ترمب: نعرف أين يختبئ خامنئي لكن لن نقتله في الوقت الحالي
عربي ودولي

ترمب: نعرف أين يختبئ خامنئي لكن لن نقتله في الوقت الحالي

صدى نيوز - أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، أن «الولايات المتحدة تعرف أين يختبئ المرشد الأعلى الإيراني» علي خامنئي «لكن لن نقتله في الوقت الحالي». وأضاف محذراً : «صبرنا بدأ ينفد».

وأكد في سلسلة منشورات على منصته «تروث سوشال» السيطرة «الكاملة والشاملة» على المجال الجوي الإيراني، مع تزايد التكهنات باحتمال تدخل الولايات المتحدة الى جانب إسرائيل في الضربات التي تشنّها.

وكتب: «نحن نحظى الآن بالسيطرة الكاملة والشاملة على أجواء إيران»، مشيدا باستخدام الأسلحة الأميركية، من دون أن يأتي على ذكر إسرائيل بشكل مباشر. وأضاف «لا أحد يقوم (بذلك) أفضل من الولايات المتحدة».

ميدانياً، أعلنت إسرائيل، الثلاثاء، استهداف مواقع عسكرية في غرب إيران بعد ساعات من تأكيد الأخيرة أنها أطلقت صواريخ ومسيّرات نحو مواقع في الدولة العبرية بينها مقر جهاز الموساد.

وبعد الظهر، انطلقت صافرات الإنذار في تل أبيب وفي شمال إسرائيل إثر رصد الجيش صواريخ إيرانية.

قبل ذلك، قال الجيش: «قبل وقت قصير، أنهى سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من الغارات في غرب إيران»، مشيراً إلى «استهداف عدد من المواقع وعشرات منصات إطلاق صواريخ أرض - أرض».

وكان الجيش قد أعلن في وقت سابق أن طائراته الحربية هاجمت ليلاً «مقر قيادة في قلب طهران» وقضت على علي شادماني، مشيراً إلى أنه «رئيس أركان الحرب في إيران وأعلى قائد عسكري والأكثر قرباً» إلى المرشد علي خامنئي.

وكان الأخير قد عيّن شادماني قائداً لمقر خاتم الأنبياء، وهو بمثابة قيادة موحدة لعمليات القوات المسلحة، خلفاً لقائدها السابق غلام علي رشيد الذي قضى في الموجة الأولى من الضربات الإسرائيلية على إيران فجر الجمعة.

وتشنّ إسرائيل منذ ذلك الحين هجوماً واسعاً يشمل على وجه الخصوص مواقع عسكرية ونووية إيرانية. واستهدفت الطائرات الإسرائيلية مئات المواقع وقتلت عدداً من القادة العسكريين والعلماء النوويين. وترد إيران بضربات صاروخية وبالطائرات المسيّرة.

إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام إيرانية بسماع دوي انفجارات في مدينة أصفهان وسط البلاد بعد ظهر الثلاثاء.

وأدى التصعيد المتبادل الذي يثير مخاوف من نزاع إقليمي واسع، إلى مقتل مدنيين في البلدين جراء استهداف مناطق مدنية وتدمير مبانٍ.

وتعهدت إيران بمواصلة ضرباتها على إسرائيل حتى توقف الأخيرة هجماتها. وسقطت صباح الثلاثاء صواريخ وشظايا في منطقة تل أبيب وسط الدولة العبرية.

وأظهرت صور بثتها «وكالة الصحافة الفرنسية» من هرتسليا في وسط إسرائيل، حفرة عميقة وحافلات متفحمة عملت فرق الإطفاء على إخماد نيران كانت لا تزال مندلعة في بعضها.

من جانبه، أفاد «الحرس الثوري» بأنه ضرب الثلاثاء مركزاً للاستخبارات العسكرية (أمان) ومركز تخطيط لجهاز الموساد في تل أبيب «اندلعت فيه النيران».

وقالت طهران إنها دمرت «أهدافاً استراتيجية» خلال الليل باستخدام طائرات مسيَّرة في تل أبيب وحيفا (شمال).

وأعلن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري أن «هجمات مكثفة بطائرات مسيَّرة، باستخدام أسلحة جديدة ومتطورة، بدأت وستشتد في الساعات المقبلة».

إلى ذلك، اندلع حريق في مقر التلفزيون الرسمي الإيراني، الثلاثاء، وفق ما قالته هيئة البث، وذلك غداة استهدافه بضربة إسرائيلية ألحقت أضراراً بمبناه الرئيس وأودت بثلاثة أشخاص.

دعوات لخفض التصعيد

والثلاثاء، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الجزء السفلي من موقع نطنز تعرَّض على ما يبدو لأضرار مباشرة خلال الضربات الإسرائيلية.

وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة: «استناداً إلى التحليلات المستمرة لصور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة التي جُمعت بعد هجمات الجمعة، حددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عناصر إضافية تشير إلى أضرار مباشرة في قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز».

وتثير المواجهة العسكرية غير المسبوقة بين إيران وإسرائيل اللتين تفصل بينهما جغرافيا واسعة على امتداد نحو 1500 كلم، مخاوف من اتساع رقعة التصعيد في الشرق الأوسط ليضاف إلى التوترات السائدة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وهيمن التصعيد الإسرائيلي - الإيراني على اجتماع مجموعة السبع، الاثنين، في كندا والذي غادره ترمب مبكراً بعدما نصح سكان طهران بإخلائها «فوراً».

وكتب على صفحته على موقع «تروث سوشيال» إنه «كان ينبغي على إيران توقيع الاتفاق عندما طلبتُ منها التوقيع. يا لها من خسارة وإهدار للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي».

وقال للصحافيين في طريق العودة جواً إن ما يريده هو «إذعان» إيران، من دون أن يتضح ماذا يعني بذلك، مضيفاً: «لا أتطلع إلى وقف إطلاق نار، نتطلع إلى... نهاية حقيقية» للنزاع.

وأتت الضربات الإسرائيلية بينما كانت واشنطن وطهران تجريان محادثات بشأن الملف النووي؛ سعياً إلى اتفاق جديد يحل بدلاً من الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي انسحبت الولايات المتحدة أحادياً منه عام 2018 في ولاية ترمب الأولى.

ورفضت طهران المشاركة في الجولة السادسة التي كانت مقررة في 15 يونيو (حزيران)، وأكدت أنها لن تفاوض طالما تواصلت الضربات العسكرية ضدها.

ومن دون الدعوة إلى وقف فوري للهجمات، دعا قادة مجموعة السبع إلى «حماية المدنيين»، مؤكدين حق إسرائيل في «الدفاع عن نفسها»، ووصفوا إيران بأنها «المصدر الرئيس لعدم الاستقرار والإرهاب في المنطقة».

شوارع مهجورة

يُذكر أنه منذ بدء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت طهران خصوصاً، بدت شوارع العاصمة خالية تقريباً وأغلقت كثير من المتاجر أبوابها.

وأعلنت السلطات الأذربيجانية، الثلاثاء، أن أكثر من 700 من الرعايا الأجانب تمّ إجلاؤهم من إيران عبر أراضيها منذ بدء الضربات الإسرائيلية.

كما أفادت وكالة «إيسنا» الإيرانية الثلاثاء بأنه طُلب من الأطباء والممرضين «المداومة بشكل متواصل في المراكز الطبية».

وأفاد الإعلام الإيراني، الثلاثاء، بأن بنك «سباه» المملوك للدولة تعرَّض لهجوم إلكتروني؛ «ما أدى إلى اضطرابات في خدمات المؤسسة عبر الإنترنت».