مصدر سياسي في الجهاد لـ"صدى نيوز": الحركة تعرضت للغدر خلال العدوان الأخير على غزة
تقارير مميزة

مصدر سياسي في الجهاد لـ"صدى نيوز": الحركة تعرضت للغدر خلال العدوان الأخير على غزة

خاص صدى نيوز- عبرت حركة الجهاد الإسلامي، عن سخطها من بعض القادة والمسؤولين العرب والأشقاء خلال شن دولة الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الأخير، الذي استمر ثلاثة أيام متواصلة على قطاع غزة، مؤكدةً أنها تعرضت للغدر.

وقال مسؤول سياسي رفيع في الحركة لـ"صدى نيوز": إن حركة الجهاد تعرضت إلى حالة شلل نتيجة اغتيال قادة في المجلس العسكري لسرايا القدس وهم تيسير الجعبري قائد لواء الشمال في قطاع غزة (محافظة الوسطى ومحافظة غزة ومحافظة شمال غزة) وخالد منصور قائد لواء الجنوب (محافطتي خانيونس ورفح جنوب القطاع) ولكن السرايا باقية وتزداد شعبيتها يوماً بعد يوم، فلقد استشهد قادة عظام من الحركة وجناحها العسكري أبرزهم الأمين العام، الدكتور فتحي الشقاقي في عملية اغتيال نفذها الموساد الإسرائيلي وظلت الحركة قوية وتمارس العمل العسكري ضد الاحتلال وستظل حتى التحرير لكل فلسطين على هذا العهد".

وأضاف المسؤول في حركة الجهاد في حديث مع صدى نيوز، "اتهام طهران بالتورط في المعركة الأخيرة فلا علاقة لزيارة الأمين العام للحركة، زياد النخالة بالمعركة الأخيرة والعدوان على غزة بإيران أو دعمها للجهاد، حيث كانت الزيارة مرتبة مسبقاً وقبل شن العدوان الإسرائيلي على القطاع، لكن الحركة تشعر بغدر الاحتلال واغتياله قائد لواء الشمال في السرايا تيسير الجعبري، ولو أن هناك مصلحة لإيران أن يتصدى الجهاد للاحتلال الإسرائيلي وهي سند وداعم رئيسي للحركة وللجناح العسكري سرايا القدس.

وتعتبِر حركة الجهاد الاسلامي أنه تم الغدر بها من قبل المصريين، وأنهم كانوا جزءاً من اللعبة، لجعلهم يشعرون بالاسترخاء والأمان قبيل تنفيذ الضربات الجوية، مؤكداً المسؤول السياسي أنه "قبل أربع ساعات من بدء قصف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة يوم الجمعة الماضي، بلغ الوسطاء المصريون حركة الجهاد الإسلامي أن إسرائيل لم تكن تبحث عن تصعيد، وأنها سوف ترد بشكل إيجابي على طلب إطلاق سراح أعضاء في الحركة من السجن، وأُبلغت الحركة أن اجتماعا للحكومة الإسرائيلية سوف يعقد الأحد، لبحث الموضوع باعتباره إنجازا تفاوضيا، وتم إعطاء تطمينات لمسؤول كبير في المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي من قبل الوسيط المصري اللواء أحمد عبد الخالق ظُهر الجمعة، وتحديداً قبل أربع ساعات وعشرين دقيقة من تنفيذ أول ضربة جوية للاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة".

وشددت الحركة على أن "دور الوساطة المصرية أنهم زودوا قيادة الجهاد بمعلومات وإيحاءات مضللة قبيل بدء الضربات الجوية مباشرة، ونتيجة لهذه المعلومات، فقد استرخت الحركة ولم تكن مستعدة للضربات الجوية"، التي باغتت الحركة.

ونوهت إلى أن اللواء عبد الخالق ضلل خالد البطش، عضو المكتب السياسي للحركة، حين أخبره بأن انفراجاً قد تحقق في المفاوضات المباشرة، وأن "عملاء المخابرات الإسرائيلية مرروا عبر جهاز المخابرات المصري المعلومة التالية لحركة الجهاد الإسلامي: نريد إنهاء التصعيد، وامنحونا حتى يوم الأحد، ونحن ندفع بهم (أي الزعماء السياسيين في إسرائيل) نحو الموافقة...إضافة إلى أن "الشخص الذي يقوم بهذا الدور هو اللواء عبد الخالق الذي نقل رسالة تفيد بأن الشين بيت (جهاز المخابرات الإسرائيلي المحلي) غير راغب في التصعيد" حسب ما قاله المسؤول السياسي في حركة الجهاد لوكالة صدى نيوز.

وبينت حركة الجهاد أنه، بعد هذه التطمينات بأربع ساعات تقريبا، خسرت الحركة قائد لواء الشمال في سرايا القدس، تيسير الجعبري ونحو تسعة مواطنين آخرين، بينهم الطفلة آلاء قدوم ابنة الخمسة أعوام في الضربة الأولى للعدوان على غزة، واستمرت الضربات الجوية ضد غزة لليوم الثاني على التوالي، استهدف الاحتلال خالد منصور، قائد لواء الجنوب في سرايا القدس وهو عضو مشارك في وفد حركة الجهاد الإسلامي إلى محادثات القاهرة.

