
"الإغاثة الإسلامية" تكشف تطور إستراتيجية العمل الإنساني في سوريا
صدى نيوز - رغم التحول الذي تمر به سوريا اليوم بعد عقود من الصراع، لا يزال حجم الاحتياجات الإنسانية في سوريا كبيرا جدا، ويتنوع بين التعليم والرعاية الصحية والمياه والطاقة.
وأدت الاحتياجات الإنسانية البالغة في سوريا إلى تحول جذري في وسائل وإستراتيجيات عمل المنظمات الإغاثية، فبعد أن كانت تتركز في السنوات الأولى على التدخلات الطارئة كالغذاء والمأوى، بدأت المنظمات تدريجيًا في تبني نهج "التعافي المبكر" الذي يهدف إلى إعادة تأهيل البنية التحتية وتوفير حلول مستدامة.
وفي ظل تراجع التمويل الدولي وتزايد التحديات الميدانية، تعمل منظمات إنسانية دولية مثل منظمة "الإغاثة الإسلامية عبر العالم" على تطوير حلول مستدامة تساعد المجتمعات المتضررة على تجاوز الأوضاع القاسية، مع التركيز على الطاقة النظيفة كشريان حياة للمرافق الأساسية.
ويقول محمد الربعي مدير البرامج بمنظمة الإغاثة الإسلامية في سوريا إن "المنظمة ترتكز في رؤيتها على الانتقال من مجرد الاستجابة الطارئة إلى مرحلة التعافي المبكر والتنمية المستدامة".
وأضاف أنهم يعملون بالتوازي على عدد من المشروعات تشمل الصحة والمياه والتعليم والصرف الصحي، بالإضافة إلى مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لتشغيل محطات المياه، بهدف توفير مياه شرب نظيفة ومستدامة في المناطق المتأثرة بالنزاعات والكوارث.
ويؤكد الربعي أن تراجع الدعم الدولي لسوريا وتركيز الدعم حالياً على المناطق المركزية يؤدي أحياناً إلى انحراف الدعم عن المخيمات التي يقطنها أكثر من مليون نازح، خاصة مع قدوم فصل الشتاء.
مشاريع خدمية
وقال مدير المنظمة، إن "الإغاثة الإسلامية في سوريا تركز على دعم المراكز الصحية الأولية والمبادرات الطبية الطارئة، بما في ذلك الغرف العملياتية المتنقلة لتوفير خدمات طبية للمناطق المتضررة والنائية".
ووفق الربعي فإن المنظمة حققت أكثر من 800 عملية قلب مفتوح بشكل مجاني في محافظة إدلب، بالإضافة إلى مركز الأطراف الصناعية والعلاج الفيزيائي بالمدينة ذاتها، والذي يوفر أطرافاً علوية وسفلية متقدمة، باستخدام تقنيات حديثة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وتصنيع الأطراف الإلكترونية، حيث تمت صناعة وتركيب أكثر من 400 طرف إلى الآن.
كما تولي المنظمة أهمية خاصة بمشاريع الصرف الصحي والمياه -بحسب الربعي- مؤكدا أنهم يسعون إلى إلى توفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي لضمان الصحة العامة والحد من انتشار الأمراض.
وأضاف مدير البرامج في "الإغاثة الإسلامية" أن تدخلاتهم في هذا المجال تشمل:
إنشاء محطات مياه بالطاقة الشمسية لتوفير مياه شرب نظيفة ومستدامة في المناطق المتأثرة.
حفر وتجهيز الآبار مع تزويدها بالمضخات والمولدات لضمان تدفق المياه.
تركيب وصيانة شبكات وخطوط نقل المياه لتوصيل المياه مباشرة إلى المنازل والمخيمات.
تأهيل شبكات الصرف الصحي وتحسين أنظمة إدارة المياه العادمة.
الاستثمار في حلول مستدامة وتقنيات حديثة لضمان استمرار الخدمة وتقليل التكاليف التشغيلية.
