تكوين
مقالات

تكوين

دفع الناس بعضهم ببعض . و الجدل و البحث و الإختلاف سمات طبيعية و مفيدة في أغلب الظروف . 
و عندما ينبري مفكرين و كتاب و مؤرخين و ساردين و فلاسفة و باحثين أي عصر أو حقبة و يتصدون لفكر معين و يعلنون مواقف معينه منه لا يجب محاربتهم بقدر اقامة الحجة عليهم في المقابل من قبل علماء و باحثين و مفكرين و فلاسفة و علماء ..الخ 
الحجة بالحجة على قاعدة هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. 
حتى و إن كان لبعضنا مواقف " شخصية " من بعضنا .. 
فبعضنا لايرى أن بعضنا الآخر مؤهل علمياً و لا أخلاقياً ربما ان يتصدى لمواضيع لها علاقة بالدين و المجتمع و الفكر وله في ذلك حيثيات ودفوع مرتبطة بنواتج أعمال او مواقف لأشخاص في طرف الجدل المقابل.
والعكس صحيح. 
على سبيل المثال قد تجد من يستذكر ليوسف زيدان مواقف طريفة مثل تفسيره لكلمات اصبحت تحمل مدلولات ساقطة على أنها في الأصل غير ذلك. او تشويهه للتاريخ بما يتعلق بالمسجد الأقصى و صلاح الدين الأيوبي و هوية مصر العربية و عمرو بن العاص و جمال عبد الناصر والقدس و تلبيس العبري على اليهودي على الإسرائيلي على السامي على الحامي على الكنعاني على الفرعوني على الآرامي و تقديمه للناس على شكل منظومة  " علمية" لا يرى عوارها و قبح نسجها إلا من كان متخصصاً في التأريخ و البحث و التقصي . 
وترى في إبراهيم عيسى تلوناً و تقلباً وتململاً دائماً فهو ليس ذاته قبل الألفين وليس هو الثائر المائل للناصرية و المناصر لفلسطين في مابعد ٢٠١١ وليس هو صاحب الكتابات و البرامج التي تتحدث عن آل البيت و الأئمة العظام وليس هو مؤلف الأفلام و الدراما .. فرسالته التي نفهمها و تصلنا  الآن تحمل كل الضد لما كان عليه . 
و إسلام بحيري صاحب الرؤية النقديه و شغف البحث عن الحقيقة ليس هو ذاته العصبي النزق ولكنه مازال الباحث عن ثغرات في القانون مثل المحامي المتمرس ورغم هزائمه المتعدده أمام اصحاب العمم و أمام نقيضه عبد الله رشدي الذي يتشبث بكل التراث و إن جئت له بكل براهين الدين و الدنيا . 
السؤال المحير هو : 
نحن كعرب حالياً بكل ما نمر به من ظروف سياسية و أمنية و إقتصادية بشكل جمعي او فردي ..هل نحن بحاجة لهذا التكوين ولهذا الجدل و نترقب عمرو أديب وهو يأتينا بالمتصارعين في حكاياته على القناة السعودية mbc ؟ أو نترقب إسلام بحيري وهو يصور برنامجه المنتج إماراتياً ؟
أو ناعوت تتحدث عن اي شئ ..
ونتساءل عن الرعاة و الداعمين لكل فريق
وللتذكير فقط وصل عدد شهداء غزة حوالي 35000 و هناك اكثر من  10000 إنسان مفقود و مدفون تحت الركام حتى الآن . فهل الدعم و الإنتاج ليوم ذي مسغبة أو فك رقبة ؟ 
واذا كان لا علاقة لنا - نحن العرب و المسلمين- بفلسطين .. فلا علاقة لنا أيضا بالسودان و لا باليمن ولا بسورية ؟ 
اذن فما هي علاقة طلبة أمريكا بفلسطين و مئات الآلاف الذين يخرجون يومياً في لندن و باريس و بروكسل بلجيكا و مالمو السويد وغيرها في اوروبا ؟ 
أم اننا سنتبنى موقف إبراهيم عيسى حين قال " و إحنا مالنا ؟"

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.