
قنبلة موقوتة.. كيف يهدد كامل إدريس تحالفات الجيش السوداني؟
صدى نيوز - جاء قرار عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد القوات المسلحة السودانية، بتعيين كامل إدريس رئيسا للوزراء وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة التابعة لسلطة بورتسودان، ليهدد بإشعال المزيد من الصراعات السياسية في جبهة الجيش الداخلية.
قرار البرهان بتعيين إدريس رئيسا للوزراء لم يجد ترحيبا لدى الحركة الإسلامية التي تدعم الجيش بالحركات المسلحة والميليشيات التابعة لتنظيم الإخوان والجماعات الأخرى، الأمر الذي يشير إلى صراعات جديدة بين الحركات المتحالفة مع القوات المسلحة والداعمة له خلال الأيام القادمة.
ويحتدم الصراع السياسي في السودان، إذ يرغب الجيش في السيطرة والانفراد بالحكم، بينما تعمل الحركة الإسلامية وتنظيم الإخوان على دعمه من أجل العودة من جديد إلى السلطة عن طريقه، وسط تجاهل تام للقوى المدنية والثورية والأحزاب الأخرى في البلاد، لكن قرار تعيين إدريس، سيزيد من حدة الصراع خاصة بين الإسلاميين والجيش الذين يقفون في جبهة واحدة منذ بداية الصراع.
موقف معقد
وضعت الحركة الإسلامية وتنظيم الإخوان وما يتبعهم من ميليشيات وحركات مسلحة، البرهان تحت ضغوط شديدة من أجل التراجع عن قراره بتعيين رئيس وزراء ليس على خطوطهم الموازية، أو على الأقل لإجباره على منحهم حصة ضخمة في الحقائب الوزارية، وخاصة وزارتي المالية والمعادن.
وعلق الكاتب والباحث السياسي منعم سليمان على إسناد سلطة رئاسة الوزراء إلى كامل إدريس، في مقال نشر عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي ونقلته عدة صحف سودانية، مؤكدا أن البرهان "أراد صنع واجهة مدنية، من أجل تلميع صورته و-الكيزان-، بينما تبقى السلطة الفعلية عسكرية في قبضة الجيش وشركائهم من الإسلاميين".
لكن الحركة الإسلامية تريد أن تظهر في النور أيضا، بعيدا عن سيطرتها خلف أبواب الغرف المغلقة، وتحكمها شبه الكامل في الجيش وسلطة بورتسودان، لكي تحقق هدفها الأول والمنشود بالعودة إلى السلطة بعد الثورة التي أطاحت بعمر البشير في أبريل 2019.
وأشار سليمان إلى أن البرهان لم يكن عشوائيا في اختيار كامل إدريس، مضيفاً: "فضل اختيار شخصية باهتة وفاسدة بلا لون سياسي، وبلا موقف مبدئي، مجرد توقيع ناعم على عقد إذعان جديد، يراد تمريره باسم الانتقال الديمقراطي، بينما هو ترميم لانقلاب عسكري مغلف بإجراءات زائفة".
وبدأت جبهات جديدة تتشكل في سلطة بورتسودان، وفي ظل رفض الحركة الإسلامية والميليشيات المسلحة لقرار تعيين إدريس، ظهرت تحالفات أخرى، حيث يدعم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، قرارات البرهان وتغلفها، فيما اعتبرته قوى مدنية محاولة جديدة للانقلاب على اختيارات الشعب وثورته، وإعادة إنتاج النظام القديم بصور مختلفة.
تشكيل الحكومة
وصل كامل إدريس إلى بورتسودان في مشهد نقلته وسائل الإعلام الرسمية، وقبل أرض المطار فور وصوله أمام عدسات الكاميرات ورصد الصحافيين، لتنتشر صورة سجدته في المطار عبر كل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتزداد النقاشات حول مهمته التي تبدأ في الأول من يونيو بشكل رسمي.
وستكون المهمة الأصعب التي قد تساهم في تفاقم الصراع بشدة، هي عملية تشكيل الحكومة، في ظل الضغوطات المستمرة والتهديدات من الحركة الإسلامية، وانتشار تسريبات وتأكيدات حول استبعاد الحركات المسلحة التي تقاتل مع الجيش عن بعض الوزارات، وأبرزها المالية والتعدين.
وتعلم سلطة بورتسودان أن تشكيل حكومة جديدة في مناطق سيطرتها، سيعني أن ترد القوى المدنية والأطراف الأخرى المتحالفة مع قوات الدعم السريع بإعلان حكومة تعبر عنهم، الأمر الذي يفاقم الأزمة ويشعل الصراع السياسي والعسكري بين أطراف النزاع.
وأشارت شبكة رصد السودانية إلى أن القرار الأول بعد وصول إدريس إلى بورتسودان سيكون إعلان حل الحكومة الحالية بالكامل، ليعلن عن بداية الخلافات بين الجيش والحركات الإسلامية والمسلحة التي تعمل على الحصول على أكبر حصة في الحقائب الوزارية الجديدة.
يأتي ذلك في ظل خسائر باهظة الثمن تكبدتها قوات الجيش والحركات الإسلامية أمام الدعم السريع، بخسارة عدة مناطق استراتيجية وفي غاية الأهمية في معارك طاحنة، في كردفان ودارفور، الأمر الذي جعل البرهان وسلطة بورتسودان يفكرون في تقليص دور الحركات الإسلامية في الحكومة إلى أقل من 25% بعد تضاؤل دورها الميداني، وظهور ضعفها العسكري في المعارك مقارنة بقوات الدعم السريع التي بدأت تعلن الانتصار تلو الآخر، وتسيطر على منطقة تلو الأخرى.

حملة اعتقالات واسعة لمسؤولين منتمين للمعارضة في إسطنبول

وزير خارجية السعودية في دمشق للقاء الشرع ودعم الاقتصاد السوري

الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران لم تُجرِ أي تغييرات على برنامجها لتخصيب اليورانيوم من...

(فيديو): ترمب ينصح ماكرون بـ«إبقاء باب الطائرة مغلقاً» بعد أن صفعته زوجته

زيلينسكي يلتقي عضوين بـ"الشيوخ" الأميركي ويشير لـ"إجبار روسيا على السلام"

وزير الدفاع الأميركي يتهم الصين بالسعي للسيطرة على آسيا

استشهاد سوري في غارة إسرائيلية على اللاذقية
