صدى نيوز- نشر موقع ناشونال إنترست (National Interest) الأميركي مقالا للمحرر بليز مالي، يقول فيه إن الاحتجاجات الحالية في إيران تختلف عن كل الاحتجاجات السابقة، وإنها تأتي في وقت محوري بالنسبة للنظام.
ويوضح مالي أن الاستجابة من السكان للمشاركة في الاحتجاجات كانت سريعة وواسعة النطاق، وكانت مشاركة النساء فيها كبيرة، حيث قام العديد منهن بقص شعرهن أو خلع الحجاب الإلزامي، وفي بعض الحالات أشعلن النيران في الحجاب والشعر، وطالب المتظاهرون على الفور بإسقاط النظام وإنهاء "الجمهورية الإسلامية"، وواجهت السلطات هذه الاحتجاجات بقمع شديد أدى إلى سقوط قتلى، كما قيدت قدرة الإيرانيين على استخدام الإنترنت.
وقال الكاتب: إن الاحتجاجات في إيران ليست جديدة، وكذلك رد فعل السلطات عليها، لكنّ هناك اعتقادا بين المراقبين أن هذه الجولة قد تكون أكثر أهمية من أي من سابقاتها.
ونقل عن محمد علي كاديفار الأستاذ المساعد في علم الاجتماع والدراسات الدولية في بوسطن كوليج، قوله إن هذه الاحتجاجات استلهمت الشجاعة من الاحتجاجات السابقة، لكنها تتجاوزها في 4 جوانب، هي: أن المرأة تقود الطريق، وأن الإيرانيين البارزين في جميع أنحاء البلاد بدؤوا يتحدثون علانية، وأن العديد من الإيرانيين الذين لا يشاركون عادة في الاحتجاجات وقفوا تضامنا مع النساء وطلاب الجامعات، وأن هذه الاحتجاجات تجاوزت الانقسامات العرقية.
وتابع: ومما زاد من غضب الإيرانيين المتراكم لعقود من منع الإصلاحات وتضييق الطيف السياسي وزيادة الحد من الحريات، مع استمرار الفساد والقمع وسوء الإدارة؛ قدوم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في أغسطس/آب من العام الماضي، وسط إقصاء جميع خصومه الإصلاحيين المحتملين والانخفاض التاريخي في الإقبال على التصويت. وأوضح الكاتب أن الانتخابات الرئاسية كانت جزءا من تهميش أكثر منهجية للعناصر "المعتدلة" في السياسة الإيرانية.
ونسب إلى تريتا بارسي من معهد "كوينسي لفن الحكم المسؤول"، خشيتها من أن السلطات ترى أن قمعها لهذه الاحتجاجات ليس كافيا، وهناك مؤشرات على أن الدولة "تراجعت" شيئا ما بسبب وجود رئيسها في نيويورك.
وعن الوقت المحوري الذي تأتي فيه هذه الاحتجاجات، أشار الكاتب إلى مرض المرشد الأعلى علي خامنئي، رغم ظهوره علنا مرتين، قائلا إن خطة إيران لخلافته غير واضحة، وكذلك احتمال أن تتمكن إيران والولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي، مما سيؤثر بشكل كبير على مسار البلاد.
احتجاجات إيران.. رئيسي يتعهد بفتح تحقيق في وفاة مهسا أميني وواشنطن تفرض عقوبات على مسؤولين أمنيين
وأكّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أن السلطات ستفتح تحقيقا في وفاة الشابة مهسا أميني، محذرا في الوقت نفسه من "الفوضى غير المقبولة"، وذلك بعد 6 أيام من الاحتجاجات التي سقط خلالها قتلى وجرحى.
وقال رئيسي ردا على أسئلة الصحفيين في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، "اطمئنوا بالتأكيد سيتم فتح تحقيق"، مشيرا إلى أن تقرير الطبيب الشرعي "لم يذكر أي انتهاكات من قبل الشرطة"، وهو ما يعارضه المحتجون.
وتابع الرئيس الإيراني، قائلا "لا أريد أن أتعجل الاستنتاجات بسرعة كبيرة"، مؤكدا أنه اتصل بأسرة مهسا أميني ووعد بالتحقيق في الحادث بجدية.
وتعقيبا على الاحتجاجات، قال رئيسي "هناك حرية تعبير في إيران…لكن الفوضى غير مقبولة".
وقال رئيسي، اليوم السبت، إن من الضروري التعامل بحزم "مع المخلين بالأمن العام"، وذلك رداً على هذه الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع عقب وفاة الفتاة أميتي التي تعرضت للاحتجاز في مركز أمني بطهران، وقد ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات إلى 35 على الأقل وفق وسائل إعلام إيرانية رسمية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) عن الرئيس الإيراني، في اتصال هاتفي مع أسرة عنصر من قوات التعبئة (البسيج)، قتل الأربعاء الماضي في أعمال عنف بمدينة مشهد شمال شرقي إيران، قوله "من الضروري التمييز بين الاحتجاج وتعطيل النظام العام والأمن".
وأضاف إبراهيم رئيسي أن الأحداث التي أدت لمقتل عنصر قوات البسيج هي "فوضى وأعمال شغب"، مشددا على ضرورة التعامل بحزم مع المخلين بالأمن العام واستقرار البلاد.
وخرجت أمس الجمعة مظاهرات مؤيدة للنظام الحاكم في طهران، ردا على الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع عقب وفاة مهسا أميني.
وكان المجلس الإسلامي لتنسيق التنمية -المكلف بتنظيم التظاهرات الرسمية في إيران- هو من دعا إلى مظاهرات "داعمة للحجاب"، ووصف المجلس المحتجين بأنهم "مرتزقة"، كما وصفت وسائل إعلام محلية المظاهرات الموالية للنظام -التي خرجت أمس الجمعة- بأنها "زئير حماسة الشعب ضد مثيري الشغب".
وكانت الاحتجاجات قد اندلعت الأسبوع الماضي عقب وفاة أميني المتحدرة من محافظة كردستان (شمال غربي البلاد) في مستشفى بالعاصمة، بعد 3 أيام من اعتقالها من قبل ما تسمى "دوريات الإرشاد" (شرطة الأخلاق) بدعوى ارتدائها لباسا غير محتشم.
وفي حين قال ناشطون إن الفتاة تلقت ضربة قاتلة على رأسها أثناء احتجازها، نفى المسؤولون ذلك وأعلنوا عن فتح تحقيق في الحادثة.
وتركزت الاحتجاجات -وهي الكبرى منذ احتجاجات عام 2019 التي قتل فيها 1500 شخص، بالمناطق الشمالية الغربية التي تضم محافظة كردستان، ولكنها امتدت أيضا إلى طهران ومدينتي مشهد وقزوين ونحو 50 مدينة وبلدة أخرى في أنحاء البلاد.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن وكالة "بورنا" للأنباء -المرتبطة بوزارة الرياضة الإيرانية- نقلت في وقت متأخر أمس الجمعة عن التلفزيون الرسمي، أن "عدد الذين قتلوا في أعمال الشغب الأخيرة في البلاد ارتفع إلى 35″، وكانت الحصيلة الرسمية السابقة بحدود 17 قتيلا، بينهم 5 عناصر أمن.
ونقل التلفزيون الإيراني عن محافظ غيلان أن السلطات اعتقلت 739 من مثيري الشغب في المحافظة الواقعة في شمالي إيران، بينهم 60 امرأة.
وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون مظاهرات ليلية أمس الجمعة في العاصمة طهران ومدن أخرى، احتجاجا على وفاة الفتاة.