، أن تصريحات الاحتلال بأنه سيقضي على الأنفاق خلال تسعة أشهر، تأتي في إطار الحرب النفسية، ورفع معنويات المواطنين الإسرائيليين في منطقة غلاف غزة.

وأوضح الدجني أن الاحتلال، يحاول أن يطلق بين الفينة والأخرى هذه التصريحات، بأنه يستطيع إنهاء الأنفاق، وأنه لا يستطيع البحث عن سبب التصعيد مع قطاع غزة، لافتاً إلى أنه إذا نجح الاحتلال في إنهاء الأنفاق فسيبدع الشعب الفلسطيني في ابتكار وسائل نضالية أخرى.

وفي السياق قال الدجني: "يتطلب ذلك من الاحتلال الإسرائيلي، أن يبحث في السبب الأساسي، وراء رغبة الشعب الفلسطيني في تطوير أدواته النضالية".

وأشار الدجني إلى أن الأنفاق هي السلاح الاستراتيجي، الذي أثبت جدواه في حرب 2014، كما أنه أثبت أن خسائر المقاومة كانت أقل بكثير على عكس حرب 2008 من حيث الخسائر البشرية والقدرة على إيلام العدو وضرب خطوطه الخلفية.

وقال: "سلاح الأنفاق هو سلاح قوي جداً، تستطيع المقاومة من خلال تنفيذ عمليات إنزال خلف خطوط الاحتلال الإسرائيلي، وضرب خطوط إمداده في حال اقتحام قطاع غزة، وبالتالي تشكل عملية ردع قوية للاحتلال".

بدوره، استبعد راسم عبيدات المختص في الشأن الإسرائيلي، قدرة الاحتلال الإسرائيلي على القضاء على الأنفاق سواء في تسعة شهور أو تسع سنوات، لافتاً إلى المقاومة الفلسطينية لديها القدرة على التمويه، وإقامة الأنفاق التي لا يستطيع الاحتلال هدمها كما يدعي.

وقال: "واضح أن المقاومة الفلسطينية بعد عام 2014 تعلمت تجربة كبيرة في هذه المسألة، واستفادت من الحروب الثلاثة التي شُنت على قطاع غزة".

وفي السياق ذاته، أوضح عبيدات، أن الاحتلال يعتقد أن الأنفاق الهجومية قادرة على أن تصل إلى الجبهة الداخلية له، وعلى حدود قطاع غزة، وبالتالي فإن الخوف الأكبر الذي يشكل هاجساً لدى الاحتلال هو عمليات خطف الجنود من خلال الانفاق، خصوصاً بعد عملية خطف الجندي جلعاد شاليط.

الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور محمد المصري، بحسب التصريحات الصادرة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي والمصادر الأمنية فإن هناك خطة إسرائيلية بنشر حواجز أرضية للقضاء على الانفاق الهجومية التي تمتد من قطاع غزة، لافتا إلى أن هذه هي الخطة ستنفذ قبل نهاية عام 2018.

وقال المصري: "يتجه الاحتلال الإسرائيلي لعدم التصعيد أو الدفع بحالة اشتباك مع الفصائل الفلسطينية إلى حين إنهاء أي عمل هجومي، ولكن هل الاحتلال قادر على القضاء على الأنفاق؟، بالتأكيد لدى فصائل العمل الوطني والإسلامي خطط غير معلنة، وبالتالي قد يغلق نفق ويفتح نفق آخر".

وأضاف: "الاحتلال يعمل على تغيير قواعد اللعبة، وتهميش دور فصائل العمل الوطني والإسلامي في قطاع غزة، والفصائل بعقلها وإبداعاتها تعمل على المساس بجانب القوة لدى الجانب الإسرائيلي والعمل على إضعافها".

ورأى المصري، أن الانفاق تعكس آثاراً سلبية جداً على معنويات الجنود الإسرائيليين، وبالتالي الأنفاق هي ضربة مميتة على الصعيد الأمني والعسكري لجيش الاحتلال".


دنيا الوطن