العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا: موسكو تدرس مشروع الضم وكييف تلجأ لمجلس الأمن
عربي ودولي

العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا: موسكو تدرس مشروع الضم وكييف تلجأ لمجلس الأمن

صدى نيوز - تتواصل العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا، حيث يستمر الجيش الروسي في دك مواقع القوات والبنى التحتية العسكرية الأوكرانية وتحرير أراضي دونباس.

استفتاءات اليوم الثالث بمناطق أوكرانية.. موسكو تدرس مشروع الضم وكييف تلجأ لمجلس الأمن

دخلت الاستفتاءات على انضمام 4 مناطق أوكرانية تسيطر عليها القوات الروسية والانفصاليون إلى الاتحاد الروسي يومها الثالث، وأعلنت السلطات الموالية لموسكو عن نتائج التصويت في اليومين الماضيين، بينما طلبت كييف انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بعد غد الثلاثاء، بشأن الاستفتاءات التي وصفتها بغير القانونية.

وقالت لجنة الانتخابات الموالية لروسيا في مقاطعة دونيتسك (جنوب شرق أوكرانيا) إن نسبة المشاركة في الاستفتاء تجاوزت 55% خلال يومين، فيما ذكرت سلطات مقاطعة دونيتسك (جنوب شرق) أن نحو 236 ألف شخص أدلوا بأصواتهم في استفتاء الانضمام لروسيا.

وفي مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق)، قالت وسائل إعلام روسية إن 93% ممن صوتوا في المقاطعة خلال اليوم الأول أيدوا الانضمام للاتحاد الروسي. وقالت سلطات لوغانسك (جنوب شرق) إن نسبة التصويت في المناطق التي تسيطر عليها تجاوزت 45%.

ولا تسيطر القوات الروسية وقوات الانفصاليين الذين تدعمهم على كامل أراضي المقاطعات الأوكرانية الأربع، إذ تستمر المعارك في كل من دونيتسك وزاباروجيا وأيضا في أطراف مقاطعة خيرسون (جنوب غرب).

وبدأت استفتاءات الانضمام إلى روسيا أول أمس الجمعة، وسيستمر التصويت لمدة 5 أيام حتى بعد غد الثلاثاء. ولأسباب أمنية يجري التصويت خلال الأيام الأربعة الأولى في المنازل، وفي اليوم الأخير فقط سيُجرى في مراكز الاقتراع.

الخطوات الموالية

وقال الكرملين إنه في حال اتخاذ قرار إيجابي في الاستفتاءات بالمناطق الأربع، فستتبع ذلك إجراءات من جانب البرلمان والرئيس الروسي.

وفي وقت سابق، قالت وكالة "تاس" للأنباء نقلا عن مصدر روسي إن موسكو قد تكمل بحلول 30 سبتمبر/أيلول الجاري إجراءات ضم المقاطعات الأربع، وإن مجلس الدوما (البرلمان) قد يدرس الخميس المقبل مشاريع قوانين لضم المناطق الأوكرانية الأربع التي تسيطر عليها روسيا كليا أو جزئيا.

ونقلت وكالة إنترفاكس عن مصدر قوله إن مجلس الاتحاد (الغرفة العليا) للبرلمان الروسي قد ينظر في مشروع قانون حول دمج المناطق التي تسيطر عليها في أوكرانيا في اليوم نفسه الذي يناقش فيه الدوما (الغرفة السفلى) المشروع.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر لم تذكره بالاسم قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين يستعد على الأرجح لإلقاء خطاب رسمي أمام جلسة استثنائية مشتركة لمجلسي البرلمان الجمعة المقبلة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -في مؤتمر صحفي بنيويورك أمس السبت- إن الاستفتاءات في إقليم دونباس (الذي يضم دونيتسك ولوغانسك) وزاباروجيا وخيرسون، تتم وفق قواعد الحكومات المحلية، وإن موسكو ستحترم نتائجها بشكل مطلق.

وأضاف لافروف أن المناطق التي تجري فيها استفتاءات ستصبح تحت "الحماية الكاملة" لروسيا إذا ضمتها موسكو إليها، وذلك وسط مخاوف من احتمال أن تزيد روسيا من تصعيد الصراع حتى استخدام الأسلحة النووية.

