«نجاحك نصرة للقضية الفلسطينية»
مقالات

«نجاحك نصرة للقضية الفلسطينية»

شاركت، الأسبوع الماضي، في القمة العربية الثانية لريادة الأعمال تحت شعار «من الصمود للازدهار» في مراكش ممثلاً عن وزارة العمل، وتعد هذه القمة التي تنظمها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) بالشراكة مع وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات المغربية، فرصة مهمة لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة للاستفادة من الفرص والمخرجات التي قدمتها القمة من خلال مختلف اللقاءات، حيث تنعقد بتمثيل رفيع المستوى للبلدان العربية والمنظمات الإقليمية والدولية والجهات المتخصصة في ريادة الأعمال والتنمية المستدامة.
افتتحت مداخلتي الخاصة بتجربة فلسطين في جلسة صنّاع القرار والسياسات (حوار السياسات لتمكين ريادة الأعمال في المنطقة العربية) من خلال عرض فيديو قصير لمدة 3 دقائق عن المشاريع الصغيرة التي نفذها الصندوق الفلسطيني للتشغيل؛ وبعد ذلك قمت بتفكيك عنوان القمة من الصمود للازدهار وتركيبه على الحالة الفلسطينية بأننا في ظل هذه الظروف المتمثلة بتدمير الاحتلال لكافة النواحي الإنسانية والاقتصادية فنحن بحاجة إلى مصطلح يسبق الصمود وهو النجاة، ثم تحدثت عما تقوم به الوزارة منذ سنوات من خلال البرامج والمشاريع والخطط المختلفة وأهمها الإستراتيجية الوطنية للتشغيل وربطها مع إعداد خطة طوارئ للاستجابة للتصدعات التي نتجت بعد 7 أكتوبر.
في هذا اللقاء التنموي المهم والمطلوب على الصعيد العربي، كلٌ حسب خصوصيته؛ كان هناك الكثير من المشاهدات التي لم ترصدها فقط عيني المجردة وإنما كافة الحواس المتبقية من إنسانيتنا! وهذا ربما صمام الأمان لقضيتنا الفلسطينية وهو أن الشعوب العربية والإسلامية بالتحديد والشعوب الأجنبية هي مع الحرية وتقرير حق المصير وحقوق الإنسان وكافة المفاهيم الحضارية حتى ولو إنها تقتل على يد من يدعم من يُدمرها، بالتالي القضية الفلسطينية هي جوهر القضايا لكافة الشعوب في العالم وليس فقط لنا؛ لهذا علينا التعامل مع قضيتنا بعالميتها وليس فقط بأنها تقتصر على أنها تحرر من احتلال؛ وهذا يحتاج ذكاء في التعامل الدولي.
كالكثيرين بكيت بصمت وحدي بدموع حارقة مما يحدث لنا وبالأخص في قطاع غزة، لكني لم أتخيل أن أبكي لبكاء صديق مغربي ـــ يتبوأ موقعا مهما في إحدى المؤسسات الدولية المهمة ـــ ودموعه تنهمر من قهره بطريقة جعلتني أنهار معه لفترة حتى أيقظني بكلامه الصاعق "إنتو خليتوني أصيح في كل ما هوي غربي مش يتفق معنا.. إحنا إنعلمهم من يوم طالع إنه إحنا الحق ومش عاجبهم يرحلوا عنا إحنا لينا أجداد يعرف عنهم التاريخ بأننا مقاتلين وانتم قضيتكم قضيتنا بالأساس... بكفي بكفي يا مهداوي" وقبل أن يودعني همس لي، "أنا آسف أريد رفع معنوياتك بس سامحني أنا مثل غيري مخنوق!!".
"الإسكوا" ليست مجرد مؤسسة تأسست العام 1973 لتحفيز النشاط الاقتصادي في الدول الأعضاء وتعزيز التعاون فيما بينها وتعزيز التنمية. ولن أتحدث عن التقارير التنموية بشكل عام والتقارير الخاصة بقضيتنا الفلسطينية بشكل خاص التي أقف احتراماً وتقديراً على هذا الأداء المهم؛ وإنما أتحدث هنا عن الرأس المال البشري داخل هذه المؤسسة الذي كان لي الشرف التعرف على جزء منهم وعلى رأسهم الدكتورة رولا الدشتي الأمينة التنفيذية وما يقومون به من أعمال لفلسطين لا نراها نحن لأنهم يعملون من خلف الكواليس وبصمت حب أوطانهم وجنسياتهم ــــ من الكويت، مصر، لبنان، المغرب، تونس، الأردن........الخ ـــ المنصهر بقضيتنا.
ما قاله الصديق العروبي المصري كريم حسن المدير التنفيذي لمركز "الإسكوا" للتكنولوجيا والمنسق العام لقمة مؤتمر ريادية الأعمال في نهاية اللقاء الذي جعل القاعة تقف بكل قوة نصرة للإنسانية وهو يضع تصورا ومفهوما تنمويا جديدا على الساحة العربية والعالمية بأن نجاح الفرد الريادي في كافة المجالات هو نجاح ونصر للقضية الفلسطينية بشكل أساسي "نجاحك نصرة للقضية الفلسطينية".

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.