قبل زلزال تركيا: ما هي أبرز الزلازل المدمرة في التاريخ الحديث؟
منوعات

قبل زلزال تركيا: ما هي أبرز الزلازل المدمرة في التاريخ الحديث؟

أعلن هالوك أوزينر، رئيس مرصد قنديلي لرصد الزلازل في جامعة بوجازجي في إسطنبول، اليوم الاثنين، أنّ الهزّة الأرضيّة التي شهدتها تركيا اليوم، لم تشهد البلاد مثلها منذ عام 1999

قبل زلزال تركيا: ما هي أبرز الزلازل المدمرة في التاريخ الحديث؟

تسبّب الزلزال الذي هزّ جنوب تركيا فجر اليوم الإثنين، بمقتل وإصابة المئات في تركيا وسوريا، والذي استدعى رفع السلطات التركيّة حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، والذي يتضمّن طلب المساعدة الدوليّة.

الزلزال الذي ضرب ولاية كهرمان، سجّل قوّة 7.4 درجات على مقياس رختر، كما قالت إدارة الطوارئ والكوارث التركيّة، وقد أفاد المعهد الأميركي للزلازل، أنّ قوّة الزلزال بلغت 7.8 درجات على مقياس ريختر، وضرب ولايات غازي عنتاب وأضنة وملاطيا وديار بكر وشانلي أورفا وعثمانيّة.

وأعلن هالوك أوزينر، رئيس مرصد قنديلي لرصد الزلازل في جامعة بوجازجي في إسطنبول، اليوم الاثنين، أنّ الهزّة الأرضيّة التي شهدتها تركيا اليوم، لم تشهد البلاد مثلها منذ عام 1999. وقال أوزينر في مؤتمر صحفي: "الهزّة الأرضيّة اليوم هي أكبر هزّة من نوعها تشهدها البلاد منذ 1999"، مشيرًا إلى أن الزلزال ينذر بخطر تسونامي في المحافظات الساحليّة، وأن المرصد أخطر 14 دولة بذلك.

وزلزال أزميد أو زلزال مرمرة أو زلزال غولكوك، وقع في 17 آب/ أغسطس 1999 بقوّة 7.6. استمر الزلزال ل37 ثانية وقتل حوالي 17.000 شخص وترك وراءه تقريباً نصف مليون شخص بلا مأوى وأصبحت مدينة إزميد منطقة منكوبة.

ولطالما كانت الزلازل جزءًا من تاريخ الأرض لملايين السنين، والتي تكون نتيجة التحرّكات في القشرة الأرضيّة. وتحدث الزلازل بسبب إطلاق الطاقة من حركة الصفائح التكتونيّة، وهي قطع كبيرة من القشرة الأرضيّة، ويمكن أن تتسبّب حركة هذه الصفائح، في تراكم الضغط، ممّا يتسبّب في إطلاق مفاجئ للطاقة، والتي تنتقل عبر الأرض على شكل "موجات" تتسبّب باهتزاز الأرض.

ويقاس الزلزال بقوّته، وهو قياس لكميّة الطاقة المنبعثة، وعادة ما يكون بمقياس ريختر، والذي يتراوح بين 0 و9، والذي يعتبر الأكثر تدميرًا.

وفي أوائل القرن العشرين، طوّر عالم الزلازل الأميركي، تشارلز فرانسيس ريختر، مقياس ريختر، وفي النصف الأخير من القرن العشرين، سمح التقدّم التكنولوجي بقياس أكثر دقّة للزلازل، بعد تطوير أدوات قياس جديدة، مثل اجهزة قياس الزلازل وأجهزة قياس التسارع، لقياس قوّة ومدّة الزلزال بدقّة، وسمح ذلك بإجراء تقييم أكثر دقّة للأضرار التي تسبّبها الزلازل، فضلًا عن تطوير قوانين بناء أفضل.

وكان أوّل زلزال مسجّل في الصين في القرن الحادي عشر قبل الميلاد. ووصف هذا الزلزال بأنه "هزّة عنيفة للأرض" ألحقت أضرارًا واسعة بالمباني والمنازل. وعلى مرّ التاريخ ، كانت الزلازل مصدرًا للدمار والكوارث، ممّا أدى إلى تطوير أنظمة التنبؤ والإنذار الزلزالية المختلفة.

في القرن التاسع عشر، بدأ العلماء في فهم السبب الكامن وراء الزلازل. تمّ اقتراح نظرية الصفائح التكتونيّة، والتي تشرح كيف تحدث الزلازل بسبب حركة الصفائح التكتونيّة، لأوّل مرّة، من قبل عالم أرصاد ألماني يدعى ألفريد فيجنر في عام 1912. تمّ تأكيد هذه النظرية لاحقًا من خلال اكتشاف سلسلة جبال وسط الأطلسي، والتي أظهرت قشرة الأرض كانت مكوّنة من صفائح كبيرة تتحرك وتتفاعل مع بعضها البعض.

على مرّ التاريخ، تسبّبت الزلازل في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. وشهد التاريخ الحديث عددًا من الزلازل المدمّرة، مثل زلزال كوبي في اليابان، والذي أودى بحياة 6000 شخص وتسبّب في أضرار واسعة النطاق، وزلزال المحيط الهندي عام 2004، الذي بلغت قوته 9 درجات قبالة سواحل سومطرة في أندونيسيا، والذي تسبّب في حدوث تسونامي هائل أثّر على 14 دولة، وأودى بحياة أكثر من 230 ألف شخص، وهو ما يجعله واحدًا من أكثر الكوارث الطبيعيّة فتكًا في التاريخ الحديث.

واستجابة للآثار المدمّرة للزلازل، تمّ اتّخاذ تدابير مختلفة للتخفيف من آثارها، إذ تمّ تطوير قوانين بناء ومعايير التصميم للحدّ ما آثار الزلازل، وضمان قدرة الهياكل على مقاومتها، بالإضافة إلى تطوير أنظمة الإنذار المبكّر في بعض البلدان مثل اليابان، والتي يمكن أن توفّر بضع ثوانٍ إلى بعض دقائق قبل وقوع الزلزال، ومن التدابير المهمّة، تطوير الحكومات في دول حول العالم لخطط الاستجابة للطوارئ وإجراءات الإخلاءات في حال وقوع الزلازل.

وتسبّب كذلك زلزال توهوكو في اليابان، والذي وقع عام 2011 وبلغت قوّته 9 درجات، في تسونامي كبير أودى بحياة أكثر من 15 ألف شخص، وتسبّب أيضًا في كارثة نوويّة في محطّة فوكوشيما دايتشي للطاقة النوويّة، وأطلق موادّ مشعّة في البيئة.

ويعد زلزال فالديفيا في تشيلي عام 1960 أيضًا أحد أكبر الزلازل في التاريخ المسجّل، حيث بلغت قوّته 9 درجات. تسبّب هذا الزلزال في حدوث موجات مدّ عاتية أثّرت على العديد من البلدان في المحيط الهادئ، بما في ذلك هاواي واليابان والفلبين، وتسبّبت كارثة تسونامي في أضرار جسيمة وأودت بحياة أكثر من 1000 إنسان.