ما بين خيانة أفراد وخيانة أنظمة ونخب سياسية
مقالات

ما بين خيانة أفراد وخيانة أنظمة ونخب سياسية

يتحدثون عن قدرة إسرائيل على اختراق المجتمع والدولة في إيران وتجنيد أعداد كبيرة من الايرانيين العاديين وبعض المسؤولين في الدولة يعملون ضد بلدهم، أي عملاء وجواسيس، وهذا كلام صحيح وقد أبانت المواجهات الأخيرة بين البلدين خطورة هذا الاختراق سواء لإيران ذاتها أو لأذرعها في المنطقة كما جرى مع حزب الله، وفي المقابل كانت قدرة ايران على تجنيد عملاء لها في إسرائيل محدودة.

لكن ماذا بالنسبة لاختراق إسرائيل للدول العربية وخصوصاً المُطبعة معها؟ إسرائيل، وبشراكة أمريكية، لم تجند فقط أشخاصاً عاديين من عدة دول عربية، وهؤلاء بالآلاف، بل جندت أنظمة ونخب سياسية بكاملها وأصبحوا عملاء وجواسيس رسميين لإسرائيل وأمريكا وجعلوا بلدانهم في حالة خضوع واستسلام لتل أبيب وواشنطن. وبالتالي الاختراق الإسرائيلي للدول العربية وخصوصاً المُطبعة معها أكبر وأخطر من الاختراق في إيران لأنه يؤدي الى خضوع واستسلام كل الدولة والمجتمع للإرادة الصهيونية ولن تستطيع هذه الدول ع الوقوف في وجه الأطماع التوسعية لإسرائيل في فلسطين وفي كل المنطقة العربية، وهذا ما يفسر صمت وعجز هذه الأنظمة في مواجهة حرب الإبادة والتطهير العرقي الذي تقوم به إسرائيل في قطاع غزة والضفة وما تقوم به من استباحة أراضي دول عربية أخرى وصمتها على تصريحات نتنياهو بأنه سيغير حيواستراتيجية الشرق الأوسط!!!

واخيرا نتساءل: هل الدول العربية المنخرطة بما يسمى (السلام الابراهيمي) صديقة لإسرائيل أم عدوة لها؟

وكيف سيكون مصير الدول العربية والقضية الفلسطينية بعد سقوط النظام الإيراني كما تريد إسرائيل، وانتشار الفوضى في ايران ليكون مصير هذا البلد نفس مصير العراق وسوريا وليبيا والسودان؟ وهل تفرد إسرائيل بالهيمنة على المنطقة يخدم العرب والمسلمين؟

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.