أبو سيف: الإمارات غير مؤتمنة على الثقافة العربية
أهم الأخبار

أبو سيف: الإمارات غير مؤتمنة على الثقافة العربية

صدى نيوز: أكد وزير الثقافة عاطف أبو سيف أن الوزارة ستتدخل لتصويب عمل مركز خليل السكاكيني الثقافي، وأنها ستستعيد المبنى التابع لها، في تعقيب منه على نية وزارة الثقافة السيطرة على مبنى مركز خليل السكاكيني الثقافي في مدينة رام الله.

وأضاف وزير الثقافة عاطف أبو سيف "لا نسترد شيئا نمتلكه.. هو مبنى تابع للوزارة ونريد أن نتدخل ونصوب عمل المركز، ونصوب الاستخدام الثقافي داخل المبنى فقط، ونتمنى أن يؤثر ذلك ايجاباً على مركز خليل السكاكيني، واستعادة المركز لفضائه وحيويته ونشاطه".

مردفاً: "في النهاية هذا المقر هو ملك للدولة، واتفاقية "الاباحة" لاستخدام المبنى بين الطرفين "الوزارة والمركز" على وشك الانتهاء.

وأضاف أن السؤال الاساسي "كيف يمكن أن يظل هذا المبنى شعلة نشاط للفعل الثقافي؟ ما زالت النقاشات حول مستقبل المبنى مستمرة حتى اللحظة".

وتابع: "لا أحد يستطيع القول أن الأمور سليمة مئة في المئة، وبالتالي نناقش اليوم كيف يمكن للمركز أن يستعيد تألقه الثقافي الذي بات غائباً".

 

457 مؤسسة ثقافية و3300 فردا تضرروا بشكل كبير

وحول أثر انتشار فيروس كورونا على قطاع الثقافة في فلسطين، قال أبو سيف إن قطاع الثقافة تأثر بشكل كبير، حيث أوقف أكثر من 26 مهرجاناً سنوياً، وتضررت أكثر من 457 مؤسسة ثقافية بشكل كبير.

وأضاف أن قرابة 2000 عامل في هذه المؤسسات توقفت أعمالهم، إضافة لقرابة 500 عضو وفنان من الفرق الفنية، الى جانب قرابة 800 فنان شعبي.

وأوضح أبو سيف أن الوزارة قدمت مساعدات للفنانين الأفراد عبر صندوق خاص في الوزارة مبلغ 500 دولار لـ200 فنان، وهناك 200 آخرين سيتم تقديم لهم الأموال خلال الفترة القريبة المقبلة.

وتابع: قبل أيام أطلقنا نتائج صندوق القدس العربي، حيث استفادت الكثير من الجمعيات الثقافية في الوطن من دعم هذا الصندوق، مشيراً إلى أن إحدى الجمعيات الثقافية الكبيرة حصلت على أكثر من 200 ألف دولار على سبيل المثال، كما استفادت بعض المؤسسات الثقافية الأخرى من صندوق وقفة عز بعد حوار أجرته الوزارة مع إدارة الصندوق، وأنها تبحث الآن كيفية دعمها أكثر لانها اذا تركت وحيدة ستنهار، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن ينهار القطاع الثقافي.

 

2.3 مليون شيكل ديون للمؤسسات الثقافية

من جانب آخر، أوضح أبو سيف أن وزارة الثقافة تعمل حالياً على دفع المستحقات الحكومية للمؤسسات الثقافية والتي تبلغ 2.3 مليون شيكل، وهي مقابل مشاريع قامت المؤسسات الثقافية بتنفيذها على أرض الواقع، مشيراً أن الديون كانت تتجاوز العام السابق 2019 الثلاثة ملايين شيكل.

وأكد أنه تحدث مع رئيس الوزراء ووزير المالية حول الأزمة المالية التي تعاني منها المؤسسات الثقافية، وضرورة تسديد الأموال، مشيراً إلى أن الحكومة بصدد جدولة هذه الديون لسدادها.

