«ميتا» تطلق «الذكاء الاصطناعي للأعمال»... وكيل مبيعات ذكي على مدار الساعة
منوعات

«ميتا» تطلق «الذكاء الاصطناعي للأعمال»... وكيل مبيعات ذكي على مدار الساعة

صدى نيوز - أعلنت شركة «ميتا» عن إطلاق خدمة جديدة تحمل اسم «الذكاء الاصطناعي للأعمال» (Business AI) تهدف إلى إعادة تعريف طريقة تفاعل الشركات مع عملائها عبر الإنترنت. ويُنظر إلى هذه الخدمة باعتبارها وكيلاً ذكياً للمبيعات، يعمل عبر تطبيقات «ميتا» (مثل فيسبوك وإنستغرام) إضافة إلى المواقع الإلكترونية وخدمات المراسلة والأكشاك، ليربط بين الاكتشاف والشراء بسلاسة من خلال التفاعل الحواري.

مساعد مبيعات يعمل على مدار الساعة

في جوهره، يُعد «Business AI» وكيلاً آلياً يتحدث مع العملاء من البداية وحتى إتمام عملية الشراء ولا يتطلب الأمر خبرة برمجية. المنظومة تتعلم بشكل ديناميكي من بيانات الحملات والمحتوى القائم، ما يتيح توصيات شخصية في الوقت المناسب ضمن المحادثات ونقاط التفاعل الإعلانية.

فعندما يسأل العميل عن تفاصيل منتج أو سعر، أو مقارنة بين خيارات مختلفة، يقدّم «الذكاء الاصطناعي للأعمال» الإجابات بشكل حواري طبيعي. ولأنه مدمج في الإعلانات والمواقع وخدمات المراسلة، فإن تجربة العميل تسير بانسيابية، من رؤية الإعلان إلى بدء الحوار ثم إتمام الصفقة دون انقطاع.

وتستهدف هذه الخطوة بشكل خاص الشركات الصغيرة والمتوسطة. فلطالما كان إطلاق وكلاء ذكاء اصطناعي يتطلب خبرات تقنية وتكاليف دمج وصيانة. لكن «ميتا» تسعى إلى تبسيط هذه العملية، بحيث تتمكّن هذه الفئة من تبني أدوات التجارة الحوارية بسهولة ومن دون عبء تقني.

أدوات توليدية تعزز الإبداع

لا يتوقف الأمر عند «Business AI» وحده. فالميزة تأتي ضمن حزمة أوسع من قدرات «ميتا» التوليدية للمعلنين. وتشمل هذه الأدوات إمكانيات إنشاء محتوى إعلاني تلقائياً من الصور والفيديوهات إلى الدبلجة بلغات متعددة وحتى إنتاج موسيقى بالذكاء الاصطناعي.

هذه الإضافات تمكّن المسوّقين من تكييف المواد الإعلانية بسرعة وعلى نطاق واسع، مثل تحويل فيديو واحد إلى عدة نسخ تلائم أسواقاً أو لغات مختلفة.

كما أعلنت «ميتا» أن «الذكاء الاصطناعي للأعمال» لن يقتصر على منصاتها فحسب، بل سيصبح متاحاً على المواقع الخارجية مثل متاجر التجارة الإلكترونية والواجهات المخصصة، ما يمنح العلامات التجارية قدرة أكبر على دمج الوكيل الحواري ضمن تجاربها الخاصة. وبذلك، يمكن للشركات الانتقال من الحملات الثابتة إلى تجارب ديناميكية قائمة على الحوار، لتختفي الحدود بين الإعلان والتجارة.

القيمة المضافة

ترى «ميتا» أن «Business AI» سيعمل كأداة مضاعِفة لفاعلية الإعلانات. فبدلاً من الاعتماد على روبوتات محادثة تقليدية أو رسائل يدوية، تستطيع الشركات نشر وكيل ذكي يحاكي التفاعل البشري، من دون الحاجة إلى فرق دعم كبيرة. ومع مرور الوقت، وبفضل اعتماده على بيانات الحملات والمحتوى، يصبح الوكيل قادراً على تقديم محادثات أكثر ثراءً ودقة، مما يعزز رضا العملاء ويرفع معدلات التحويل، ويتيح للمسوّقين التركيز على الاستراتيجية بدلاً من الجوانب التشغيلية. ورغم أن منصات أخرى قدمت أدوات مشابهة، فإن ما يميز «ميتا» هو دمج هذه القدرات بعمق داخل منظومتها الاجتماعية والرسائلية، إلى جانب التوسع السلس لاستخدامها على مواقع خارجية ومتاجر إلكترونية.

التحديات المحتملة

رغم الآفاق الواعدة، تثير هذه الخطوة تساؤلات حول دقة المعلومات ونبرة التفاعل وتجربة المستخدم. فالحرص على أن يقدم «الذكاء الاصطناعي للأعمال» بيانات صحيحة ويتعامل مع الاستفسارات الاستثنائية باحترافية سيكون أمراً أساسياً. كما أن قضايا الخصوصية واستخدام البيانات ستكون تحت المجهر. فقد أعلنت «ميتا» أن تفاعلات المستخدمين مع أنظمتها ستُستخدم في تحسين التوصيات الإعلانية والمحتوى. البعض سيرى في ذلك قيمة مضافة من خلال تخصيص أكبر، بينما قد يعتبره آخرون تعقيداً إضافياً في العلاقة بين بياناتهم ونظام الإعلانات. وبالإضافة إلى ذلك، قد لا تحتاج كل الشركات إلى نموذج تجارة حواري متكامل، ما يتطلب دراسة دقيقة لتحديد المجالات التي يحقق فيها «Business AI» القيمة الأعلى.

نحو مستقبل أكثر حوارية

يمثل إطلاق «الذكاء الاصطناعي للأعمال» مع أدوات «ميتا» التوليدية نقطة تحول في أسلوب تعامل العلامات التجارية مع الإعلانات والتجارة الإلكترونية. فبدلاً من أن تكون الشركات مجرّد متفرج في رحلة العميل، تستطيع الآن إدخال الذكاء الحواري مباشرة إلى كل نقطة تفاعل من الإعلان إلى واجهة المتجر الرقمية. وإذا أثبتت التجربة فاعليتها، فقد نشهد في القريب العاجل شركات صغيرة تنافس الكيانات الكبرى من خلال قدرات تخصيص وخدمات ذكية لم تكن متاحة لها سابقاً.