وتجلى غضب الحركة تجاه المصريين بوضوح، عندما تحدث الأمين العام للحركة، زياد النخالة في مؤتمر صحفي في العاصمة الإيرانية، طهران، وأشاد بالدعم الذي تلقاه من إيران ومن العراق ومن وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ولكنه لم يشر إلى الدور الذي أدته المخابرات المصرية تجاه غزة.

وأوضح المسؤول السياسي في الجهاد، أنه مورست ضغوط كبيرة من قبل المصريين على قيادة الجهاد للقبول بوقف إطلاق النار، والجهاد وافقت عقب فرض شروطها بمعركة "وحدة الساحات" ومن بينها عدم فصل الضفة الغربية عن غزة ومطالبتها بالافراج عن الشيخ بسام السعدي وتقديم العلاج اللازم للأسير المضرب عن الطعام من خمسة أشهر خليل العواودة.

وتابع في حديثه مع صدى نيوز: الجهاد ليس لديها مشكلة بخوض معركة أخرى مع الاحتلال حال لم يستجيب لمطالب الحركة بالافراج عن الأسيرين السعدي وعواودة، ولكن ليس من السهل حاليا خوضها، إلا في حال ارتكاب الاحتلال وتنفيذه عملية اغتيال لأحد القادة أو المسؤولين في المقاومة وخصوصاً من سرايا القدس.

عضو المكتب السياسي في الجهاد، محمد حميد، شدد في تصريح تابعته "صدى نيوز"، أنه "على أرض فلسطين لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة، وأن مجاهدي سرايا القدس يقودون مرحلة الاشتباك مع العدو الصهيوني في معركة وحدة الساحات إبقاءً لجذوة الصراع مشتعلة مع الكيان الغاصب، وتأكيداً على أن غزة كجنين ونابلس والقدس وأن أي اعتداء على الأرض والشعب هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء وأن كل الساحات ستبقى حاضرة للرد على العربدة الصهيونية في كافة مدن الضفة المحتلة، وأن كل محاولات الاحتلال المستميتة للقضاء على الجهاد الإسلامي والمقاومة وكسر قواعد الاشتباك التي ثبتت بالدم والنار ستُكسر على صخرة التحدي والعنفوان عند أبناء مدرسة الدكتور فتحي الشقاقي".

وتابع حميد قائلاً: " كل صاروخ انطلق من مربضه حمل رسالةً واضحة صادقة التعبير عن وجود حركة حيّة وفاعلة قادرة على الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني" كما أن الأداء العسكري لسرايا القدس بقادتها وجندها والمنضبط، كان له دور في تحديد التوقيت وضبطه لتوجيه الضربات الصاروخية وقصفها بعشرات الصواريخ محلية الصنع التي امتلكت خصائص الدقة والقوة، كما أن ساعة البهاء "توقيت التاسعة" ما زالت أنموذجاً واثقاً تشرف به السرايا وتوقف فيه آلة الحرب الصهيونية رغم غرورها متفرجة على ضربات سرايا القدس للمدن المحتلة.

وأكد حميد، على أن حمل السلاح في معركة وحدة الساحات جاء مرتبطاً بمسببين: أولاهما مسلسل الجرائم الصهيونية في الضفة المحتلة من اغتيال للمجاهدين وتنكيلٍ بهم، وآخرها اعتقال قوات الاحتلال للقيادي بسام السعدي، ومع ذلك أدرك المحتل أن جرائمه في ساحة الضفة المحتلة سيكون لها تبعاتها من رد المقاومة، وهذا الأمر ذو أهمية كبيرة في خلق توازن في ساحات المقاومة المستضعفة، أما المسبب الثاني: فهو جريمة الاغتيال البشعة التي أقدم عليها العدو الصهيوني لقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الشهيد القائد تيسير الجعبري، وهنا لم تمضِ سوى سويعات حتى جاء الرد الغاضب على هذه الجريمة، فكانت المعركة تثبيتاً لقواعد النار بأن اغتيال قادة المقاومة لن يقابل إلا برد آني دون تأجيل ودون توازنات.

وشدد حميد، على أن ما ميّز معركتي سيف القدس ووحدة الساحات هو إعادة تشكيل العقل الجمعي الفلسطيني الذي يرى المحتل بعينٍ واحدة ويضرب بيدٍ واحدة ويتداعى على جسده بالسهر والحمى، فكان لهاتين المعركتين الفضل في التفاف الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة قولاً وفعلاً دون عبرة للمكان أو الزمان أو الامتيازات أو التسهيلات.

ويشير مسؤولون في الفصائل وخصوصاص في الجهاد ومواطنون في غزة، إلى "خذلان حركة حماس لشقيقتها الجهاد الإسلامي" في إدارة المعركة الأخيرة "وحدة الساحات" وعدم صدها العدوان الذي بأته قوات الاحتلال باغتيال أحد قادة سرايا القدس (تيسير الجعبري) وأن حماس فقط كانت مشاركة في المعركة عبر منابرها الإعلامية دون أن تطلق رصاصة واحدة أو قذيفة صاروخية بناء على قرار من أعلى مستوى في الحركة بعدم الدخول إلى جانب الجهاد الإسلامي في العدوان الأخير على قطاع غزة.