قلة أدب
مقالات

قلة أدب

تتعرض هذه السيدة للتجريح والتنمر ولسيل من التعليقات قليلة الأدب، إذا فعلت أو قالت أي شيء.

والحقيقة أن أغلب الإساءات تتعلق بشخصها، وليس بأدائها كوزيرة للصحة، وهنا يكون النقد مطلوبا وليس فقط مشروعا مهما كان قاسيا.هناك حالة من غياب الرضى والغضب المجتمعي على السلطة بكل مكوناتها، ويستثمر بعض شذاذ الآفاق في حالة الغضب هذه لحصد أكبر عدد من "اللايكات" من خلال تجريح شخصي بحق كل شخصية عامة لا تؤذيهم.


وزيرة الصحة لا تملك سحيجة لكي يهجموا على كل من يسيء إليها على الفيسبوك،  وليس لديها ذباب الكتروني لتشويه من يسيء، ولأنها لم تقدم شكوى على احد، استفحلت الإساءات.

نادرا جدا ما نشهد اساءات بحق قادة أجهزة الأمن، أو السياسيين المتنفذين، أو زعماء المليشيات المسلحة والطخيخة الذين يحولون حياتنا إلى جحيم كلما أرادوا ذلك، وكذلك زعماء العشائر محصنون من سهام السوشيال ميديا.

ببساطة لأن هناك ثمنا يتوجب دفعه في حال مهاجمة هؤلاء، أما الإساءة الشخصية لوزيرة الصحة فهي بلا ثمن، بمعنى آخر: هذه الإساءات مرتبطة بغياب وجود ثمن لها، وليس بجرأة أصحابها لأنهم جبناء، ولو كانوا غير ذلك لقاموا بتوزيع سهام الإساءة بعدالة على الأقل.

هذا الواقع يفرز المسؤولين إلى صنفين: الأول محصن من الإساءة، لأن لديه طخيخة وسحيجة وذبابا الكترونيا، وبالتالي يمكنه أن يفعل أو أن يقول ما يشاء، ولن يطاله نقد أو تشويه. والثاني عليه أن يدفع ثمن أفعال الصنف الآخر ولا بواكي له.

قد يقول قائل إن وزيرة الصحة ضعيفة، وليست أهلا للموقع الذي فيه، وإن الشعب الفلسطيني مليء بالكفاءات المهمشة. هذا يخضع للتقييم وقد يكون صحيحا أو غير صحيح، ولكن هل يتم التعبير سوء الأداء من خلال الحديث عن لباسها وحتى حواجبها!

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.