
المستوطنون استعجلوا الرحيل
لم يكتف المستوطنون بسرقة الارض و طرد المواطن الفلسطيني بل احرقوا البشر والشجر و يقفوا في شوارع فلسطين يعربدوا ويقتلوا بشكل منظم كل من تطاله ايديهم بل وشكلوا عصابات " تدفيع الثمن " واصبحوا لديهم اهداف واضحة "تحرير" الارض من اصحابها بقتلهم و تهجيرهم .
أحرقوا عائلة دوابشة و محمد ابو خضير منذ سنوات واحرقوا سيارات و بيوت قرية قريوت و اعتدوا على مين فيها منذ اسابيع ، دمروا بيوت و جرحوا شيوخ و اطفال و شباب قبل ايام في قرية برقة و اقفلوا الطرق بين المدن والقرى وما ان تمر سيارة حتى يحطموها ، قاموا بدهس عن سبق الاصرار و الترصد للمسنة غدير مسالمة من قرية سنجل و اعتدوا على قرى سبسطية و بزاريا و سيلة الظهر ويعبد وهذا العمل تكرر في معظم القرى و المدن الفلسطينية في كل محافظات الوطن .
نظم المستوطنون مسيرات باتجاه مغتصبة حومش المخلاة و يقوموا بالاعتداء على سكان القرى المحيطة و بشكل خاص قرية برقة ، لكن شعبنا رسم لوحة الثورة في قرية برقة و عادت صورة الانتفاضة الاولى اطارات مشتعلة و ملثمون بالكوفية والعلم الفلسطيني ، هبت الرجال و النساء والشباب من جنين و نابلس و طولكرم و قلقيلية و سلفيت ورام الله و بيت لحم والخليل و اريحا و القدس فهذا يكبر وذاك يلقي حجرا و اخر يحمل مقلاعاً و امرأة مسنة تحطم الحجارة تحملها للمقاومين و اخرى تحمل الماء و آخر من سطح منزله ينبه الثوار و سيارات الاسعاف بفرسانها تسعف الجرحى و تخترق الحواجز و السهول و الجبال لايصال الجرحى للمشافي في جبل النار ، اختف في برقة فواصل الرايات و صورة الانقسام البغيض وحمل ابن الراية الحمراء اخاه الجريح ابن الراية الصفراء هذا يرمي حجرا واخر يشعل اطاراً ، تشتعل القرى المجاورة وتهتف الحناجر و تكبر المساجد وكانها امواج البحر لتجتمع كل فلسطين في برقة هدف واحد مصير واحد .
عندما تتحرك بين المدن ترى تغيير الواقع لوطنك ، تجد بناء يومي في المستوطنات و تُشق الطرق و تُحطم الجبال معدات بالالاف ، داخلها مصانع وبنوك وشركات و مدارس و جامعات وكان الاحتلال يسابق الزمن لتغير الواقع بخطة مرسومة سلفا تخنق المدن و تُقسم الوطن لكنتونات وتمنع تواصل الابن مع ابيه و تجعل المدن و القرى سجون جماعية ، وضعوا عليها ابواب حديدية يُغلقها المحتلون متى شاؤوا ، الخطر وصل كل بيت ، اختنق الناس و اصبح الشارع يحتاج الى شرارة ليشتعل بل انه يحتاج لمن يقرع باب الخزان ، وكانت قرية بيتا اول من قرع الباب و لقيت من برقة بل ومن شعبها المساندة والجواب.
المستوطنون الذين كانوا يحتاجون في "الانتفاضة الاولى " لكتيبة حراسة مع تحركاتهم بل كانت معظم المستوطنات شبه خالية من سكانها ، هذه الايام تمردوا و عاثوا في الارض فسادا بل اسرفوا في القتل العمد و استكبروا في الارض بدعم من جيش الاحتلال الاسرائيلي و توالت الجرائم فاشتعلت الارض تحت اقدامهم في برقة و محيطها بل و ستمتد للوطن باسره وليس غريبا ان تلتحق بهم غزة بصواريخها و مقاومتها .
المستوطنون مغتصبون للارض و رحيلهم منها حتمي طال الزمان ام قَصُر و قد استفادوا من مرحلة اتفاقيات السلام التي قُتلت بايديهم و ايدي قادتهم ، لكنهم بدون شك بممارساتهم وجرائمهم اشعلوا ثورة غضب لا يعرف احد مداها و نهايتها ، وكأن المستوطنون بهذا يستعجلون الرحيل ان لم يكن من فلسطين كلها ستكون مرحلياً من الاراضي المحتلة عام ١٩٦٧ فرجال " الانتفاضة الثالثة " سيكونوا لهم بالمرصاد ، ولن يقبل اي فلسطيني ان يبقى فريسه لهم بل ستكون طرقات فلسطين مصيدة لهم و يبدوا ان ثورة بيتا و ثورة برقه و عملية حومش " بروفا".

فيينا تشهد ولادة جبهة عالمية لمناهضة الصهيونية

ما بعد التهدئة في غزّة... في مآلات المرحلة المقبلة

وسيظل هناك من يقول لا

التحول الرقمي في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية.. رؤية شرعية وتنموية معززة بتجربة البنك الإسل...

مذبحة الكلمة: اعتقال ناصر اللحام وتمزيق جسد الحقيقة

قراءة في تقرير البنك الدولي حول الإنفاق العام للسلطة الفلسطينية

غسان كنفاني... حين تغتال الذاكرة وإن لم يصمت القلم
