استطلاع رأي: تراجع تأييد العمل المسلح وأعلى نسبة تصويت لمروان البرغوثي
تقارير مميزة

استطلاع رأي: تراجع تأييد العمل المسلح وأعلى نسبة تصويت لمروان البرغوثي

صدى نيوز - أظهر استطلاع للرأي في الضفة الغربية وقطاع غزة، أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، أنه بينما تزداد الأوضاع الإنسانية سوءاً، وبينما يتراجع التأييد للعمل المسلح، وترتفع نسبة تأييد حل الدولتين في قطاع غزة، فإن التأييد الشعبي الواسع لهجوم السابع من أكتوبر يبقى بدون تغيير وتبقى مكانة السلطة الفلسطينية وقيادتها ضعيفة للغاية.

وفي التفاصيل، قام المركز بإجراء استطلاع للرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك في الفترة ما بين 5-10 آذار (مارس) 2024. شهدت الفترة السابقة للاستطلاع استمرار واتساع رقعة الحرب على قطاع غزة ليشمل الهجوم البري وسط وجنوب القطاع باستثناءات محدودة.

وقال المركز: لضمان الأمان لباحثينا الميدانيين في قطاع غزة أجريت المقابلات مع سكان القطاع في مناطق محددة لا يدور فيها قتال يومي بحيث شملت منطقة رفح وأجزاء من منطقة خانيونس ووسط قطاع غزة وكافة مراكز الإيواء فيها، ولم تشمل شمالي القطاع المحاصر ومناطق القتال الأخرى في وسط القطاع وفي منطقة خانيونس.

وتابع: "بلغ حجم العينة من هذا الاستطلاع 1580 شخصا، منهم 830 شخصا تمت مقابلتهم وجها لوجه في الضفة الغربية (في 83 موقعا سكنيا) و750 شخصا في قطاع غزة (في 75 موقعا)".

حل الدولتين والعمل المسلح

45% يؤيدون و52٪ يعارضون فكرة حل الدولتين، وقد تم طرح هذا الحل على الجمهور بدون تقديم تفاصيل عنه. قبل ثلاثة أشهر بلغت نسبة التأييد لهذا الحل في سؤال مشابه 34٪، وقبل ستة أشهر بلغت 32٪. جاءت زيادة نسبة تأييد هذا الحل في الاستطلاع الحالي من قطاع غزة فقط، بارتفاع قدره 27 نقطة مئوية، فيما بقيت نسبة التأييد مستقرة في الضفة الغربية (34%).

وعند السؤال عن تأييد أو معارضة الجمهور لإجراءات سياسية محددة لكسر الجمود، أيد 62٪ الانضمام إلى المزيد من المنظمات الدولية، وأيد 45٪ اللجوء لمقاومة شعبية غير مسلحة، وأيد 55٪ العودة للمواجهات والانتفاضة المسلحة، وأيد 58٪ حل السلطة الفلسطينية، وأيدت نسبة من 24٪ التخلي عن حل الدولتين والمطالبة بدولة واحدة للفلسطينيين والإسرائيليين. وفق متابعة صدى نيوز، قبل ثلاثة أشهر قالت نسبة من 69٪ أنها تؤيد العودة للمواجهات والانتفاضة المسلحة، وقالت نسبة من 39٪ إنها تؤيد اللجوء للمقاومة الشعبية غير المسلحة، وقالت نسبة من 58٪ أنها تؤيد حل السلطة الفلسطينية، وأيدت نسبة من 29٪ التخلي عن حل الدولتين لصالح حل الدولة الواحدة. أما قبل ستة أشهر، أي قبل الحرب الراهنة، فقد قالت نسبة من 58٪ أنها تؤيد العودة للمواجهات والانتفاضة المسلحة، وقالت نسبة من 53٪ أنها تؤيد اللجوء لمقاومة شعبية غير مسلحة، وقالت نسبة من 52٪ أنها تؤيد حل السلطة الفلسطينية، وأيدت نسبة من 27٪ التخلي عن حل الدولتين لصالح حل الدولة الواحدة.

تم العرض على الجمهور ثلاث طرق لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وطُلب منه اختيار أكثرها فاعلية: 46٪ (51٪ في الضفة الغربية و39٪ في القطاع) اختاروا "العمل المسلح"؛ 25٪ (27٪ في الضفة الغربية و23٪ في القطاع) اختاروا المفاوضات؛ واختارت نسبة من 18٪ (12٪ في الضفة الغربية و27٪ في القطاع) المقاومة الشعبية السلمية. كما هو مبين في الشكل أدناه، تشير هذه النتائج إلى انخفاض قدره 17 نقطة مئوية في تأييد العمل المسلح، وزيادة قدرها 5 نقاط في دعم المفاوضات؛ وارتفاع قدره 5 نقاط أخرى في دعم المقاومة السلمية.  يأتي الانخفاض في تأييد الكفاح المسلح بالتساوي من الضفة الغربية وقطاع غزة.