وبينما تعاني سوريا حاليا من وجود ما يقرب من 2.5 مليون طفل خارج منظومة التعليم -بحسب الأمم المتحدة- بالإضافة إلى صعوبة أوضاع المدارس التي تحولت في بعض مناطق سوريا إلى ملاجئ نتيجة حركات النزوح الداخلية، فإن "الإغاثة الإسلامية" قامت بتأهيل وترميم 59 مدرسة على امتداد محافظات حماة وحلب وإدلب، بحسب رئيس الهيئة في سوريا.
وبهذا الصدد أضاف مدير البرامج بالمنظمة -للجزيرة نت- أنهم يشجعون الفئات الأكثر ضعفاً على العودة إلى المدارس "مع التركيز على الفتيات والأطفال المنقطعين عن التعليم، من خلال حملات توعية وبرامج حماية الطفل".
وحول جهود تعزيز الأمن الغذائي، يقول الربعي إنهم يسعون إلى تعزيز الأمن الغذائي للأسر الأكثر تضرراً من خلال:
توفير الخبز المدعوم للأسر الضعيفة لضمان حصولها على الغذاء الأساسي.
ترميم الأفران المتضررة وزيادة طاقتها الإنتاجية عبر خطوط إنتاج حديثة.
بناء أفران جديدة بالكامل في المناطق التي تفتقر للخدمات.
هناك 35 فرنا قيد التقييم من أجل تقديم الخدمة المطلوبة على امتداد محافظات إدلب وحلب وحماة وحمص ودمشق وريفها ودير الزور.
ويواصل الربعي حديثه للجزيرة نت قائلا "تؤمن الإغاثة الإسلامية بأن تمكين المرأة وحمايتها أساس لبناء مجتمع مستقر ومتماسك، ولهذا تتبنى برامج متكاملة تبدأ بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والفتيات لمواجهة الصدمات، وتقديم المساعدة والحماية لمن تعرضن للعنف، بالتوازي مع برامج التمكين الاقتصادي التي تدرب النساء وتوفر لهن المواد اللازمة لتأسيس مشروعات صغيرة مولدة للدخل".
وفي السياق ذاته، يبرز مشروع كفالة الأيتام والعائلات، حيث تكفل المنظمة حالياً 1748 يتيماً، وتقدم كفالة شهرية لبعض الأرامل، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة دورية وتوزيع هدايا للأيتام.
تحديات مالية
وحول التحديات المتعلقة بالعمل الإنساني واستمراريته، يوضح مدير برامج المنظمة أن التحدي الأبرز يتمثل في انخفاض الدعم الدولي الموجه باتجاه سوريا، وهو ما أكدته تقارير أممية عدة مما يهدد استمرارية المشاريع، ويضاف لذلك أن ارتفاع الأسعار وفقدان القدرة الشرائية يزيد الضغط على الموارد المتاحة بشكل كبير.
ويشير الربعي إلى أن المشكلة لا تقتصر على نقص الموارد، بل تتفاقم بسبب كثرة الطرق المدمرة، والجسور وشبكات المياه والكهرباء، مما يزيد من صعوبة وكلفة إيصال المساعدات والخدمات.
ويضيف أن تزايد عوامل طبيعية -كالحرائق والفيضانات والجفاف- يزيد من تعقيد توزيع المساعدات وخطط الطوارئ، فضلاً عن أن تعدد الجهات المانحة في نفس المناطق قد يؤدي لازدواجية الجهود وصعوبة التنسيق.
ويشدد الربعي على أن جزءاً أساسياً من التعافي يكمن في تمكين المرأة وتوليد الدخل، ودعم المبادرات المجتمعية لتعزيز مفاهيم الحماية ورصد حالات العنف، مؤكداً أن نجاح هذه الخطط مشروط بـ"تعزيز التعاون مع الجهات الحكومية والمجتمع المحلي لضمان فعالية العمل الإنساني".
المصدر: الجزيرة

ترامب يتجه للتصعيد العسكري بشكل ملحوظ مع فنزويلا

قتيلان في قصف للقوات الكردية على حلب

بقائي: لا نمتلك أي خطة حالياً للتفاوض مع الولايات المتحدة

قوات الدعم السريع تهاجم الفاشر

فرنسا: رئيس الوزراء يقدم استقالته بعد يوم من تشكيل الحكومة

المغرب: استمرار مظاهرات جيل زد لمكافحة الفساد

روبيو: تتزايد عزلة إسرائيل بالرغم من جهودنا لحماية حليفتنا