 

"الامارات غير مؤتمنة على على الثقافة العربية"

وأكد وزير الثقافة أن "جميع النشاطات الثقافية في فلسطين والمدعومة من الإمارات أو أي دولة قامت بالتطبيع مع دولة الاحتلال سيكون موقفنا منها حازماً"، مضيفاً: نحن نقيس علاقتنا بمدى القرب والبعد عن فلسطين، وبالتالي من يتخذ موقفاً يمس القضية الوطنية ويؤثر على حقوقنا الوطنية لا يمكن أن نتعاون معه على الإطلاق.

وتابع: النشاطات الثقافية المدعومة إماراتياً تتمثل في مهرجان المسرح الفلسطيني، ومواجهة التطبيع يحتاج إلى فعل، وعلينا أن لا نهادن فيما يتعلق بحقوقنا الوطنية.

وتعقيبا على قيام كتاب فلسطينيين وعرب ممن فازوا بالجائزة العالمية للرواية العربية " البوكر" أو وصلت رواياتهم للقائمة القصيرة أو كانوا أعضاء لجنة تحكيم، بمطالبة مجلس امناء الجائزة في بريطانيا بوقف التمويل الإماراتي لها بعد تطبيع علاقاتها مع اسرائيل، قال أبو سيف: موقفي الشخصي ككاتب وروائي.. الامارات غير مؤتمنة على هذه الجائزة العظيمة، ولا على الثقافة العربية.

 

موازنة الثقافة 3 بالألف من الموازنة العامة!

وفيما يتعلق بامكانات وزارة الثقافة وواقعها المالي، وموازنة الوزارة التي تبلغ 3 بالألف من الموازنة العامة، قال الوزير: تاريخياً ومنذ نشوء السلطة الموازنة لا تتعدى ذلك، ولكن ما تصرفه السلطة على الثقافة لا يتوقف على موازنة وزارة الثقافة.

وتابع: هذا لا يعني أننا لا يجب أن نناضل من أجل تحسين موازنة وزارة الثقافة وهذا ما قمنا بعمله قبل انتشار الفيروس، لكن للأسف جاءت كورونا وتم تقليص الموازنة، علماً أن رئيس الوزراء كان قد وافق على زيادة موازنة الوزارة بنسبة 100%.

وأشار الى أنه من المحزن أن تكون موازنة وزارة الثقافة بهذا الحجم، مشيراً إلى أن الوزارة تعاني من شح الدعم الدولي، وقال في هذا الصدد: اليابان تاريخياً ساهمت ببناء قصر رام الله الثقافي، ولدينا 10 قصور ثقافية أخرى في الضفة و 5 في قطاع غزة تنتظر دعماً منذ 20 عاماً، ولا يوجد لدينا مسرح قومي ولا دار أوبرا وطنية ولا دار اوركسترا، كما لا يوجد مباني للثقافة وهذا يعيدنا الى موضوع دور رأس المال الوطني في بناء الثقافة بكل عناصرها ومكوناتها.

 

نطالب الاتحاد الأوروبي اعادة النظر بالشروط التمويلية

وفي هذا الموضوع، قال وزير الثقافة: موقفنا واضح ونقلته بشكل مباشر الى ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، حيث قلت له "عليكم اعادة النظر في كل الشروط التمويلية لأنها تعيق مساهمتكم الحقيقية في خدمة الشعب الفلسطيني"، مشيرا أن دعم التنمية الثقافية ليست منة من أحد.

وأشار الى أن الدعم المشروط سياسياً تجني وأمر مرفوض، "اذ لا أستطيع أن أن أقول بأن أخي الشهيد هو ارهابي ولا فترة وجودنا في المعتقلات الإسرائيلية هي مستحقة بأي شكل من الأشكال".

وتابع أبو سيف: رفع هذا الإجراء يحتاج الى نضال دبلوماسي حقيقي، وضغط على وزارات خارجية الدول، وبرلمان الاتحاد الأوروبي، كونه قرارا بالغ الخطورة على مستقبل المؤسسات الثقافية، لأنها معتمدة على الدعم الخارجي، خصوصا في ظل عدم مساهمة الحكومة بشكل كبير في دعم هذه المؤسسات تاريخيا، وضعف مساهمات وتبرعات القطاع الخاص الفلسطيني، ما يهدد بانهيار تلك المؤسسات.

(المصدر وطن)