الفلسطينيون في مصر بعد التهجير من يرعاهم وكيف لنا ان نكون معهم ؟؟
مقالات

الفلسطينيون في مصر بعد التهجير من يرعاهم وكيف لنا ان نكون معهم ؟؟

يدور الحديث ان اعداد الفلسطينين في مصر والذين هجروا قصرا وهربا ونجاة بحيايتهم من غزة وصل الى (180) مائة وثمانون الف، لقد دفعوا اموال طائلة للخروج من غزة، ولكن هل انتهت معاناتهم بالوصول الى مصر ام بدأت رحلة جديدة من اللجوء والحرمان من الحقوق الاساسية؟ وكيف السبيل الى الوقوف معهم ومساندتهم؟

جزء ممن غادروا القطاع يحملون جوازات سفر مصرية والاغلبية العظمى لا تملك الا جواز السفر الفلسطيني، الفلسطينيون الذين وصلوا الى مصر يحتاجون الى الخدمات الاساسية من تعليم وصحة وتنقل ورعاية وانشطة للاطفال والشباب والفتيات ورعاية لكبار السن وغيرها من المتطلبات الانسانية والحياتية الاخرى.

بادرت وزارة التربية الفلسطينية للسماح لاكثر من 11 الف طالب ممن يقيمون في مصر الالتحاق بصفوفهم المدرسية من خلال مدارس الضفة الغربية وكانت هذه مبادرة مهمة وطيبة، يبقى موضوع الطلبة الجامعيين وشهاداتهم وكيفية معالجة عملية التحاقهم من خلال الجامعات الفلسطينية والعربية والاسلامية حيث بادرت عدد من الجامعات الفلسطينية بقبول عدد من الطلبة الا ان الموضوع لم ينضج بعد.

الاهم من كل ذلك هو الرعاية الصحية للمقيمين في مصر ممن لا يستطيعوا الوصول الى الخدمات الصحية الاساسية للصغار والكبار وللرجال وللنساء، حيث انه لا يوجد منظومة او شبكة او جهة تتبنى رعايتهم او العناية بهم.تخيلوا الاحتياجات الكبيرة لهذه الاعداد من ادوية لأمراض مزمنة لا يمكن صرفها الا بوصفات طبية معتمدة، كم من الاطفال الذين يحتاجون الى الطعومات الدورية، وكم من النساء الحوامل اللواتي هن بحاجة للرعاية الاولية والعناية بهن الى حين الوضع، وكم من كبار السن يحتاجوا للكثير والكثير من العناية الطبية و/او النفسية و/او النقل والعناية المكثفة.

حاجة هذه الاعداد الكبيرة الى رعاية صحية ونفسية وطبية تحتاج الى منظومة متكاملة ومنظمة تعتمد على المتابعات اليومية و/او الدورية.

امام كل ذلك بادر عدد من الفلسطينين وبالتعاون مع مؤسسات ومنظمات ونقابات واتحادات مصرية الى تشكيل مجموعات واتس اب وغيرها للتواصل مع عدد من الاطباء والمختصين للتخفيف من اعباء الوصول والانتقال ووصف الادوية والعلاجات المتعلقة بعدد من الامراض المزمنة، الا ان هذه المبادرات الطيبة من جهات فلسطينية ومصرية لا تكفي.

وعليه فانني نوصي بالاتي:

1. اهمية ان تقوم وزارة الخارجية الفلسطينية بالتواصل مع وزارة الخارجية المصرية لمنحهم اقامات سنوية مؤقته تجدد عند اللزوم، حيث ان حصولهم على الاقامات المؤقته تمكنهم من الاستفادة من جملة من الحقوق كالحق في الالتحاق بالمدارس والجامعات سواء الخاصة و/او العامة ، والاستفادة من الخدمات الصحية وغيرها.

