عرفات وياسين..في الليلة الظلماء يفتقد البدر!
منوعات

عرفات وياسين..في الليلة الظلماء يفتقد البدر!


 رام الله - صدى نيوز - ياسر عرفات، احمد ياسين، ابو علي مصطفى، فتحي الشقاقي، عمر القاسم...والقافلة تطول، قادة رحلوا لكن بصماتهم وذكراهم ظلت عالقة في الأذهان، ورغم الاختلاف أو الاتفاق معهم  ما زالوا في قلوب الشعب ودائما ما يفتقدونهم وكانهم يقولون لهم "وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر".
 
عماد الفالوجي رئيس مركز حوار الحضارات في غزة  تحدث في احدى المرات عن احد اروع المواقف التي حدثت بين الشهداء ابو عمار واحمد وياسين وكان الفالوجي شاهدا عليها حيث قال:"عندما تم الافراج عن الشيخ احمد ياسين من سجون الاحتلال في العام 1998 ، حضر الشيخ عبد الله نمر درويش - مؤسس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر - وبرفقته الحاخام فرومان المعروف بمواقفه الداعمة للسلام ، وطلب مقابلة الشيخ احمد ياسين لتهنئته بالإفراج وقال أنه يحمل رسالة خاصة من الحاخام الأكبر في دولة الكيان الى الشيخ أحمد ياسين" . 
 
وبخطوة فاجأت الكثيرين وافق الشيخ ياسين على المقابلة وطلب أن تكون في ساحة ملعب المجمع الإسلامي القريبة من بيته وطلب حضور الصحافة لتصوير اللقاء، وحضر اللقاء الشهيد اسماعيل ابو شنب والمرحوم الإستاد حسن شمعة . 
 
واضاف الفالوجي "عندما بدأ اللقاء بدأ الشيخ عبد الله نمر درويش بتهنئة الشيخ أحمد ياسين بالافراج وضرورة العمل من أجل الارتقاء بالعلاقات الفلسطينية الداخلية بما يمثله الشيخ أحمد ياسين من وزن كبير على الساحة الفلسطينية والإسلامية، ثم تحدث الحاخام فرومان مهنئا الشيخ بحريته متمنيا أن يلعب رجال الدين دورا مهما في تعزيز ثقافة السلام ومساعدة السياسيين للنجاح بتحقيق السلام والاستقرار لكلا الشعبين" .
 
ثم تحدث الشيخ أحمد ياسين قائلا "نحن مع السلام ولم نكن في يوم من الأيام ضد تحقيق السلام العادل الذي يعيد الحقوق لشعبنا ولكن انظروا الى الحقائق على الأرض من الطرف الذي يقتلنا ويصادر أرضنا ولا يستجيب لكل المبادرات الدولية..! انظروا بعيونكم الى كل ما يجري على الأرض هل هذا سيؤدي الى السلام..! السلام يحتاج الى مقدمات وأرضية حتى يقف عليها أولا" .
 
فرد الحاخام قائلا "إني أحمل رسالة لفضيلتكم من الحاخام الأكبر لدولة إسرائيل حول الدور الذي يتمنى أن يلعبه رجال الدين في المستقبل لصنع السلام" . 
 
ولفت الفالوجي الى ان الشيخ ياسين بعدما سمع الحاخام التفت إليه وخاطبه قائلا " وأنا أطلب من الأخ الوزير عماد الفالوجي أن يستلم الرسالة(من الحاخام) ويستأذن من الرئيس ياسر عرفات هل لي أن أستلمها أم لا ؟ فهناك عنوان واحد للشعب الفلسطيني وهو الرئيس ياسر عرفات ".
 
واضاف الفالوجي "ارتبك الحاخام وقمت فورا باستلام الرسالة منه وقبلت رأس الشيخ أحمد ياسين احتراما على موقفه، وتوجهت بعد ذلك مباشرة للرئيس ياسر عرفات وحدثته كل ما جرى ، فابتسم بارتياح وقال " هذا موقف أصيل للشيخ أحمد ياسين بارك الله فيه، أبلغه تحياتي وقل له إنه محل ثقة وبإمكانه استلام الرسالة بكل تأكيد" . 
 
ويقول الفالوجي "أردت تسليم الرسالة للرئيس ابو عمار ليراها فردها بيده وقال" هي للشيخ وهو صاحبها وأنا أطلب منك أن تستأذنه هل بإمكاني قراءتها أم لا؟".
 
ويختم الفالوجي بتاكيده على انه لا زال يحتفظ بالرسالة معه حتى اليوم ..!