انتخابات العراق 2021: النتائج الأولية تشير إلى تقدم التيار الصدري
عربي ودولي

انتخابات العراق 2021: النتائج الأولية تشير إلى تقدم التيار الصدري

صدى نيوز - لم ينته الجدل حول الانتخابات العراقية المبكرة، التي جاءت بضغط شعبي حتى بعد انتهاء الاقتراع وإعلان النتائج الأولية، ففي الوقت الذي تحدثت فيه جهات رسمية عن مشاركة تعدت 40 في المئة يقول المقاطعون إنها لم تصل إلى 20 في المئة.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية في العراق بتقدم التيار الصدري في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت الأحد.

وأظهرت النتائج الأولية لفرز الأصوات، التي أعلنتها مفوضية الانتخابات، فوز الكتلة الصدرية بأكبر عدد من المقاعد، إذ حصلت على 73 مقعدا، تليها كتلة تقدم التي يرأسها رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي (38 مقعدا)، بحسب الوكالة.

وجاءت كتلة دولة القانون في المركز الثالث بحصولها على 37 مقعدا.

ووفقا للنتائج المعلنة، شهدت الانتخابات تراجعا كبيرا في مكاسب تحالف الفتح الذي يقوده هادي العامري، إذ نجح التحالف في الحصول على 14 مقعداً بعدما كان قد حصد 45 مقعدا في الانتخابات السابقة عام 2018، كما يقول موفدنا إلى بغداد فراس كيلاني.

وأشارت مصادر صحفية إلى أن النتائج تمثل "زلزالاً على مستوى الحياة السياسية في العراق"، نظراً للتغير الهائل في نسب الأصوات التي حصلت عليها بعض التحالفات الكبرى.

وحقق تحالف العزم برئاسة رئيس المشروع العربي خميس الخنجر مكاسب جيدة في الانتخابات.

ويعد تحالفا العزم وتقدم أبرز التحالفات التي خاضت من خلالها القوى السنية هذه الانتخابات.

وبعد وقت قصير من إعلان النتائج، وصف الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الانتخابات بأنها "يوم النصر على الميليشيات"، قائلاً إن الأوان قد آن لحل الميليشيات وحصر السلاح في يد الدولة.

ودعا الصدر "الشعب أن يحتفل بهذا النصر بالكتلة الأكبر، لكن بدون مظاهر مسلحة".

وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات أنها ستبدأ في تلقي الطعون في النتائج بدءاً من اليوم ولمدة ثلاثة أيام، على أن يتم البت فيها خلال سبعة أيام.

وكانت المفوضية قد قالت إن نسبة المشاركة في التصويت بلغت 41 في المئة، مضيفة أن احتساب هذه النسبة جاء بحسبة من قاموا بالتصويت من بين من يملكون البطاقة الانتخابية الذكية، والبالغ عددهم حوالي 22 مليون شخص، وليس من العدد الإجمالي لمن يحق لهم التصويت.

وبحسب المفوضية، بلغ عدد المشاركين في الانتخابات 9 ملايين ناخب علما بأن عدد من يحق لهم التصويت يبلغ نحو 25 مليون.

وتعد نسبة المشاركة هذه الأدنى في البلاد منذ عام 2005 الذي شهد أول انتخابات تشريعية في العراق بعد الاحتلال الأميركي له عام 2003.

يذكر أن نسبة الإقبال في انتخابات عام 2018 بلغت 44.5 في المئة وفقا للأرقام الرسمية.

وصوت العراقيون لاختيار نواب برلمانهم من بين 3200 مرشح في الانتخابات المبكرة التي تجرى وفق قانون انتخابي جديد ينص على التصويت الأحادي للمجلس المؤلف من 329 مقعداً.

وكانت فيولا فون كرامون، رئيسة فريق المراقبين التابع للاتحاد الأوروبي، قد صرحت في وقت سابق بأن نسبة المشاركة "منخفضة".

وقالت لصحفيين إن انخفاض المشاركة "مؤشر سياسي واضح، لا يسع المرء إلا أن يأمل أن يُنصَت إليه من قبل السياسيين والنخبة السياسية في العراق".

وعقب انتهاء الاقتراع، قالت اللجنة الأمنية العليا للانتخابات إنها أصدرت أوامر "صارمة" إلى السلطات الأمنية في العاصمة بغداد والمحافظات بتشديد إجراءات الحراسة والحماية حول مراكز الاقتراع ومراكز التسجيل ومخازن المفوضية المستقلة للانتخابات.

ويصارع العراق أزمة اقتصادية وتفشياً للفساد والانقسام الطائفي. ويستبعد محللون أن تحقق الانتخابات، وهي الخامسة منذ الغزو الأمريكي عام 2003، تغييرا كبيرا في الساحة السياسية في العراق.

وأُجريت الانتخابات قبل ستة أشهر من تاريخها الأصلي، في تنازل نادر لحركة الاحتجاج التي يقودها الشباب والتي اندلعت في عام 2019 ضد طبقة سياسية يُلقى عليها باللوم على نطاق واسع في انتشار ممارسات الكسب غير المشروع والبطالة وانهيار الخدمات العامة.