عن الانتخابات وجاهزية الناخب
مقالات

عن الانتخابات وجاهزية الناخب

من خلال متابعة الشأن العام وعبر اجتماعات العصف الذهني من أجل الانتخابات بات واضحا أن فلسطين لم تعد تحتمل الانقسام ولا الفرقة ولا غياب صندوق الانتخابات، الجميع ينحاز لجيل كامل لم ينتخب منذ ولد، أي جيلا من عمر 3 سنوات الى 33 عاما لم ينتخب واليوم، يجد فرصته ان يسجل وينتخب، وهو جيل خالي الذهن من بطولات ومعارك تاريخية فهو لم يشهد إلا انقساما وصراعا وضياع فرص بالنسبة لهم بالعمل بل لم يشهدوا إلا بطالة وفقرا وزيادة الاعتماد على الاقتراض وغياب العمل الزراعي وضياع فرص دعم المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر.
لسان حال الناس، اليوم، يؤكد على ضرورة إجراء الانتخابات لأنه لم يعد لدينا بديل عنها بالمطلق، والذهاب أبعد من ذلك والقول، إن الانتخابات ليست مرهونة بقرار الفصائل في حوارات القاهرة مهما كانت قوة المنطق. الناس، اليوم، ذاهبون باتجاه فلسطين تنتخب 2021 بعد انقطاع خمسة عشر عاما، لن يهتم ابن حمصة وابن مسافر يطا وعين البيضا ويرزا ورفح وخان يونس ونابلس ورام الله وموظفو مستشفى المقاصد وموظفو الهلال الأحمر في طولكرم وعمال النظافة في البلديات بخلافات شكلية في حوارات
القاهرة تضر بالانتخابات لأنهم تجاوزوا ذلك وباتت مطلبا شعبيا جماهيريا أكثر مما هي حاجة فصائلية وحاجة لتجديد الشرعيات فقط.
لقد تجاوز انطلاق قطار الانتخابات كل الادعاءات والحجج البالية وتجاوز الطموح الشخصي هنا، وأحياء لأشخاص ومكونات تجاوزها الحدث، ومنطق غريب أننا نمثل كثافة سكانية وكأن منطق الجيل الجديد ينظر لهذا الأمر، اليوم، وهو يعيش القرية الكونية الصغيرة ولا يبالي بما تهتمون، من قال، إن أولئك الذين ناصبوا المرأة العداء على مدار العام الماضي ويناصبون، اليوم، العداء للانتخابات سيكونون ذا اثر في زمن فلسطين تنتخب.
اليوم، ستشكل مؤسسات المجتمع الأهلي والاتحادات الشعبية بيضة القبان في هذه الانتخابات ليس كما أساء الظن البعض أنها ستكون رافعة لطموح بعض من ظنوا انهم عنوانها!!!! بل هي رافعة لبرامجها ونشاطاتها التي تقودها للتأثير الإيجابي على مسار الانتخابات سواء من حيث الحث على التسجيل والتوعية بأهمية الانتخابات ضمن عملية طويلة الأمد لا تبدأ بالتسجيل وتنتهي عنده بل لها دور أوسع وليست شاهد زور تأتي راكبة وتغادر مشيا على الأقدام.
لذلك يجب أن تعكس مؤسسات المجتمع الأهلي مكون الانتخابات على نفسها ولا يعقل ان نقول انتخابات ونريد التغيير وحرية الاختيار وتتكرر ذات العناوين في المجتمع الأهلي وذات أفراد العائلة، ولا يجوز ان ننتقد إعادة انتخاب الشخص ذاته في اتحاد بعينه ونحن نقدس ذات الشخص منذ تأسيس اتحادنا أو مؤسستنا، ومرة نقول كيف أجريت الانتخابات في هذا الاتحاد وبإشراف من ولا نتجرأ أن نسأل كيف أجريت الانتخابات في هذه الجمعية العريقة على حين غفلة حتى من بلدية المدينة ومكوناتها الرئيسية وشركاء المؤسسة.
لن يكون نصيب الناخب، اليوم، سقاية الماء ونقل الحطب بل هو، اليوم، صاحب المشروع لن يكون متفرجا أو مراقبا بل سيكون مؤثرا ولن يكون انتقاميا، بل سيذهب صوب ضميره وأساسه توافق البرنامج مع مكونات من سيحملون هذا البرنامج، هل هم على قد الحمل أم لا وهذا ليس انتقاما بل اختيارا حرا، لن يخضع الناخب، اليوم، لإعلانات ممولة على مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه الآخر لأنه من السهولة بمكان اكتشاف من يقف وراء هذه الكذبة ويذهب صوب ما هو أعمق من هذه اللعبة غير الموفقة.
اليوم، الناس ينتظرون كل التفاصيل التي قد يهملها من هو مهتم بموضوع الانتخابات، حتى ترتيب قاعة الاجتماع لبحث الانتخابات له معنى وانعكاس بمجرد ان تنصب منصة ومقابلك جمهور. إذا نحن لسنا على نفس المستوى وانت جئت لتعلمني وأنا اعتبر نفسي «فاهم وحافظ وأستاذ»، وانعكاس من يجلس على المنصة له اثر بعيد المدى في الانتخابات والتحضير لها وقد تمر مر الكرام دون اهتمام ولكنها أساسية لدى الغالبية، سؤال: «ناوي تترشح»؟ يحمل إساءة غير معقولة. الأساس نناقش الأساسيات، التسجيل، معالجة العزوف عن الانتخابات، البرنامج الانتخابي، انعكاس رؤيتي في البرنامج الانتخابي، والتأسيس لحسن الاختيار في مكونات القوائم وكفى.
المرأة والشباب ليسوا للاستخدام. كل يقول، انه حريص عليهم ويعمل لهم بل هم مكون أساسي ومؤثر على الانتخابات برمتها فمن وقف معهم سيفهمهم ولكنهم لن يحركوا بالمحرك عن بعد.
الفساد ليس يافطة للاستخدام في الانتخابات ومجرد الحديث عن الفساد بشكل عابر لا يسعف، وتضخيم الفساد وكأنه نمط حياة في فلسطين لن يسعف أبدا لأنك بمقدار ما تطرح من فساد سيرد عليك بذات الميزان، وفجأة تكتشف أنك خسرت ناخبين، انت أصلا لا تعرفهم، بينما تدغدغ عواطف جمهورك الانتخابي قبل خمسة عشر عاما ليس إلا ونسيت الجمهور الجديد الذي لا يراك ولا يرى منافسك ولا يرى دعاة انهن او انهم طقم جديد أظنهم يعرفونكم انكم لم تلتزموا بوعودكم لهؤلاء الناخبين الجدد من خلال مواقعكم الاقتصادية والحد الأدنى للأجور والاستحواذ على الأرباح للعائلة دون بقية المساهمين الصغار والبحثية والدراسات والتمويل والإقراض وعدالة الأسعار والعروض والجودة والإصرار على دعم المنتجات الإسرائيلية وبعض الأكاديميين الذين يستخدمون المنابر لتلميع أشخاص بعينهم بعيدا عن الأكاديميا.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.