السابع من أكتوبر والحرب على غزة

تم سؤال المشاركين في هذا الاستطلاع من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة عن رأيهم في قرار حماس بشن هجوم 7 أكتوبر، هل كان صائبا أم غير صائب. قالت الغالبية العظمى (71٪)، مقارنة ب 72٪ في كانون أول (ديسمبر) 2023، إنه كان قرارا صائبا. مع ذلك، أي على الرغم من استقرار هذه الإجابة الإجمالية، فإن النتائج تظهر تغيرا مهما عند النظر في مواقف سكان المطقتين الفلسطينيتين بشكل منفصل. الانطباع بأن قرار الهجوم كان صائبا ينخفض في الضفة الغربية بمقدار 11 نقطة مئوية ويرتفع في قطاع غزة بمقدار 14 نقطة مئوية.

 التوقعات حول وقف إطلاق النار توقف الحرب ومن سيخرج منتصرا

تم سؤال الجمهور عن توقعاته للأسابيع والأشهر القادمة فيما يتعلق بالحرب واحتمالات وقف إطلاق النار. توقعت النسبة الأكبر (40٪) أن تتوصل إسرائيل وحماس لوقف دائم لإطلاق النار فيما توقعت نسبة من 27٪ استمرار الحرب، ووفق متابعة صدى نيوز، توقعت نسبة من 25٪ أن تتوسع الحرب لتشمل دولا وأطرافا إقليمية وغير إقليمية أخرى. ترتفع نسبة توقعات وقف إطلاق النار في الضفة الغربية مقارنة بقطاع غزة (50٪ و27٪ على التوالي). في المقابل، تتوقع النسبة الأكبر من سكان قطاع غزة (38٪) استمرار الحرب فيما تتوقع نسبة من 20٪ فقط من سكان الضفة الغربية ذلك.

من يحكم قطاع غزة

عند السؤال عن الطرف الذي يفضل الجمهور أن يسيطر على قطاع غزة بعد الحرب، قالت نسبة من 59٪ (64٪ في الضفة و52٪ في القطاع) أنه حماس، واختارت نسبة من 13٪ السلطة الفلسطينية بدون الرئيس عباس، واختارت نسبة من 11٪ عودة السلطة الفلسطينية تحت سيطرة الرئيس عباس، واختارت نسبة من 3٪ دولة عربية أو أكثر، واختارت نسبة من   1٪ فقط الأمم المتحدة، واختارت نسبة من   1٪ الجيش الإسرائيلي. 

الانتخابات الرئاسية

لو جرت انتخابات رئاسية بين ثلاثة مرشحين هما مروان البرغوثي من فتح ومحمود عباس من فتح أيضا وإسماعيل هنية من حماس فإن نسبة المشاركة في الانتخابات ستبلغ 72٪. تبلغ نسبة التصويت لمروان البرغوثي بين كافة الجمهور، المصوتين وغير المصوتين، 40٪، وهي النسبة الأعلى له منذ أيلول (سبتمبر) 2023، يتبعه هنية (23٪) ثم عباس (8٪)

استقالة حكومة اشتية والحكومة الجديدة

تم سؤال الجمهور عن تقديره لمغزى استقالة حكومة رئيس الوزراء محمد اشتية: هل هي برأيه خطوة نحو إصلاح السلطة الفلسطينية؟ قالت أغلبية من 62٪ أنها ليست كذلك، وقالت نسبة من 30٪ فقط أنها كذلك. رأى سكان قطاع غزة، أكثر من سكان الضفة الغربية، في الاستقالة خطوة نحو الإصلاح (41٪ و23٪ على التوالي).

في أعقاب استقالة رئيس الوزراء اشتية، برز مرشحان باعتبارهما الأكثر احتمالا من غيرهما، وهما محمد مصطفى (حيث قالت وسائل الإعلام إن الرئيس عباس يفضله) وسلام فياض (حيث قالت وسائل الإعلام إن بعض المانحين الإقليميين والدوليين يفضلونه). سألنا الجمهور أيا من الاثنين يفضل: 55٪ لم يفضلوا أيا منهم؛ 22٪ فضلوا فياض؛ و10٪ فضلوا مصطفى. في هذه الأثناء، ولكن بعد الانتهاء من جمع البيانات، تم تعيين مصطفى من قبل الرئيس عباس كرئيس الوزراء القادم.

تم سؤال الجمهور عن تفضيله لتركيبة ومصدر سلطة الحكومة الجديدة: هل يفضل حكومة وحدة وطنية تخضع لسيطرة حزب سياسي؟ أم لسيطرة الرئيس عباس؟ أم يفضل حكومة لا تخضع لسيطرة الرئيس عباس أو لأي حزب سياسي؟ كما يوضح الشكل التالي، اختار 62٪ الخيار الثالث، بينما اختار الربع فقط الخيارين الآخرين مجتمعين. ومن الملاحظ أن سكان غزة هم الأقل تأييدا للخيار الثالث.