2. ضرورة ان تأخذ الاونروا دورها بالتنسيق مع مع الحكومة المصرية برعاية هؤلاء اللاجئين الجدد وتوفير لهم فرص التعليم والعناية الكاملة في المجال الطبي والعلاجي عبر التعاقد مع مراكز ومستشفيات وعيادات طبية معتمدة تسهل عليهم القدرة للوصول الى الخدمات الطبية حتى وان تطلب ذلك بناء مستشفيات ميدانية في مناطق تجمعهم في القاهرة و/او من خلال اي وسيلة ممكنة من النواحي الفنية واللوجستية.

3. ضرورة ان تاخذ الحكومة الفلسطينية وبالتعاون مع الحكومة المصرية كافة الخطوات الكفيلة باغاثة هؤلاء اللاجئين الجدد والعناية بهم في المجالات التعليمية والطبية والمعيشية، وان تطلب ذلك ان يقيم فريق متخصص من الفلسطينين في مصر سواء داخل السفارة الفلسطينية في القاهرة او غيرها لضمان تخفيف اعباء اللجوء عن الفلسطينون في مصر.حيث ولغاية تاريخه تقوم موظفة واحدة وعلى ما يبدو في السفارة بمتابعة احتياجات اهلنا القادمين من غزة، مما يجعل متابعة امورهم واحتياجاتهم شبه مستحيلة.

4. من الاهمية بمكان ان يتم اعفائهم من كافة الرسوم التي يتطلبها تصديق معاملاتهم من السفارة الفلسطينية في مصر بموجب قرار بقانون يصدر من الرئيس محمود عباس.

5. ضرورة ان تتحرك المنظمات غير الحكومية الفلسطينية والنقابات المهنية من محامين واطباء ومهندسين والاتحادات العمالية من خلال التواصل مع المنظمات غير الحكومية المصرية والنقابات المصرية لتوفير فرص عمل لمن هو مؤهل ولديه القدره على العمل في مجال المحاماة والهندسة والطب وغيرها من المهن .

6. ان توجه جزء من جهود الاغاثة والاعانة الى اهلنا في مصر ممن لاجئوا هناك من خلال ارسال بعثات متخصصة ومن الممكن ان تكون هذه البعثات من جهات فلسطينية وعربية واسلامية بالتعاون مع الاخوة المصريين.

7. ان تبادر الهيئة المستقلة لحقوق الانسان بالتعاون مع المجلس القومي لحقوق الانسان لاطلاق تحقيق وطني حول الوضع الحقوقي للاجئين الفلسطينين في مصر بحيث يسهم هذا التحقيق باصدار توصيات مشتركة قادرة على حث الجهات الرسمية المصرية والفلسطينية على اتخاذ اقصى درجات التعاون للتعامل مع هذه الاعداد ويمكن لهما ان يستعينوا بالشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لانجاح هذا التحقيق الوطني ان جاز التعبير.

8. ان يكون هناك جهد رسمي فلسطيني لمنح التجار من اهل غزة ممن تمكنوا من الخروج من قطاع غزة في الحصول على امتيازات اهل مصر عبر توقيع اتفاقيات بين الحكومة الفلسطينية والمصرية فيما يتعلق بالعمل والتجارة وتصدير البضائع الى قطاع غزة وقد تكون فكرة منحهم اقامات مؤقته هي السبيل لذلك. وبذلك يكون الاخوة في مصر قد فتحوا فرص عمل لهم في مصر وامدوا اهلنا بغزة بجزء من احتياجاتهم الاساسية.

9. اطلاق تحالف فلسطيني -مصري- عربي- اسلامي من المنظمات غير الحكومية والنقابات والاتحادات للتعامل مع تداعيات واحتياجات هذه الاعداد الكبيرة داخل مصر بحيث يكون هذا التحالف في اطار عمله يمتد كلما تطلب الامر الى داخل القطاع بحيث يتم التنسيق مع المنظمات الدولية والهيئات التابعة للامم المتحدة.

هذه الخطوات ما هي الا البداية للحفاظ على كرامة اهلنا ممن اجبروا على اللجوء بسبب الحرب لحين عودتهم الى منازلهم في غزة واستعادة حياتهم بكل عزة وفخار.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.