الانتخابات والبلد
مقالات

الانتخابات والبلد

بالنسبة لشخص مثلي غاب 12 يوما بسبب الإصابة بـ»كورونا» رغم حرصي المبالغ به ورفضي للتجمعات الواسعة، ولله الحمد مضت الأمور على خير، إلا ان المتابعة للشأن العام عن بعد ليست كالوجاهي، على العموم كثافة بالآراء تطرح ولكن علينا ان نعود لتأسيس مرحلة ديمقراطية تاريخية.
مع الانتخابات صارت تصلني مراسلات تختلف تماما عما كانت تصدر قبل إتمام الجاهزية الكاملة، يعني قبل ثلاثة اشهر هبت النساء هبتهن المشهورة عن نسبتهن وضمان مشاركتهن بنفس الآلية والخطاب، والشباب خبطوا على الطاولة ونسوا انهم تجاوزوا الفئة العمرية الشبابية قسرا وبقوا فيها وصاية فقط ليقولوا: نحن الشباب فقط.
مراسلات هذه المرحلة أكثر مهنية من أوراق بحث من رؤية لقانون الانتخابات تخدم الناخب وتعليقات على تشكيل قائمة مزارعين وغيرهم وغيرهم، سعادتي أن الصياغة شبابية مبنية على أسس علمية، ما يدلل على ان التأسيس الصحيح يفتح الباب أمام حضور شبابي (ولا اقصد فصيلا سياسيا بعينه)، المراسلات بحثية عامة.
يجب ان نضمن أن يظل المشهد دائما يقود الى عدم العزوف عن الانتخابات، ونقر ان هناك تحولا في التفكير لدى الشباب في إظهار دورهم ضمن هذا الجهد البحثي، وأتمنى ألا يصاب ووقع وسيقع بعض الغرور ومن اللهاث وراء هتاف سياسي على الفيسبوك وتقرأ تعريفه باحث سياسات عامة ومن يتحول فيسبوكيا مثله مثل غيره.
كنت سعيدا بالشباب منذ سنوات طويلة بتجارب مختلفة جوهرها مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والانفكاك الاقتصادي، مرة منذ ما يزيد على 15 عاما كنت أتحدث في مؤتمر عن المقاطعة والانفكاك، فوقف طابور شبابي لأخذ الدور للنقاش بعبارات مكثفة ليست نمطية ولكن لا تخفي في بعضها انحيازا سياسيا لا يمكن الخروج عنه، جلسنا بعد فترة وقلت الرسالة تصل بدقة ومصداقية ولكن يجب ان ترسم خارطة طريق كيف تكون الفكرة اقل دسما بالسياسة الفاقعة.
وكانت مبادرات شبابية في مواجهة ارتفاع أسعار الأدوية المستوردة عن بقية أسواق المحيط، واسندنا موقفنا بالشباب الذين قدموا أدوات ضغط منطقية قادت الى إعادة العمل بوقف قرار عدم ارتفاع أسعار الأدوية المستوردة عن أسعار الأسواق المجاورة.
وما زالت مؤسسات المجتمع الأهلي تبحث عن دورها في الرقابة والمحطات، ولكن الحشد والتأييد ظل باتجاه أننا جزء من الواقع رغم ان بعضها بادر بسرعة للتوعية مبكرا.
بوابة المجتمع الأهلي مهمة ومؤثرة، ولا يجوز ان تكون إلا مؤثرة بتقديم نموذج في مستخلصات لمشاريع وبرامج تدريب يجب ان تخدم برامج الانتخابات وتخدم بنية المجتمع الفلسطيني.
سنكون أمام تمرين مفتوح لصياغة برنامج انتخابي شعبي من الشعب الى أعلى تلتزم به القوائم المتنافسة لتخرج كل جهة رابح/ رابح في انتخابات غابت لسنوات وها هي تعود مرة بارداتنا ببرنامج نثبته على الأرض بزخم تصويت يعكس ذلك، حتى «تطقيع» الحكي جزء من المشهد الانتخابي وغدا ستطغى النكتة السياسية وستوثق وجميعه جميل وضروري، حتى وانت تستمع، اليوم، لنكات تجد ان هناك من لا يتقنها ولكنه يحاول.
أنا لا افضل ترحيب الفصائل بارتفاع نسبة التسجيل للانتخابات لأن هذا سيكون دور المؤسسات والجمعيات فهي أقوى لأنها حشدت قطاعاتها.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.