مجلس الأمن

وطالبت البعثة الأوكرانية في الأمم المتحدة -أمس السبت- بعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي بعد غد الثلاثاء، لبحث الاستفتاءات التي تنظمها السلطات الموالية لروسيا في جزء من التراب الأوكراني.

كييف تطلب جلسة طارئة عامة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الاستفتاءات التي تجريها روسيا في أراض أوكرانية (الفرنسية)

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد وصف استفتاءات ضم المناطق الأوكرانية لروسيا بغير القانونية، وقال إنه ستكون هناك إدانات فعلية لها.

وشدد على أن قواته سترد على أي هجوم روسي في جميع المناطق، وأنها ستحرر البلاد بالكامل، على حد تعبيره.

وقد هددت واشنطن والاتحاد الأوروبي بفرض المزيد من العقوبات على روسيا في حال ضم المناطق التي تجري فيها الاستفتاءات التي وصفها الغرب بالصورية، وبأنها تصعيد للحرب الروسية على أوكرانيا المستمرة منذ 7 أشهر.

وتقول كييف إنه يتم إجبار السكان على التصويت، ولا يُسمح لهم بمغادرة المناطق خلال الاقتراع.

وفي العاصمة الأوكرانية كييف، احتج نازحون من سكان مدينة ماريوبول (التابعة لمقاطعة زاباروجيا) على الاستفتاء الذي يُجرى في مدينتهم، وفي مناطق أوكرانية خاضعة للجانب الروسي.

ورفع المحتجون شعارات تندد بإجراء الاستفتاء، كما عبروا عن رفضهم له ولنتائجه واعتبروه منافيا لكل الأعراف والقوانين، وشددوا على أن ماريوبول أوكرانية ولا تحتاج إلى أي استفتاء، متهمين القوات الروسية بفرض هذا الإجراء على سكان المدينة.

التطورات الميدانية

وعلى الصعيد الميداني، أفادت مصادر محلية في أوكرانيا باستمرار القصف الروسي على مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك بإقليم دونباس خلال ساعات الليل، كما شهدت مدن باخموت وسوليدار تجددا للعمليات العسكرية في محيطها.

وأفادت مصادر ميدانية بأن الجيش الأوكراني حقق تقدما جديدا أمس السبت في جبهة ليمان (بمقاطعة دونيتسك)، بعد سيطرته على بلدتين إضافيتين هما نوفا ونوفوسيليفكا.

وقال الجيش الأوكراني إنه تمكن من استهداف مستودع ذخيرة للقوات الروسية، وإسقاط طائرة من طراز "سوخوي-30" (Su-30) في مقاطعة دونيتسك، وقال حاكم المقاطعة بافلو كورلينكو إن مدنيين قتلوا في مدينة باخموت أمس إثر القصف الروسي.

وأوردت وسائل إعلام روسية أن عضو البرلمان الأوكراني السابق الموالي لروسيا أليكسي جورافكو قتل رفقة حارسه الشخصي في قصف صاروخي أوكراني على فندق وسط مدينة خيرسون. وبثت وسائل إعلام روسية صورا للفندق الذي كان يقيم فيه أيضا صحفيون روس، أصيب بعضهم بجروح طفيفة نتيجة القصف الذي قالت إنه نُفذ بصواريخ هيمارس (Hirmas) الأميركية.

وعلى صعيد متصل، قالت السلطات الموالية لروسيا في زاباروجيا إن القوات الأوكرانية قصفت مخزنا للحبوب والأسمدة في مدينة توكماك بالمقاطعة.

وفي مدينة أوديسا (جنوب غرب)، قالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الأحد إنها شنت هجوما على المدينة بطائرات مسيرة إيرانية، وتم إسقاط إحداها.

وفي مقاطعة خاركيف (شمال شرق)، يتواصل القتال في مدينة كوبيانسك جنوبي المقاطعة. وكانت القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على الجزء الغربي من المدينة بعد نحو 7 أشهر من السيطرة الروسية.