عائلة النتشة.. البداية فاجعة وموت من البرد!

صدى نيوز - الخليل، من أكثر المدن الفلسطينية التي نالت ألقاباً ومسميات، فهي خليل الرحمن، ومدينة الكرم، وأخيراً، هي عاصمة الغضب الفلسطيني.

صفات الخليل وألقابها  وهي أكبر المحافظات الفلسطينية ربما لم تكن لولا الخليط المميز لعائلاتها، وتعدد أصولهم ومنابعهم.

ومن عائلات الخليل الكبرى، عائلة النتشة، فمن هي؟ وكيف تعرف العائلة عن نفسها؟

من هم؟
منذ مئات السنين، انتقل أربعة أخوة (عبد الكريم، ناصر، خليل، عمر) من الديار الحجازية شتاءً وسكنوا مغارة في إحدى جبال الخليل ليحتموا من المطر والثلج

أرسل الأخوة أحدهم ليأتي لهم بحطب يشعلوه ليلتمسوا الدفء، فـ"طالت غيبته". فخرج الأخوة يبحثون عن رابعهم، ليجدوه جثة متجمدة تمسك بيدها نبتة "النتش" وهي عشبة شوكية تنبت بكثرة في جبال جنوب الخليل.

بعد هذه الفاجعة، نزل أحد الأخوة مدينة الخليل فسكنها، وعند معرفة أهل الخليل بقصة الأخوة المأساوية أطلقوا على من نزل الخليل منهم (عائلة النتشة)، نسبة لنبتة النتش، فيما نزل الآخران مناطق أخرى في فلسطين منها منطقة بئر السبع. و"النتوش" قبيلة تضم خمسة عشرعائلة منها "النتشة، العطاونة، التياها، السلالين، وغيرهم".

واستقرت عائلة النتشة في مدينة الخليل وضربت بجذورها في أرض فلسطين لتعلن عن بداية فصل جديد من تاريخ المدينة الزاخر بعائلاته وإنجازات أبنائها.

 كبرى عائلات الخليل
تعتبر عائلة النشتة من كبرى عائلات الخليل بعدد أفرادها , فمنذ أن سكنت العائلة المدينة، بدأت تتكاثر فيها وتؤثر في تاريخها،  فتوسعت العائلة وازدادت فروعها في المحافظة والوطن ليصل عدد فروعها إلى 33 فرعا.

عائلة المؤسسات
من المتعارف عليه في عائلات الخليل أن لكل عائلة وعشيرة مختار أو كبير يقود العائلة، يظل صمام أمان لها إلى أن يتوفاه الله،  لكن عائلة النتشة كسرت هذه القاعدة وألغت حقبة المختار وخرجت  بالمجلس العائلي لعائلة النتشة .

مجلس عائلة النتشة يتكون من 13 عضوا إضافة لرئيس المجلس، وهؤلاء يتم انتخابهم كل عامين، ليُفتح المجال لمشاركة جميع أنباء العائلة في تحمل المسؤولية ورعاية العائلة وشؤونها.

 وقد أدخلت العائلة الروح الشبابية لأعضاء المجلس الأعلى للعائلة، هذا المجلس من مهامه متابعة شؤون العائلة الداخلية والخارجية والإشراف على مؤسسات العائلة من الديوان والمستوصف الطبي والمنتدى الثقافي والرياضي ومجلس الإصلاح واللجان الاجتماعية والثقافية والزكاة.

يترأس المجلس العائلي في دورته الحالية أبو جواد بحر النتشة الذي قال إن "عائلة النتشة التي ضربت بجذورها مدينة الخليل من المعروف عنها والمشهود لها في الخليل انها اكثر عائلات الخليل عددا"

وأضاف: "أنشأت العائلة منذ قدومها الى الخليل العديد من المشاريع الخدماتية من مدارس ومستوصف طبي والذي يشرف على علاج  سكان البلدة القديمة من مدينة الخليل ويعالج فيه كافة السكان بغض النضر عن عائلتهم،  ويصرف على هذا المستوصف من قبل المجلس العائلي لعائلة النتشة".

وزارة خارجية للعائلة
أنشأت المجلس الأعلى لعائلة النتشة مجلس إصلاح يتابع شؤون العائلة وعلاقتهم بالعائلات الأخرى على غرار وزارة الخارجية في الدول الحديثة, حيث يعمل هذا المجلس على تذليل الصعوبات والمشاكل التي تواجه ابناء  العائلة مع المؤسسات والعائلات الاخرى, كما ويساهم في حل الشجارات التي تنشب بين العائلات الاخرى في محافظة الخليل.

وشاركت العائلة في حقن دم الكثيرين من ابناء المحافظة بعد تدخلاتهم المشهود لها في المحافظة.

ويقول الحاج نبيل النشتة نائب رئيس المجلس الاعلى للعائلة: "عائلة النتشة اكثر ما يمزها في الخليل عادات الرجل العربي الأصيل من الصدق والامانه والوفاء بالعهود، ولا تقبل العائلة الظلم، بل وترده على الظالم حتى لو كان احد افراد العائلة".

يقول الحاج سمور النتشة عضو المجلس الاعلى للعائلة: عائلة النتشة تهتم بشبابها، لذا تم إنشاء المنتدى الثقافي، وله مبنى خاص ومستقل يديره مجموعة من شباب العائلة ويجتمعون به ويعقدون الدورات ويشكلون لجان مساعدة في الظروف العامة التي تحل على البلاد كما حصل في حصار الخليل في توزيع للمؤن على مستحقيها، وفي الثلوج يساعدون كل من هو بحاجة للمساعدة.

وضيف: شبابنا هم امل هذه العائلة وعماد الوطن، فكلنا لهم ووقتنا لأجلهم، فنحن نتابع طلاب الجامعات من العائلة وخصوصا المغتربين من خلال اللجان الثقافية, ولا نترك المجال لأي شاب أن تقوده أهواؤه للانحراف عن بوصلة العائلة.

المستقبل
وفي نظرتهم للمستقبل يقول الحاج نبيل النتشة ان العائلة تدرس انشاء مشاريع استثمارية خاصة بالعائلة، يعود ريعها لأبناء العشيرة ومحتاجيها وتشغل أبناء العائلة ممن يهددهم شبحة البطالة، إضافة إلى توسيع الآفاق امام الشباب من خلال زيادة الدعم للمنتدى الثقافي من المجلس الاعلى وتمكينهم في قيادة العائلة من خلال اشراكهم في المجلس الأعلى.